ثروت القرم بكتب : محمد عبدالصبور مهندس التحالف في الدائرة السابعة
بعد يومين من إعلان الحصر العددي وصدور النتيجة النهائية، لم تعد وقائع ما جرى في الدائرة السابعة بمحافظة الشرقية مجرد تفاصيل انتخابية عابرة، بل تحولت إلى نموذج سياسي جدير بالتأمل، يكشف كيف يمكن للعقل الهادئ والعمل في الظل أن يصنعا فارقًا حقيقيًا، وفي قلب هذا النموذج يبرز اسم الإعلامي محمد عبدالصبور، موفد قطاع الأخبار بالتليفزيون المصري، خريج كلية السياسة والاقتصاد، بوصفه مهندس التحالف وصاحب الدور الأبرز في لحظة كانت فيها كل السيناريوهات مفتوحة على الخسارة.
محمد عبدالصبور لم يدخل المشهد بصفة مراقب أو ناقل خبر، بل بوعي سياسي يدرك أن أخطر ما يهدد أي دائرة انتخابية هو الانقسام وتشتيت الأصوات، وقبل الإعلان الرسمي بيوم كامل، وفي توقيت بالغ الحساسية، استضاف اجتماعًا سريًا داخل شقته، جمع فيه أطراف التحالف الثلاثي بعد محاولات متعددة وشاقة لتقريب وجهات النظر، كان الاجتماع بمثابة نقطة التحول الحقيقية، حيث انتقل التحالف من فكرة مؤجلة إلى قرار نهائي لا يحتمل التراجع.
هذا اللقاء المغلق لم يأتِ من فراغ، بل كان تتويجًا لسلسلة اتصالات وجهود بذلها عبدالصبور في صمت، متحملًا انتقادات لاذعة وحملة تشكيك واسعة طالت دوافعه وتحركاته، واعتبرها البعض مغامرة غير محسوبة، إلا أن الرجل آثر الصمت، واضعًا ثقته في أن السياسة تُقاس بالنتائج لا بالضجيج.
وفي اليوم التالي مباشرة، وقبل الإعلان الرسمي، ظهر الثلاثي معًا في صلاة الظهر بمسجد العطار، في مشهد حمل دلالات عميقة، لم يكن مجرد أداء لشعيرة دينية، بل رسالة رمزية بأن ما تم الاتفاق عليه في الخفاء أصبح حقيقة على الأرض، وأن صفحة الخلاف قد طُويت لصالح تحالف يخدم المصلحة العامة للدائرة.
امتزج البعد الروحي بالحساب السياسي، فتعززت الثقة، وتأكدت جدية ما جرى الاتفاق عليه، ومع اكتمال الفرز العددي جاءت النتيجة قاطعة: فوز التحالف، وانتصار خيار العقل على منطق التناحر، عندها فقط أدرك كثيرون أن ما وُصف سابقًا بالمغامرة كان في حقيقته قراءة دقيقة للواقع الانتخابي.
هذا النجاح انسجم مع دعوة نائب القائمة محمد علي يوسف، ابن كفر صقر، إلى ضرورة توحيد الصف وعدم تشتيت الأصوات خارج المركز، وهي الدعوة التي وجدت الترجمة العملية المضادة في تلك الساعات الحاسمة التي سبقت الإعلان الرسمي، وفي الإطار ذاته، تعامل المهندس صلاح شريبة مع المشهد بحسابات هادئة واتزان واضح، ما ساهم في تثبيت التحالف وتحويله إلى خيار انتخابي صلب أمام الناخبين.
ومع مرور يومين على إعلان النتيجة، بدا المشهد في فاقوس أكثر هدوءًا واستقرارًا، وتوّج بقرب ترؤس الدكتور نبيل العطار للجلسة الأولى لمجلس النواب باعتباره أكبر الأعضاء سنًا، في دلالة رمزية تؤكد أن الإصرار والعمل طويل النفس قادران على تحويل الشك إلى نجاح.
هكذا، من التشكيك إلى النجاح الباهر، تتأكد حقيقة واحدة: أن تحالف الدائرة السابعة لم يولد صدفة، بل صُنع بعقل واعٍ وإرادة صلبة، وكان الإعلامي محمد عبدالصبور أحد مهندسيه الأساسيين، حين اختارت السياسة أن تُدار بالعقل… لا بالصوت العالي.
























