بوابة الدولة
السبت 5 يوليو 2025 07:46 مـ 9 محرّم 1447 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

ممدوح عيد يكتب : ”ألتراس السوشيال ميديا: كيف تزرع مجموعات التشجيع العنف والتعصب في ملاعب الإنترنت؟” سلسلة التعصب الكروي (4/6)

ممدوح عيد
ممدوح عيد

في الماضي، كان التعصب الكروي يخرج من المدرجات وينتهي عند باب الاستاد. أما اليوم، فلم يعد الجمهور بحاجة إلى تذكرة دخول، ولا إلى صفارة حكم، كي يبدأ الصدام.

كل ما يلزمه فقط… هاتف ذكي، واتصال بالإنترنت.

السوشيال ميديا، التي وُلدت كمساحة للتواصل، تحوّلت تدريجيًا إلى مدرج افتراضي مفتوح على مدار الساعة، لا يخضع لقواعد الملعب ولا يحكمه زمن المباراة.

في هذا المدرج، لا تُسمع فقط هتافات التشجيع، بل ترتفع أيضًا أصوات الشتم، والسخرية، والتجريح الشخصي، والتحريض العاطفي، في سباق محموم على "التريند".

فهل أصبحت وسائل التواصل منصة للتعبير المشروع عن الانتماء؟

أم ساحة فوضى تُكافئ المحتوى المتعصب وتُعاقب الرأي العاقل؟

وما أثر هذه الثقافة الجديدة على وعي الجماهير؟ وعلى نظرتهم لبعضهم البعض؟ وعلى علاقتهم بأنديتهم، وحتى بأنفسهم؟

منصات التواصل لا تميز بين الحقيقة والشائعة، ولا بين النقاش والتهييج، ولا بين الرأي والشتيمة.

كل ما تراه هو التفاعل: عدد الإعجابات، المشاركات، التعليقات، ومعدل الوصول.

ومن ثم، فإن المنشور الذي يُشعل الخلاف، أو يُهاجم جمهور فريق، أو يسخر من لاعب، يحظى غالبًا بانتشار واسع، لأنه ببساطة… يحرّك الغضب. والغضب، في عالم السوشيال ميديا، هو الوقود الأقوى.

وهكذا، يجد المشجع المتعصب نفسه في مركز الضوء، وتُكافأ نبرة السخرية والعداء، بينما يُهمَّش الصوت الهادئ والمتزن.

بمرور الوقت، يتحوّل جمهور الكرة من مشجعين إلى "محاربين" إلكترونيين، يتناقلون المقاطع التي تُدين الخصم، يفسرون كل لقطة في غير صالحه، ويصنعون من كل هفوة فضيحة، ومن كل خسارة مؤامرة.

المؤسف أن هذه الحالة لا تبقى على المنصات.

فما يُقال على "تويتر" يُكرَّر في المقاهي، وما يُشاهد على "يوتيوب" يُحوَّل إلى هتافات في المدرجات، وما يُكتب في "فيسبوك" قد يصبح دافعًا فعليًا للعنف أو الشجار في الواقع.

كما أن الحوارات الافتراضية – التي غالبًا ما تخلو من الوجه والصوت والنية – تفتقر إلى أي قدر من التعاطف أو الاحترام.

أنت لا تناقش إنسانًا من جمهور الخصم، بل تناقش "خصمًا" في حد ذاته.

ومن ثم، يصبح الهجوم عليه "بطولة"، والسخرية منه "ذكاء"، والإسكات أو الحظر "نصرًا" صغيرًا يُحتفى به كأنك سجلت هدفًا في مرماه.

وإذا أضفنا إلى ذلك دخول المؤثرين في الخط – بعضهم بدون أي خلفية رياضية حقيقية – نجد أنفسنا أمام "منظومة رأي عام" مشوشة، يقودها من يجيدون اللعب على مشاعر الانتماء، لا من يفهمون اللعبة نفسها.

بل إن بعض الإعلاميين انتقلوا بدورهم إلى هذه المنصات، وبدلًا من أن يكونوا صمام أمان، صاروا جزءًا من الضجيج، يتعمدون الإثارة لجلب التفاعل، ويغذّون الانقسام للحفاظ على جمهورهم الرقمي.

أما الألتراس، الذين كانت لهم في السابق شعاراتهم وأغانيهم وهويتهم، فقد وجدوا في السوشيال ميديا أداة جديدة للتنظيم والتعبئة، لكنها أيضًا فتحت الباب أمام صراعات داخلية، واستقطابات متزايدة بين مجموعات التشجيع نفسها.

والأخطر من ذلك كله أن هذا المناخ الرقمي المسموم يصنع جيلًا من المشجعين الجدد، لا يعرفون سوى لغة التعصب.

جيل بدأ علاقته بالكرة من "فيسبوك" و"تيك توك"، فظن أن التشجيع يعني الهجوم، وأن الانتماء يقتضي العداء، وأن أي محاولة للتهدئة تعني الخيانة أو "قلة الانتماء".

فأين المساحة الآمنة للنقاش؟

وأين ذهب المشجع الذي يناقش أخطاء فريقه دون أن يُتّهم؟

وأين هي الروح الرياضية التي تمنحك حق الانتماء، دون أن تسلب الآخرين نفس الحق؟

ربما لا يمكننا إيقاف السوشيال ميديا، ولا منع الناس من التفاعل، لكن يمكننا أن نُعيد التفكير في ما نُنتج ونُشارك ونُشاهد.

فالمباراة لا تُحسم بعدد الإعجابات، والانتصار الحقيقي لا يكون في إغلاق فم خصمك، بل في قدرتك على أن تفرح دون أن تُحقِّر، وتُدافع دون أن تُجرّح، وتُشجّع دون أن تُعادي.

كرة القدم لا تحتاج إلى "مدرج رقمي" يزداد اشتعالًا كل يوم.

بل إلى جمهور رقمي يعرف أن الانتماء لا يعني العمى، وأن الخصم ليس عدوًا، وأن اللعب – في النهاية – هو مجرد لعبة.

كاتب المقال الكاتب الصحفى ممدوح عيد مدير تحرير جريدة الجمهورية

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى02 يوليو 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 49.2937 49.3937
يورو 57.9891 58.1166
جنيه إسترلينى 67.5718 67.7287
فرنك سويسرى 62.1846 62.3186
100 ين يابانى 34.2341 34.3083
ريال سعودى 13.1439 13.1713
دينار كويتى 161.4758 161.8829
درهم اماراتى 13.4195 13.4485
اليوان الصينى 6.8760 6.8905

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5291 جنيه 5269 جنيه $107.30
سعر ذهب 22 4850 جنيه 4830 جنيه $98.36
سعر ذهب 21 4630 جنيه 4610 جنيه $93.89
سعر ذهب 18 3969 جنيه 3951 جنيه $80.48
سعر ذهب 14 3087 جنيه 3073 جنيه $62.59
سعر ذهب 12 2646 جنيه 2634 جنيه $53.65
سعر الأونصة 164582 جنيه 163871 جنيه $3337.56
الجنيه الذهب 37040 جنيه 36880 جنيه $751.13
الأونصة بالدولار 3337.56 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى