بوابة الدولة
الإثنين 22 سبتمبر 2025 09:50 صـ 29 ربيع أول 1447 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى أحمد يوسف يكتب غدًا أحلى... المستأجرون ليسوا متسللين.. هم سكان هذا الوطن الحقيقيون

الكاتب الصحفى أحمد يوسف
الكاتب الصحفى أحمد يوسف

الجدل المتجدد حول قانون الإيجارات القديمة لم يعد مجرد نقاش قانوني أو اقتصادي، بل أصبح ماراثونًا اجتماعيًا ممتدًا، يشارك فيه الجميع من النواب تحت قبة البرلمان، إلى أصحاب القهاوي على نواصي الحسين، مرورًا بأحفاد الملاك والمستأجرين القدامى.

هذا القانون ليس وليد اللحظة، بل تعود جذوره لعقود طويلة، وكلما اقتربنا من تعديله، ارتفعت الحناجر وتشعبت المواقف واختلطت الأصوات،واللافت أن كل طرف لديه ما يراه "حقًا خالصًا"، فالملاك يطالبون بما يسمونه "استرداد الحقوق"، والمستأجرون يتمسكون بما يرونه "حق البقاء والعيش الكريم".

وبعيدًا عن المزايدات، لدي تجربة واقعية تُلخّص القضية ببساطة: في عام 1972، اشترى أحد الملاك عقارًا مكونًا من أربعة أدوار (ثماني شقق) ودور أرضي على مساحة 150 مترًا بألف جنيه فقط.
الدور الأرضي وحده دفع حتى اليوم أكثر من 180 ألف جنيه إيجارًا، أي ما يعادل ثمن العقار 180 مرة! بل وتم بيع ثلاث شقق من العقار بمليون ونصف جنيه، وقُدّرت الأرض نفسها بمليون آخر، فيما لا تزال خمس شقق مؤجرة بنظام الإيجار القديم. فهل نقول إن المالك لم يستفد؟! بكل تأكيد الاستثمار العقاري كان ولا يزال الأفضل، ولكن يبدو أن أحفاد المالكين يرون أن مبدأ "الربح" لا يكتمل إلا بطرد المستأجر!

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ما الذنب الذي اقترفه مستأجر قضى عمره كله في منزل أصبح له فيه جيرة، وتاريخ، وذكريات، وربما " شجرة ليمون " في البلكونة؟
كيف نطالبه اليوم بإخلاء المكان بعد خمس سنوات فقط من التعديل، وكأننا نُحيله إلى "منفى قانوني"؟ وهل وفرت الحكومة البدائل السكنية المناسبة لتلك الفئات؟ أم أن "المزاد العقاري" سيبدأ ولا عزاء لمن لا يملك!

نحن نتحدث عن أحياء عريقة مثل الحُسينية والجمالية وباب الشعرية والسيدة زينب، حيث العائلات هناك لا تسكن فقط، بل " تنتمي "، هؤلاء الناس عاشوا مئات السنين في المكان، وارتبطوا به حتى صارت الشوارع جزءًا من هويتهم.

تخيلوا فقط حجم الضغوط النفسية عندما يُجبر المستأجر على "استرضاء المالك" خشية الطرد، هل نحن بصدد تحويل العلاقة من عقد قانوني إلى علاقة قائمة على التوسل والمجاملة؟ ثم كيف نطالب الشباب بالانتماء ونحن ننزع جذورهم من أرضهم وبيوتهم؟

للأسف، هناك نغمة متسارعة، وسكاكين حامية، ومطالب لا تُراعي الواقع، فهل المطلوب أن ندوس على الطبقة الأوسع من الشعب – التي تمثل أكثر من 80% من المستأجرين – من أجل مطالب فئة تمثل فقط 20%؟ أين العدالة؟ وأين التوازن؟ وأين الحوار المجتمعي الذي يراعي الطرفين دون انحياز؟

أقولها بصدق: أنا لا أملك قصرًا، بل حجرة صغيرة في قلب السيدة زينب... لكنني أملك انتماءً لمكان وشعب وهوية.
أناشد نواب الشعب أن يكونوا رحماء بالرعية، فالمستأجرون ليسوا طارئين ولا متسللين، بل هم سكان هذا الوطن الحقيقيون، الذين دفعوا العمر، لا الإيجار فقط.

ارحموا من في الأرض... يرحمكم من في السماء.

كاتب المقال أحمد يوسف نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى21 سبتمبر 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 48.1749 48.2749
يورو 56.5766 56.7085
جنيه إسترلينى 64.8723 65.0455
فرنك سويسرى 60.5364 60.7002
100 ين يابانى 32.5528 32.6314
ريال سعودى 12.8446 12.8723
دينار كويتى 158.0022 158.3821
درهم اماراتى 13.1149 13.1442
اليوان الصينى 6.7699 6.7848

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5686 جنيه 5663 جنيه $118.48
سعر ذهب 22 5212 جنيه 5191 جنيه $108.60
سعر ذهب 21 4975 جنيه 4955 جنيه $103.67
سعر ذهب 18 4264 جنيه 4247 جنيه $88.86
سعر ذهب 14 3317 جنيه 3303 جنيه $69.11
سعر ذهب 12 2843 جنيه 2831 جنيه $59.24
سعر الأونصة 176846 جنيه 176135 جنيه $3685.08
الجنيه الذهب 39800 جنيه 39640 جنيه $829.35
الأونصة بالدولار 3685.08 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى