أسامة كمال يستعرض قصة خروج رأس نفرتيتي وزودياك دندرة إلى خارج مصر بمساء dmc
قال الإعلامي أسامة كمال إن المتحف المصري الكبير قبيل افتتاحه بأيام جسّد لحظة تؤكد أن الوطن باقٍ إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، مشيدًا بالإقبال غير المسبوق من المصريين على زيارة المتحف، الأمر الذي دفع الإدارة إلى تعديل نظام الزيارة لاستيعاب الأعداد الكبيرة من المواطنين والزائرين.
وأكد أسامة كمال ببرنامج مساء دي إم سي على قناة دي إم سي، أن وعي المصريين تجلى في اهتمامهم الشديد بآثار بلادهم الموجودة في الخارج، مثل رأس نفرتيتي، حتى إن بعضهم استخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنتاج فيديوهات تظهر فيها الملكة وهي تطالب بالعودة إلى مصر.
وأوضح أسامة كمال أن الموجودة خارج البلاد تُقدّر بمئات الآلاف، وأن جهود الاسترداد مستمرة، إلا أن بعض القطع تحتل مكانة خاصة مثل رأس نفرتيتي وزودياك دندرة وحجر رشيد، مستعرضا قصة خروج رأس نفرتيتي من مصر عام 1912 عندما عثر عليها عالم الآثار الألماني لودفيج بورخارت في ورشة النحات تحتمس بتل العمارنة، مشيرًا إلى أنها نُقلت إلى برلين بعد تقسيم الغنائم الأثرية وفق اتفاقيات الحفر آنذاك، ومحاولات لإخفاء جمال ألوانها بوضع رماد عليها لتبدو قطعة عادية.
وأضاف أن الرأس انتقلت عام 1920 إلى مجموعة المتاحف الملكية البروسية بعد أن أهداها جيمس سايمون — ممول أعمال الحفر — للمتاحف، قبل أن تُعرض لأول مرة عام 1924، ثم تُخفى داخل منجم ملح في تورينجن خلال الحرب العالمية الثانية حمايةً لها، لتعود بعدها إلى العرض في برلين الشرقية عام 1955، كما أشار إلى أن رأس نفرتيتي باتت أشهر معروضات برلين، حيث يأتي نحو نصف زوار المتحف خصيصًا لرؤيتها، لما تتميز به من دقة في تفاصيل الوجه والتاج الأزرق.
وانتقل أسامة كمال بعدها للحديث عن قطعة أثرية أخرى لا تقل أهمية، رغم أنها أقل شهرة، وهي زودياك دندرة، التي تُعد خريطة فلكية مصرية فريدة تمثل فهم المصري القديم للسماء والنجوم والآلهة، وأوضح أن اللوحة — وهي قرص حجري دائري قطره متر واحد — نُحتت في سقف إحدى قاعات معبد حتحور بدندرة في العصر البطلمي نحو 50 ق.م، وتضم 13 برجًا فلكيًا و36 ديكانًا يمثل كل منها عشرة أيام من السنة المصرية القديمة، وتحملها أربع سيدات وأربعة صقور على أكتافهم.
وأشار إلى أن الزودياك أثارت اهتمام المستكشفين منذ الحملة الفرنسية على مصر، خاصة الرسام دومينيك فيفان دينون الذي رسمها وكتب عنها، قبل أن يفسرها العلماء سيلفيستر دي ساسي ولويس كوستاز عام 1802، حيث حددا تاريخها بناءً على ظاهرتين فلكيتين مرسومتين على اللوحة: كسوف شمسي وقع في 7 مارس 51 ق.م، وكسوف قمري في 25 سبتمبر 52 ق.م.
وأكد أن علاقة المصريين القدماء بالفلك كانت علاقة علمية دقيقة، مشيرًا إلى أن الزودياك دليل حي على تقدم علوم الفلك في الحضارة المصرية. وكشف أن اللوحة سُرقت في أوائل القرن التاسع عشر ضمن موجة واسعة من نهب الآثار، إذ قام التاجر سيباستيان سولينييه بتمويل مهندس فرنسي لاقتلاع اللوحة من السقف باستخدام الرافعات والبارود، قبل أن تصل إلى فرنسا عام 1821 وتُعرض أمام الملك لويس الثامن عشر ثم في المكتبة الملكية.
واختتم أسامة كمال بأن المتحف المصري الكبير ومعاركه التاريخية لاستعادة الآثار يمثلان جزءًا من ملحمة وعي شعب يحافظ على تراثه، ويؤكد أن الحضارة المصرية باقية لا تزول.





















