الكاتب الصحفى مجدي سبلة يكتب .. (العودة إلي الجذور)
كان الدكتور محمود شريف وزير الإدارة المحلية الاسبق تبنى مبادرة منذ أكثر من 10 سنوات تحمل عنوان (العودة إلى الجذور ) التي كانت تهدف إلي الاحتفاء بأبناء الأقاليم الذين نبغوا وتقلدوا مناصب في مجال من المجالات في العاصمة القاهرة وكانت توصية الوزير محمود الشريف للمحافظين بحكم أنه وزير الإدارة المحلية أن يحتفي الإقليم تحت إشراف المحافظ بهذا النابغة في موطنه الأصلي واعتباره نوع من التكريم وما أروعه لهؤلاء النجوم الذين أعطوا لبلدهم مصر لا أدرى لماذا اختفت هذه المبادرة الإيجابية ولم تفعل في السنوات الماضية في حين أن تفعيلها وعودتها وحث المحافظين عليها سوف تفيد الإقليم وتفعيلها يعد أحد محاور بناء الإنسان الذي يحرص عليه القيادة السياسية ضمن محاور التنمية التى تجرى على أرض الوطن ..
وعدم تفعيل هذه المبادرة يتسبب في هجرة ابناء الاقاليم وعدم العودة إلى موطنهم الاصلي ونسيانه وربما أن يتعلم منها جيل الشباب الذى تسوقه الأقدار النبوغ والعمل في العاصمة ويحرص على ارتباطه بالاقليم الذى ولد فيه .
لان الله فطرنا مُحبين لمكان الولادة ومكان النشأة الأولي، وهذه المحبة هى التى تدفعنا جميعا لتعمير الأرض، ولو كانت صحراء جرداء، فنحن جميعا، أبناء القرى والتجمعات الريفية والبدوية الصغيرة، لدينا حنين دائم لمرتع الطفولة وأيام الصبا، ونود العودة لتلك الأماكن لرد الجميل، ولقد أتاح لنا المشروع القومى لتنمية القرية والريف المصرى حياة كريمة ذلك من باب «المشاركة الشعبية» المتجذرة فى ثقافتنا العربية.
ان عودة أبناء الريف والبادية، الذين ضربوا فى أقطار الأرض عقودا من السنين، ورزقهم الله العلم أو المال أو كليهما، من باب الفضل والبذل والعطاء، أصبح ممكنا من خلال تقديم «فكرة» رآها أو عايشها، تنفيذ مشروع رائد يكون نموذجا وقدوة للشباب في الإقليم الذي ينتمي إليه ، أو برنامج توعوى اوثقافي.
ولهذا فإننى أشجع العلماء، ومعظمهم قد لا يملكون سوى «الأفكار» لتقديمها، فبالأمس القريب زار أحد العلماء البارزين قريته فى إحدى محافظات الدلتا، بعد طول غياب، فوجد المخلفات بأنواعها تسد الترعة عند إحدى المعديات، ويعبث بها الأطفال فى أثناء استحمامهم بالترعة، فأوقف سيارته على جانب الترعة وفزع إليه أهل المكان ظنا منهم أن السيارة ومن بها بحاجة إلى مساعدة، فتحدث لهم بلغة المُحب لأهله عن خطورة تلويث مياه الترعة التى نستخدمها فى رى مزروعاتنا، وتسحب منها محطة مياه الشرب القريبة مياهها، وأهمية حماية المياه لحفظ صحتنا جميعا، وفجأة وهو يتحدث إليهم وجد أضعاف من كانوا منذ دقائق يعبثون بالملوثات فى الترعة يجمعونها ويخرجونها على ضفاف الترعة، فشكر الشباب على ذلك، وتبرع لقريته بمشروع خيرى بسيط، والأهم هو تقديم رسالة عملية لأهل قريته والقرى المجاورة بأهمية الحفاظ على مياهنا نظيفة.
فانا ادعوا اللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية لحث المحافظين على تفعيل هذه المبادرة و «العودة إلى الجذور» بهدف دعوة العلماء ورجال الأعمال الذين خرجوا من الريف للعودة إليه بالأفكار والأموال «للمشاركة الشعبية» فى المشروع القومى لتنمية القرى والريف المصري، كل واحد بما يملك ويستطيع وفى المكان المحبب إلى قلبه وفطره الله على حبه، لتحقيق تنمية مستدامة فى القرى والتجمعات الريفية والبدوية فى جميع أنحاء مصر.
كاتب المقال الكاتب الصحفي مجدى سبلة رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال السابق
مقالات قد تهمك:-
الكاتب الصحفى مجدى سبلة رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال السابق يكتب .. وعى الشيوخ اضغط هنا
الكاتب الصحفى مجدي سبلة يكتب ..نداء الي رئيس الوزراء .. (قمامة القرى تشوه حياة كريمة ) أضغط هنا
الكاتب الصحفي مجدي سبلة يكتب.. الأحزاب والفلوس اضغط هنا
الكاتب الصحفي مجدي سبلة يكتب.. لماذا ١٠٨ حزب اضغط هنا
الكاتب الصحفى مجدى سبلة رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال السابق يكتب..جودة الحياة اضغط هنا
الكاتب الصحفى مجدى سبلة رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال السابق يكتب.. النقد مسئولية وطنية أضغط هنا