بوابة الدولة
الخميس 11 ديسمبر 2025 11:51 مـ 20 جمادى آخر 1447 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية
وزير التعليم العالى: وضع خريطة ابتكارية لمصر تضم مشروعات ذات أولوية حتى 2030 رئيس مركز معلومات الوزراء: نستهدف تعزيز البيانات المتعلقة بالأطفال أمين نقابة الأطباء يطالب بتسهيل إجراءات تراخيص العيادات والمراكز الطبية التعليم العالى: كل جنيه تنفقه الوزارة للتحالفات تستهدف منه عائد 3 جنيهات وزير الخارجية يؤكد أهمية المضى فى خطوات تشكيل لجنة التكنوقراط الفلسطينية هيئة الدواء المصرية: فحص 22763 مؤسسة صيدلية وضبط 2663 مخالفة متنوعة وزير العمل يشهد تسليم 2 مليون جنيه إعانات لأسر ضحايا ومصابى عمالة غير منتظمة أكاديمية مصر للطيران للتدريب تنجح فى تجديد اعتماد الوكالة الأوربية الصحة: إغلاق 9 مراكز خاصة للنساء والتوليد بالقاهرة والجيزة خالفت القواعد الطبية يونج بويز يخطف فوزا مثيرا أمام ليل 0/1 في الدوري الأوروبي تعليم الجيزة تشدد على إحكام الإشراف داخل المدارس ومتابعة تواجد الطلاب بالفصول أكاديمية الأزهر العالمية تستقبل وفدًا يضم 50 إمامًا وداعية من ست دول

محمد خليفة يكتب : ترندات مخطط لها ... ووعي يستدرج في صمت

الكاتب الصحفي محمد خليفة
الكاتب الصحفي محمد خليفة

في الوقت الذي تتراكم فيه التحديات الاقتصادية والاجتماعية وتزداد المخاطر الحقيقية التي تهدد استقرار الأفراد والمجتمعات تتسارع أدوات الإعلام الرقمي في ضخ محتوى سطحي مستفز يعتمد على افتعال الجدل وصناعة التوتر عبر موجات متتابعة من الترندات الزائفة التي لا تحمل قيمة معرفية ولا تفتح أي نقاش حقيقي بل تخلق دوائر من الصراخ المتبادل والاتهامات والتشتيت المتعمد مما يؤدي إلى تآكل الوعي وتراجع الانتباه العام عن القضايا الجادة التي تمس الحياة اليومية للناس إذ يتم توجيه الطاقات والاهتمامات نحو قضايا ثانوية تم اختيارها بعناية لتحتل الشاشات وتسيطر على العقول وتغمر الجميع في حالة من الانفعال الزائف واللحظي الذي ينتهي بمجرد ظهور ترند جديد أكثر استفزازا وأكثر قابلية للتفاعل الرقمي.
هذا النمط المتكرر لم يعد بريئا أو عشوائيا بل أصبح يمثل آلية منهجية لصرف الانتباه العام عن أولويات مصيرية تتطلب تفكيرا هادئا وتخطيطا رشيدا فعندما يكون الاقتصاد على حافة الركود وتزداد نسب التضخم والبطالة وتتعثر قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم والإسكان تصبح الحاجة إلى وعي جماعي أكثر من ضرورية ولكن هذا الوعي لا يسمح له بالنمو وسط بيئة مشبعة بالتشويش الرقمي التي توظف أدوات الترفيه الخفيف والتفاهة المنظمة والمحتوى العاطفي القائم على الانقسام الاجتماعي والديني والسياسي لصناعة سحابة كثيفة تحجب الرؤية وتمنع التركيز وتبدد الطاقات الفكرية في معارك فارغة لا تقود إلى أي تغيير فعلي أو فهم أعمق للواقع.
وبينما يظن المتابع العادي أنه يمارس حقه في التفاعل الحر ويعتقد أنه جزء من النقاش العام يكون في الحقيقة مجرد أداة داخل نظام تكنولوجي محكم مصمم لإبقاء المستخدم مشغولا بالتفاصيل السطحية ومبتعدا عن المسائل التي تتطلب مشاركة واعية وحوارا صادقا بين أصحاب الرأي والمواطنين المتأثرين بالقرارات المصيرية وهنا يتجلى الفرق بين إدارة التفاعل وصناعة التشتت حيث أن إدارة التفاعل تهدف في الأصل إلى تعزيز المشاركة وبناء الوعي الجمعي أما صناعة التشتت فهدفها الأساسي هو الإلهاء وإشغال الرأي العام بقضايا هامشية .
وهذا النمط لا يقتصر على طرف معين ولا يرتبط ببلد دون آخر بل هو ظاهرة عالمية تتوسع بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحكم بالخوارزميات وتحليل السلوك البشري مما يعني أن الصراع اليوم لم يعد فقط بين الأفكار أو البرامج أو الاتجاهات بل أصبح صراعا على الانتباه ذاته وعلى قدرة الأفراد على حماية عقولهم من الغرق في سيل من المعلومات الموجهة والمحتوى المصمم خصيصا لاستفزاز الغرائز وتحفيز الاستجابات الانفعالية التي تمنع التأمل والتفكير النقدي وتؤدي مع الوقت إلى ما يشبه الإدمان الرقمي الذي يسلب الإنسان قدرته على الفرز والتركيز والربط بين ما يحدث على الشاشة وما يحدث في واقعه الحقيقي.
ولذلك فإن الخروج من هذه الحلقة لا يكون عبر الانسحاب من الساحة أو الصمت بل عبر خلق وعي مضاد يعيد ترتيب الأولويات ويستعيد السيطرة على الانتباه ويشجع على تبني قضايا حقيقية كالمطالبة بتخطيط اقتصادي شفاف وبرامج اجتماعية عادلة واستراتيجيات تعليمية طويلة المدى وإصلاح شامل في إدارة الموارد الطبيعية وتحقيق العدالة بين الفئات وتطوير الخطاب العام ليصبح أكثر عمقا وارتباطا بحياة الناس لا مجرد صدى لترندات مصطنعة هدفها الأساسي هو استهلاك الوقت وتفريغ الطاقات في دوائر لا نهائية من الكلام والردود والتعليقات التي لا تبني شيئا ولا تفتح أي باب للتغيير.
إن المرحلة الراهنة تتطلب من كل صاحب رأي وموقع مسؤولية ومواطن مهتم أن يدرك أن المعركة الحقيقية هي معركة وعي وأن كل دقيقة يتم تضييعها في متابعة محتوى أو نقاش عقيم هي خسارة للوقت وللفرص وللمستقبل فالقضية ليست فقط في أن الترندات تشتت بل في أن التشتت تحول إلى صناعة كبرى تدار بعقول وخوارزميات وأموال وفرق تخطيط تعمل على مدار الساعة لصرف الانتباه عن القضايا التي تستحق التفكير والعمل والتخطيط.

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى11 ديسمبر 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 47.4843 47.5837
يورو 55.6278 55.7538
جنيه إسترلينى 63.5672 63.7194
فرنك سويسرى 59.6162 59.7635
100 ين يابانى 30.4973 30.5690
ريال سعودى 12.6534 12.6805
دينار كويتى 154.7829 155.1575
درهم اماراتى 12.9279 12.9564
اليوان الصينى 6.7275 6.7419

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 6495 جنيه 6475 جنيه $137.19
سعر ذهب 22 5955 جنيه 5935 جنيه $125.75
سعر ذهب 21 5685 جنيه 5665 جنيه $120.04
سعر ذهب 18 4875 جنيه 4855 جنيه $102.89
سعر ذهب 14 3790 جنيه 3775 جنيه $80.02
سعر ذهب 12 3250 جنيه 3235 جنيه $68.59
سعر الأونصة 202085 جنيه 201375 جنيه $4266.94
الجنيه الذهب 45480 جنيه 45320 جنيه $960.30
الأونصة بالدولار 4266.94 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى