بوابة الدولة
الخميس 6 نوفمبر 2025 03:41 مـ 15 جمادى أول 1447 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى أحمد يوسف يكتب غدًا أحلى... المستأجرون ليسوا متسللين.. هم سكان هذا الوطن الحقيقيون

الكاتب الصحفى أحمد يوسف
الكاتب الصحفى أحمد يوسف

الجدل المتجدد حول قانون الإيجارات القديمة لم يعد مجرد نقاش قانوني أو اقتصادي، بل أصبح ماراثونًا اجتماعيًا ممتدًا، يشارك فيه الجميع من النواب تحت قبة البرلمان، إلى أصحاب القهاوي على نواصي الحسين، مرورًا بأحفاد الملاك والمستأجرين القدامى.

هذا القانون ليس وليد اللحظة، بل تعود جذوره لعقود طويلة، وكلما اقتربنا من تعديله، ارتفعت الحناجر وتشعبت المواقف واختلطت الأصوات،واللافت أن كل طرف لديه ما يراه "حقًا خالصًا"، فالملاك يطالبون بما يسمونه "استرداد الحقوق"، والمستأجرون يتمسكون بما يرونه "حق البقاء والعيش الكريم".

وبعيدًا عن المزايدات، لدي تجربة واقعية تُلخّص القضية ببساطة: في عام 1972، اشترى أحد الملاك عقارًا مكونًا من أربعة أدوار (ثماني شقق) ودور أرضي على مساحة 150 مترًا بألف جنيه فقط.
الدور الأرضي وحده دفع حتى اليوم أكثر من 180 ألف جنيه إيجارًا، أي ما يعادل ثمن العقار 180 مرة! بل وتم بيع ثلاث شقق من العقار بمليون ونصف جنيه، وقُدّرت الأرض نفسها بمليون آخر، فيما لا تزال خمس شقق مؤجرة بنظام الإيجار القديم. فهل نقول إن المالك لم يستفد؟! بكل تأكيد الاستثمار العقاري كان ولا يزال الأفضل، ولكن يبدو أن أحفاد المالكين يرون أن مبدأ "الربح" لا يكتمل إلا بطرد المستأجر!

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ما الذنب الذي اقترفه مستأجر قضى عمره كله في منزل أصبح له فيه جيرة، وتاريخ، وذكريات، وربما " شجرة ليمون " في البلكونة؟
كيف نطالبه اليوم بإخلاء المكان بعد خمس سنوات فقط من التعديل، وكأننا نُحيله إلى "منفى قانوني"؟ وهل وفرت الحكومة البدائل السكنية المناسبة لتلك الفئات؟ أم أن "المزاد العقاري" سيبدأ ولا عزاء لمن لا يملك!

نحن نتحدث عن أحياء عريقة مثل الحُسينية والجمالية وباب الشعرية والسيدة زينب، حيث العائلات هناك لا تسكن فقط، بل " تنتمي "، هؤلاء الناس عاشوا مئات السنين في المكان، وارتبطوا به حتى صارت الشوارع جزءًا من هويتهم.

تخيلوا فقط حجم الضغوط النفسية عندما يُجبر المستأجر على "استرضاء المالك" خشية الطرد، هل نحن بصدد تحويل العلاقة من عقد قانوني إلى علاقة قائمة على التوسل والمجاملة؟ ثم كيف نطالب الشباب بالانتماء ونحن ننزع جذورهم من أرضهم وبيوتهم؟

للأسف، هناك نغمة متسارعة، وسكاكين حامية، ومطالب لا تُراعي الواقع، فهل المطلوب أن ندوس على الطبقة الأوسع من الشعب – التي تمثل أكثر من 80% من المستأجرين – من أجل مطالب فئة تمثل فقط 20%؟ أين العدالة؟ وأين التوازن؟ وأين الحوار المجتمعي الذي يراعي الطرفين دون انحياز؟

أقولها بصدق: أنا لا أملك قصرًا، بل حجرة صغيرة في قلب السيدة زينب... لكنني أملك انتماءً لمكان وشعب وهوية.
أناشد نواب الشعب أن يكونوا رحماء بالرعية، فالمستأجرون ليسوا طارئين ولا متسللين، بل هم سكان هذا الوطن الحقيقيون، الذين دفعوا العمر، لا الإيجار فقط.

ارحموا من في الأرض... يرحمكم من في السماء.

كاتب المقال أحمد يوسف نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى05 نوفمبر 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 47.3591 47.4591
يورو 54.4109 54.5306
جنيه إسترلينى 61.7374 61.8867
فرنك سويسرى 58.4464 58.6060
100 ين يابانى 30.8107 30.8778
ريال سعودى 12.6271 12.6544
دينار كويتى 154.0636 154.4291
درهم اماراتى 12.8935 12.9214
اليوان الصينى 6.6446 6.6592

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 6120 جنيه 6085 جنيه $129.02
سعر ذهب 22 5610 جنيه 5580 جنيه $118.26
سعر ذهب 21 5355 جنيه 5325 جنيه $112.89
سعر ذهب 18 4590 جنيه 4565 جنيه $96.76
سعر ذهب 14 3570 جنيه 3550 جنيه $75.26
سعر ذهب 12 3060 جنيه 3045 جنيه $64.51
سعر الأونصة 190355 جنيه 189285 جنيه $4012.84
الجنيه الذهب 42840 جنيه 42600 جنيه $903.11
الأونصة بالدولار 4012.84 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى