بوابة الدولة
الجمعة 18 يوليو 2025 04:59 مـ 22 محرّم 1447 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

ممدوح عيد يكتب : ”ألتراس السوشيال ميديا: كيف تزرع مجموعات التشجيع العنف والتعصب في ملاعب الإنترنت؟” سلسلة التعصب الكروي (4/6)

ممدوح عيد
ممدوح عيد

في الماضي، كان التعصب الكروي يخرج من المدرجات وينتهي عند باب الاستاد. أما اليوم، فلم يعد الجمهور بحاجة إلى تذكرة دخول، ولا إلى صفارة حكم، كي يبدأ الصدام.

كل ما يلزمه فقط… هاتف ذكي، واتصال بالإنترنت.

السوشيال ميديا، التي وُلدت كمساحة للتواصل، تحوّلت تدريجيًا إلى مدرج افتراضي مفتوح على مدار الساعة، لا يخضع لقواعد الملعب ولا يحكمه زمن المباراة.

في هذا المدرج، لا تُسمع فقط هتافات التشجيع، بل ترتفع أيضًا أصوات الشتم، والسخرية، والتجريح الشخصي، والتحريض العاطفي، في سباق محموم على "التريند".

فهل أصبحت وسائل التواصل منصة للتعبير المشروع عن الانتماء؟

أم ساحة فوضى تُكافئ المحتوى المتعصب وتُعاقب الرأي العاقل؟

وما أثر هذه الثقافة الجديدة على وعي الجماهير؟ وعلى نظرتهم لبعضهم البعض؟ وعلى علاقتهم بأنديتهم، وحتى بأنفسهم؟

منصات التواصل لا تميز بين الحقيقة والشائعة، ولا بين النقاش والتهييج، ولا بين الرأي والشتيمة.

كل ما تراه هو التفاعل: عدد الإعجابات، المشاركات، التعليقات، ومعدل الوصول.

ومن ثم، فإن المنشور الذي يُشعل الخلاف، أو يُهاجم جمهور فريق، أو يسخر من لاعب، يحظى غالبًا بانتشار واسع، لأنه ببساطة… يحرّك الغضب. والغضب، في عالم السوشيال ميديا، هو الوقود الأقوى.

وهكذا، يجد المشجع المتعصب نفسه في مركز الضوء، وتُكافأ نبرة السخرية والعداء، بينما يُهمَّش الصوت الهادئ والمتزن.

بمرور الوقت، يتحوّل جمهور الكرة من مشجعين إلى "محاربين" إلكترونيين، يتناقلون المقاطع التي تُدين الخصم، يفسرون كل لقطة في غير صالحه، ويصنعون من كل هفوة فضيحة، ومن كل خسارة مؤامرة.

المؤسف أن هذه الحالة لا تبقى على المنصات.

فما يُقال على "تويتر" يُكرَّر في المقاهي، وما يُشاهد على "يوتيوب" يُحوَّل إلى هتافات في المدرجات، وما يُكتب في "فيسبوك" قد يصبح دافعًا فعليًا للعنف أو الشجار في الواقع.

كما أن الحوارات الافتراضية – التي غالبًا ما تخلو من الوجه والصوت والنية – تفتقر إلى أي قدر من التعاطف أو الاحترام.

أنت لا تناقش إنسانًا من جمهور الخصم، بل تناقش "خصمًا" في حد ذاته.

ومن ثم، يصبح الهجوم عليه "بطولة"، والسخرية منه "ذكاء"، والإسكات أو الحظر "نصرًا" صغيرًا يُحتفى به كأنك سجلت هدفًا في مرماه.

وإذا أضفنا إلى ذلك دخول المؤثرين في الخط – بعضهم بدون أي خلفية رياضية حقيقية – نجد أنفسنا أمام "منظومة رأي عام" مشوشة، يقودها من يجيدون اللعب على مشاعر الانتماء، لا من يفهمون اللعبة نفسها.

بل إن بعض الإعلاميين انتقلوا بدورهم إلى هذه المنصات، وبدلًا من أن يكونوا صمام أمان، صاروا جزءًا من الضجيج، يتعمدون الإثارة لجلب التفاعل، ويغذّون الانقسام للحفاظ على جمهورهم الرقمي.

أما الألتراس، الذين كانت لهم في السابق شعاراتهم وأغانيهم وهويتهم، فقد وجدوا في السوشيال ميديا أداة جديدة للتنظيم والتعبئة، لكنها أيضًا فتحت الباب أمام صراعات داخلية، واستقطابات متزايدة بين مجموعات التشجيع نفسها.

والأخطر من ذلك كله أن هذا المناخ الرقمي المسموم يصنع جيلًا من المشجعين الجدد، لا يعرفون سوى لغة التعصب.

جيل بدأ علاقته بالكرة من "فيسبوك" و"تيك توك"، فظن أن التشجيع يعني الهجوم، وأن الانتماء يقتضي العداء، وأن أي محاولة للتهدئة تعني الخيانة أو "قلة الانتماء".

فأين المساحة الآمنة للنقاش؟

وأين ذهب المشجع الذي يناقش أخطاء فريقه دون أن يُتّهم؟

وأين هي الروح الرياضية التي تمنحك حق الانتماء، دون أن تسلب الآخرين نفس الحق؟

ربما لا يمكننا إيقاف السوشيال ميديا، ولا منع الناس من التفاعل، لكن يمكننا أن نُعيد التفكير في ما نُنتج ونُشارك ونُشاهد.

فالمباراة لا تُحسم بعدد الإعجابات، والانتصار الحقيقي لا يكون في إغلاق فم خصمك، بل في قدرتك على أن تفرح دون أن تُحقِّر، وتُدافع دون أن تُجرّح، وتُشجّع دون أن تُعادي.

كرة القدم لا تحتاج إلى "مدرج رقمي" يزداد اشتعالًا كل يوم.

بل إلى جمهور رقمي يعرف أن الانتماء لا يعني العمى، وأن الخصم ليس عدوًا، وأن اللعب – في النهاية – هو مجرد لعبة.

كاتب المقال الكاتب الصحفى ممدوح عيد مدير تحرير جريدة الجمهورية

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى17 يوليو 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 49.3729 49.4729
يورو 57.1640 57.2847
جنيه إسترلينى 66.1153 66.2690
فرنك سويسرى 61.3405 61.4723
100 ين يابانى 33.1941 33.2636
ريال سعودى 13.1630 13.1903
دينار كويتى 161.4286 161.8561
درهم اماراتى 13.4410 13.4705
اليوان الصينى 6.8759 6.8901

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5326 جنيه 5303 جنيه $107.92
سعر ذهب 22 4882 جنيه 4861 جنيه $98.93
سعر ذهب 21 4660 جنيه 4640 جنيه $94.43
سعر ذهب 18 3994 جنيه 3977 جنيه $80.94
سعر ذهب 14 3107 جنيه 3093 جنيه $62.96
سعر ذهب 12 2663 جنيه 2651 جنيه $53.96
سعر الأونصة 165648 جنيه 164937 جنيه $3356.83
الجنيه الذهب 37280 جنيه 37120 جنيه $755.47
الأونصة بالدولار 3356.83 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى