بوابة الدولة
الخميس 25 سبتمبر 2025 07:12 صـ 2 ربيع آخر 1447 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

محمد خليفة يكتب : قامات فاسدة واستراتيجية الخداع

 المستشار محمد خليفة
المستشار محمد خليفة

في زوايا زائفة يبرز نوع من القامات… ليست تلك التي تبنى بمجهود أو تتكئ على الكفاءة، بل تلك التي تتسلق على أكتاف الضعفاء، وتتغذى على طموحات البسطاء، لتصنع لنفسها حضورا زائفا يخفي وراءه فسادا منظما يصعب تتبعه.
فمن أكثر الأساليب شيوعا في هذا النوع من الفساد ما يمكن وصفه بـ"الاستغلال المقنن" تبدأ الحكاية غالبًا بلغة ناعمة وتلميحات ذكية تزرع الأمل في نفوس الباحثين عن فرصة لا وعود صريحة ولا التزامات موثقة فقط إشارات مبهمة توحي بأن "المكان محفوظ" و"الأمور ماشية وتمام"، وتمر الأيام وتكبر التوقعات، وتقدم التنازلات ولا شيء يحدث وفي النهاية يتبخر الحلم، ويبقى المستغل متشبثا بوهم صنع له بعناية.
ليس من الغريب أن تكون بعض "البيئات المؤسسية" مرتعا لهذا النمط من التلاعب حيث تغري الواجهة اللامعة والميكروفونات المفتوحة الطامحين في صناعة اسم أو موطئ قدم في عالم الشهرة يفتح الباب تحت عنوان "تدريب" ثم يتحول إلى "فترة تجربة" وبعدها إلى "مشاركة تطوعية" دون أن تحدد نهاية الطريق بل ويطلب من "المتدرب" المساهمة بمحتوى، أو المشاركة في برامج، وكأنه موظف دائم دون أجر، أو حتى وعد رسمي
فهذا النوع من الفساد لا ينمو في فراغ بل يحتاج إلى بيئة مهيأة تحتمل الغموض وتغيب فيها آليات الشفافية والمحاسبة حين تصبح الأبواب الخلفية أكثر نشاطا من القنوات الرسمية وتغلف الوعود بعبارات مرنة يمكن تأويلها فيصبح من السهل ممارسة الخداع تحت غطاء "الاجتهاد" أو "التقدير الشخصي" غياب المعايير الواضحة وسيطرة العلاقات على الكفاءات يفرزان بيئة مثالية لظهور "القامات الزائفة" التي تستند إلى شبكة مصالح لا إلى سجل من الإنجاز.
اللافت في هذه المنظومة أن الاستغلال لا يتم بعشوائية، بل هناك شبه هندسة واستراتيجية وتخطيط دقيق في توزيع الأدوار من يبيع الوهم ومن يتولى التسكين ومن يتعامل بلطف خادع ومن يصدر القرارات متأخرا بعد أن تنهك الضحية فتبدو الأمور "رسمية"، لكنها في جوهرها أقرب إلى عملية خداع مدروسة تمارس باسم "الفرص"، بينما هي في الواقع تجارة بالبشر وطموحاتهم.
فمن منظور إدارة المخاطر، فإن هذا النوع من الفساد يمثل خطرا مؤجلا، لكنه بالغ التأثير إذ يقوض ثقة الأفراد في المؤسسات ويحول الطموحات الفردية إلى خيبة جماعية كما أن الاعتماد على الكفاءات الوهمية بدل الكفاءات الحقيقية يحدث خللا في مسار التخطيط داخل المنظومات ويصعب احتواؤه لاحقا.
فالفساد هنا لا يقاس بحجم الأموال المهدرة بل بحجم الثقة التي يتم تآكلها ببطء وهو ما يصعب تعويضه مستقبلا.
ويستمر هذا الاستغلال لأن الضحايا غالبا يخجلون من الحديث أو يخافون من "حرق الفرص" الأخرى، لأن المجتمع لا يرى في هذه الممارسات فسادا حقيقيا، بل مجرد "لعب سياسة" كما أن غياب المساءلة، والتواطؤ غير المباشر من بعض الجهات، يفتح الباب واسعا أمام التمادي في هذا الخداع.
وعندما نصمت أمام من يستغل منصبه ليخدع، أو من يبيع الوهم مقابل مصالحه نكون شركاء حتى وإن لم نقصد.
فالمسألة ليست شخصية بل هي مسؤولية عامة تجاه من يستغلون اليوم، وربما نكون نحن مكانهم غدًا.
وختاما ... فبين فساد القامات وتنظيم الاستغلال تتشكل شبكة معقدة من الخداع المؤسسي الذي لا يقل خطرا عن الفساد المالي أو الإداري، بل ربما يكون أخطر، لأنه يمارس بلغة الأمل، ويتغذى على طموح الناس.
فكشف هذه الممارسات لا يتطلب شجاعة فردية فقط، بل وعيا جماعيا يرفض أن يتحول الطموح إلى سلعة والحلم إلى وسيلة للابتزاز المقنع.

كاتب المقال المستشار محمد خليفة للتخطيط وادارة المخاطر

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى24 سبتمبر 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 48.1126 48.2126
يورو 56.5420 56.6691
جنيه إسترلينى 64.7933 64.9473
فرنك سويسرى 60.5114 60.6677
100 ين يابانى 32.4166 32.4861
ريال سعودى 12.8266 12.8536
دينار كويتى 157.8758 158.2559
درهم اماراتى 13.0983 13.1269
اليوان الصينى 6.7506 6.7648

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5760 جنيه 5737 جنيه $120.12
سعر ذهب 22 5280 جنيه 5259 جنيه $110.11
سعر ذهب 21 5040 جنيه 5020 جنيه $105.11
سعر ذهب 18 4320 جنيه 4303 جنيه $90.09
سعر ذهب 14 3360 جنيه 3347 جنيه $70.07
سعر ذهب 12 2880 جنيه 2869 جنيه $60.06
سعر الأونصة 179156 جنيه 178445 جنيه $3736.22
الجنيه الذهب 40320 جنيه 40160 جنيه $840.86
الأونصة بالدولار 3736.22 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى