بوابة الدولة
الخميس 19 يونيو 2025 05:59 مـ 22 ذو الحجة 1446 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية
هواوي تدفع حدود الصوتيات إلى آفاق جديدة في HUAWEI FreeArc شراكة رقمية بين مطارات الثاني وإيرباص لتحويل 22 مطارًا سعوديًا إلى مراكز تشغيل ذكية جامعة بورسعيد تحقق إنجازًا دوليًا وقفزة متميزة ضمن أفضل ثلاث قفزات للجامعات المصرية في تصنيف U.S. News amp; World Report كاسبرسكي: 7% من المؤسسات الصناعية لا تعالج الثغرات الأمنية إلا في الحالات الضرورية ”السويدي إليكتريك” تُزوّد أول منتجع سياحي في رأس الحكمة بمحوّلات طاقة جافة متطورة وأنظمة Busway عالية الكفاءة ختام معسكر وزارة الشباب ”التطوع الرقمي” لإعداد المتطوعين من النشء ” معلومات الوزراء يسلط الضوء على جهود مصر فى توطين صناعة الدواء نتنياهو: جميع الخيارات مطروحة بشأن إيران.. واغتيال خامنئى لا يناقش إعلاميا وزير التعليم: عدم السماح بتأخير توزيع أوراق الأسئلة بلجان الثانوية العامة وضع حجر الأساس لمجمع صناعي متكامل لإنتاج مستلزمات الطاقة الشمسية بالسخنة مسؤولون إسرائيليون: بعض صواريخ إيران تحت الأرض ويصعب تدميرها لطلاب الثانوية العامة.. 8 طرق لتخفيف التوتر وتعزيز التركيز في الامتحانات

الكاتب الصحفى ممدوح عيد يكتب : حين تحترق المدرجات – وجوه العنف في ملاعب الكرة ” سلسلة التعصب الكروي (٢ - ٦ )

الكاتب الصحفى ممدوح عيد
الكاتب الصحفى ممدوح عيد

هذه المقالة هي الثانية ضمن سلسلة "التعصب الكروي"، التي نتناول فيها جذور الظاهرة، مظاهرها، ودروب الخروج منها نحو تشجيع ناضج مسئول .

في لحظة هدف، تنقلب الفرحة إلى فوضى. صافرة حكم تُطلق، فيعلو الصراخ وتُقذف الزجاجات، مشجعون يركضون داخل الملعب، مقاعد تُكسر، أعلام تُحرق، وشتائم تتطاير في الهواء كأنها رصاص. كيف تحوّلت المدرجات، التي كانت يومًا مسارح للحماس النبيل، إلى جبهات تُعلن فيها الحرب باسم الألوان؟

العنف في الملاعب ليس حادثًا معزولًا، ولا سلوكًا طائشًا من قلة قليلة، بل هو مظهر صارخ من مظاهر التعصب الكروي الذي تسلّل إلى قلب اللعبة، وغيّر طبيعة التشجيع من مشاركة وجدانية في انتصار وهزيمة، إلى حالة من التوتر الجماعي تُفجرها أقل شرارة.

المفارقة المؤلمة أن الملاعب كانت تُسمّى "ملاذ الشعوب"، المكان الذي يتساوى فيه الجميع: غني وفقير، موظف وعامل، طالب وأستاذ. الجميع يشجع ويغني ويرقص، يتقاسم المشاعر والذكريات. لكن في مشاهد كثيرة اليوم، يتبدّد هذا المعنى، ويحل محله وجه قبيح: جمهور يهدد، ولاعب يُضرب، وحكم يُلاحَق، ومذيع يُتهم بالخيانة لأنه أثنى على فريقٍ لا يُعجب جمهورًا معينًا.

ما الذي يدفع شخصًا إلى خوض معركة جسدية لأن فريقه خسر؟
ما الذي يجعل شابًا يشتبك مع جاره أو صديقه أو حتى أخيه لأن الحكم لم يحتسب ركلة جزاء؟
ولماذا تتحوّل "مباراة" إلى ساحة طوارئ يُنقل منها المصابون والقتلى أحيانًا؟

الإجابة ليست في المباراة، بل فيما هو أعمق منها.

إن التعصب حين يصل إلى درجة الغليان، لا يحتاج إلى مبرر ليشتعل. المباراة تصبح مجرد فرصة. والمستفز ليس الهدف ولا الحكم ولا الخصم، بل ذلك الغضب الكامن، الذي لم يجد له متنفسًا في الحياة اليومية. كثيرون يدخلون المدرجات وهم محمّلون بتراكمات القهر الاجتماعي والاقتصادي. وحين تهتز الشباك، يهتز معها التوازن الداخلي، ويخرج المكبوت دفعة واحدة، في صورة شتائم أو عنف أو شغب.

في حالات كثيرة، يكون العنف منظمًا. مجموعات من المشجعين تخرج إلى الملعب وقد جهّزت نفسها للمعركة: أقنعة، مفرقعات، شعارات نارية، ونيات عدوانية واضحة. هذه ليست عفوية، بل هي نتاج بيئة تغذي الكراهية، وتكرّس فكرة أن "الآخر عدو"، لمجرد أنه لا يشجع نفس الفريق.

وفي حالات أخرى، يكون العنف "مبرَّرًا" لدى البعض، لأنهم يرونه نوعًا من "الرد"، أو "الكرامة"، أو "استعادة الحقوق". فإذا خسر الفريق، أو ظُلم – بحسب رؤيتهم – يصبح التكسير والعنف والغضب سلوكًا مشروعًا، وربما "بطوليًا".

الأخطر من كل ذلك، أن هذا السلوك بدأ يخرج من الملاعب إلى الشوارع، ومن المراهقين إلى الكبار، ومن الحاضرين إلى المتابعين خلف الشاشات. أصبحت مشاجرات التشجيع تقع في المقاهي، وفي البيوت، وعلى منصات التواصل الاجتماعي. وصرنا نسمع عن أب يضرب ابنه لأنه شجع الفريق الآخر، وعن زميل طُرد من العمل لأنه عبّر عن رأيه في مباراة.

لقد فقدنا التوازن.

نحن لا نتحدث عن مجرد مشاجرة بين حفنة مشجعين متحمسين، بل عن ثقافة تتسلل، وأجيال تتربى على أن "الفريق هو الدين، والمدرج هو المعركة، والمشجع المختلف هو العدو".

الكرة، كما قلنا سابقًا، بريئة من كل هذا. لكنها تُستَخدَم كقناع تُخفي تحته المجتمعات قلقها واحتقانها وانقسامها. ومن المؤسف أن تجد من يبرر هذا العنف باسم الانتماء، أو يصفه بأنه "دفاع عن الشرف الكروي"، وكأن الشرف يُقاس بعدد الأهداف أو لون القميص.

يبقى السؤال:
إلى متى نظل نُصفق لفريقنا ونُحطّم مجتمعنا في الوقت نفسه؟
وهل يمكن أن تعود المدرجات مرة أخرى إلى مكانها الطبيعي؟ مكان للحب، لا للكراهية، وللفرحة، لا للفوضى؟

ربما... إذا بدأنا نرى في الخصم "شريكًا في اللعبة"، لا عدوًا في معركة.
كاتب المقال مدير تحرير جريدة الجمهورية

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى19 يونيو 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 50.6106 50.7106
يورو 58.0959 58.2157
جنيه إسترلينى 67.8991 68.0485
فرنك سويسرى 61.8635 62.0161
100 ين يابانى 34.7361 34.8096
ريال سعودى 13.4886 13.5167
دينار كويتى 165.1511 165.5314
درهم اماراتى 13.7806 13.8101
اليوان الصينى 7.0407 7.0558

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5469 جنيه 5446 جنيه $108.19
سعر ذهب 22 5013 جنيه 4992 جنيه $99.17
سعر ذهب 21 4785 جنيه 4765 جنيه $94.66
سعر ذهب 18 4101 جنيه 4084 جنيه $81.14
سعر ذهب 14 3190 جنيه 3177 جنيه $63.11
سعر ذهب 12 2734 جنيه 2723 جنيه $54.09
سعر الأونصة 170092 جنيه 169381 جنيه $3364.96
الجنيه الذهب 38280 جنيه 38120 جنيه $757.30
الأونصة بالدولار 3364.96 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى