بوابة الدولة
الأحد 14 ديسمبر 2025 07:40 صـ 23 جمادى آخر 1447 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

ممدوح عيد يكتب : سلسلة التعصب الكروي (3/6): إعلام يصنع النار – كيف يزرع الإعلام بذور التعصب؟ سلسلة التعصب الكروي (3/6)

الكاتب الصحفى ممدوح عيد
الكاتب الصحفى ممدوح عيد

في مباريات كرة القدم، لا تكون المعركة فقط داخل المستطيل الأخضر، بل كثيرًا ما تدور رحاها خلف الكواليس، في استوديوهات التحليل، وعلى صفحات الجرائد، وبين أسطر العناوين المثيرة التي تعرف جيدًا كيف تشعل جمهورًا وتستفز آخر.
فإذا كانت كرة القدم لعبة العاطفة، فإن الإعلام هو الذي يصوغ تلك العاطفة، يُضخّمها أو يُهذّبها، يُوجّهها نحو الحماس أو يدفعها نحو الحقد.

في عالم اليوم، لم يعد الإعلام ناقلًا محايدًا للخبر، بل أصبح لاعبًا مؤثرًا في تشكيل الرأي العام، خصوصًا في مجال الكرة الذي يتابعه الملايين لحظة بلحظة. وهنا يبدأ الخطر: حين يتحوّل المذيع إلى مشجع متعصب، والمحلل إلى محارب، والمنصة إلى منبرٍ للتلاسن بدلًا من التنوير.

الإعلام الكروي – في كثير من الأحيان – لا يكتفي برصد الأخطاء أو تحليل الأداء، بل يُعيد صياغة الوقائع بطريقة توحي بالمظلومية أو الانتصار الأخلاقي، حتى لو لم تكن الصورة كذلك. تُقطع اللقطات وتُعاد من زوايا محددة، وتُنتقى الكلمات بعناية لتزرع الشك، وتُطرح الأسئلة بصيغة الاتهام أكثر من الاستفهام.

والنتيجة؟
جمهور مشحون، لا يرى الحقيقة إلا من خلال شاشة فريقه، يثق بمذيع أكثر مما يثق بعقله، ويشعر دائمًا أن هناك من يتآمر على ناديه، أو من يسعى لإسقاطه ظلمًا.
وبدلًا من أن يكون الإعلام مساحة للتهدئة، يصبح آلة تعبئة، تُنذر وتنذر وتُحذر من "مخططات" و"أيدي خفية"، بينما قد تكون المسألة في حقيقتها مجرد خطأ حكم، أو تقصير لاعب.

المؤسف أن الإعلام الرياضي – في سباقه على المشاهدات – لا يرى في العقلانية مادة جذابة. من السهل أن تجذب جمهورًا غاضبًا بعنوان مثل: "فضيحة تحكيمية تهدي الفوز للخصم!" أو "كارثة جديدة: اتحاد الكرة يذبح فريقنا من الوريد للوريد!"

لكن من الصعب أن تجد نفس التفاعل مع عنوان متزن مثل: "الحكم أخطأ.. لكن فريقنا لم يكن في أفضل حالاته."

الإعلاميون أنفسهم، في كثير من الحالات، لا يرون بأسًا في صب الزيت على النار. فبعضهم يتعمد أن يُظهر انحيازًا فجًا لفريق معين، ليضمن جمهورًا ثابتًا. وبعضهم يفتح المجال لمداخلات مشجعين معروفين بتطرف آرائهم، لا ليُناقشهم، بل ليمنحهم المايكروفون ويتركهم يلقون بالاتهامات والتشكيك دون دليل.

وما إن تُشتعل النار، حتى تنتقل إلى جمهور مواقع التواصل. فتبدأ موجة "التريندات"، حيث تتصدّر وسم "#الحكم_فاسد" أو "#الاتحاد_منحاز"، ويُعاد تداول المقاطع المثيرة للغضب، وتُنسج حولها روايات ومؤامرات لا تنتهي، وهنا، يضيع المعنى الأصلي للرياضة: المتعة، المنافسة، الروح الرياضية.

الإعلام لا يصنع التعصب من العدم، لكنه يضخمه ويُعطيه شرعية. حين يرى الجمهور أن المذيع "الكبير" يتحدث بلغة المشاحنات، أو أن القناة الرسمية تُبرر العنف كـ"رد فعل مفهوم"، فإنه يتلقى رسالة ضمنية مفادها أن ما يفعله ليس تعصبًا، بل "غيرة على الفريق"، أو "دفاع عن الحق".

لكن الحقيقة أن الإعلام الذي لا يضبط لغته، يتحول من ناقل للحقيقة إلى مُبرر للفوضى. ومن الممكنات أن يعود الإعلام الرياضي إلى دوره المهني، إذا تحرر من عقلية "الفرجة المشتعلة"، وتبنّى خطابًا ناضجًا لا ينفي الحماس، بل ينظمه، ويُعيد للجمهور ثقته في أن كرة القدم يمكن أن تُناقش دون عراك، فالرياضة لا تحتاج إلى إعلام يُشعلها، بل إلى إعلام يُهذّبها.
كاتب المقال الكاتب الصحفى ممدوح عيد مدير تحرير جريدة الجمهورية

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى11 ديسمبر 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 47.4843 47.5837
يورو 55.6278 55.7538
جنيه إسترلينى 63.5672 63.7194
فرنك سويسرى 59.6162 59.7635
100 ين يابانى 30.4973 30.5690
ريال سعودى 12.6534 12.6805
دينار كويتى 154.7829 155.1575
درهم اماراتى 12.9279 12.9564
اليوان الصينى 6.7275 6.7419

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 6565 جنيه 6545 جنيه $138.33
سعر ذهب 22 6020 جنيه 6000 جنيه $126.80
سعر ذهب 21 5745 جنيه 5725 جنيه $121.04
سعر ذهب 18 4925 جنيه 4905 جنيه $103.74
سعر ذهب 14 3830 جنيه 3815 جنيه $80.69
سعر ذهب 12 3285 جنيه 3270 جنيه $69.16
سعر الأونصة 204215 جنيه 203505 جنيه $4302.42
الجنيه الذهب 45960 جنيه 45800 جنيه $968.28
الأونصة بالدولار 4302.42 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى