الكاتبة الصحفية كريمة موسى تكتب : صديقتي الوفية .. يسرية

في زمنٍ باتت فيه العلاقات تُبنى على المصلحة، وتُهدم عند أول منعطف، تظل الصداقة الحقيقية من أندر الجواهر، ومن أعظم النعم التي قد يمنحها الله للإنسان. فالصديق ليس مجرد رفيق طريق، بل هو قطعة من الروح، وسند في المحن، ومرآة صادقة تعكس أجمل ما فينا، وتستر عيوبنا بحب وتقدير.
وقد شاءت الأقدار أن تهبني صديقة اسمها " يسرية "، لم تكن يومًا مجرد صديقة عابرة، بل كانت الحور العين التي أرسلها الله في وقت الضيق. كانت الرفيقة في الحزن، والابتسامة وسط الدموع، كانت الحضن الذي احتميت فيه حين ضاقت الدنيا، والسند الذي أعانني حين انكسرت. ضحكتها كانت طوق نجاة، ووجهها البشوش كان كفيلًا بأن يعيد إليّ طمأنينة القلب.
يسّرية لم تكن فقط شاهدة على محطاتي المؤلمة، بل كانت اليد التي انتشلتني منها، بحبها، ووفائها، ونقائها. لم تسأل يومًا ماذا ستأخذ، بل كانت تسأل فقط: "كيف أساعدك؟".
ومن هنا، أوجه رسالتي لكل من يملك صديقًا حقيقيًا: تمسك به جيدًا، فالأصدقاء لا يُخلقون كل يوم، بل تُنبتهم الأيام وترويهم المواقف والتجارب، الصداقة ليست لحظة عابرة، بل هي سنين من المواقف، من الحكايات، من التضحية والصدق.
من المؤسف أننا لا ندرك قيمة الصديق إلا حين نفقده، بينما هو كنز يجب أن نصونه كل يوم، بكلمة طيبة، واحتواء، وامتنان دائم لوجوده في حياتنا. فكم من مرة أنقذنا الأصدقاء من أنفسنا قبل أن ينقذونا من الظروف!
سأقولها كما قالها من سبقوني،"صديقي ورفيق دربي، خسارة الدنيا وما فيها، خيرٌ من خسارتي لك."،فالصديق الحقيقي لا يُعوّض، ولا يُنسى، ولا يُكرر.