بعد حلول موسم الأمطار..صواعق البرق والرعد بين الفوائد والأضرار وطرق الوقاية منهما
تعمل الأمطار التي تتساقط خلال العواصف الرعدية على تصفية الهواء وتنقيته من المُلوثات، كالغبار و حُبوب اللقاح المثيرة للحساسية، الأمر الذي يستوجب علينا التطرق إلى دور العواصف الرعدية في هذه العملية.
وشهدت مصر طوال الـ24 ساعة الماضية حالة من اضطراب الأحوال الجوية وظهور البرق والرعد في سماء جميع المحافظات بجانب الأمطار التي اختلفت غزارتها من بلد لآخر.
ما هو الرعد والبرق؟
عرفت منظمة الأرصاد العالمية البرق بأنه الضوء الذي يظهر فجأة في قلب السماء في الأيام التي تسوء فيها أحوال الجو، وهو عبارة عن الضوء الناشئ نتيجة تصادم سحابتين أحدهما تحمل شحنة كهربائية سالبة واخرى تحمل شحنة كهربائية موجبة وبذلك ينتج عن التصادم شرارة قوية تصدر على هيئة الضوء الذي نراه فجأة ثم يختفي، كما أن هذا الضوء يعقبه صوت عالٍ قادم من السماء وهو ما يسمى بالرعد، والاثنان معًا يطلق عليهما اسم الصاعقة.
أما الرعد فهو الصوت الذي يصدر مصاحبًا للمعان البرق ويختلف صوت الرعد من فرقعة حادة إلى دوي منخفض وذلك اعتمادًا على طبيعة البرق، ويحدث فيزيائيًا نتيجة نشوء ارتفاع مفاجئ في الضغط ودرجة الحرارة في وسط الهواء المحيط بسبب حدوث البرق، هذا التمدد يشكل بدوره موجات صدمة صوتية تتمثل بصوت الرعد.
فوائد البرق
إن شرارة البرق تعمل بما تحمله من طاقة وحرارة على زيادة كمية الأوزون في الهواء، وذلك من خلال تحويل الأكسجين في الهواء إلى أوزون، وهذا يُفسر حالة الإنتعاش التي نشعُر بها عند الخروج عقب حدوث البرق.
كما أن البرق والصواعق بما يحملانه من طاقة وحرارة يُمكنهما تحويل النتروجين إلى ثاني أكسيد النتروجين عن طريق حرقه، ليندمج بقطرات المطر التي تسقط على التربة كسماد نتروجيني نفيس.
السماد
توضح منظمة الصحة العالمية أن كمية السماد النيتروجيني الذي يسقط سنويًا بسبب الأمطار 400 مليون طن سنويًا، وفي حالة البرق والصواعق يتم تحويل النيتروجين إلى ثاني أكسيد النيتروجين ليندمج مع المطر الذي يسقط على التربة ويتحول كسماد نيتروجيني.
ومن تلك الفوائد..
-زيادة كمية الأوزون في الهواء
- انصهار الرمال
تؤدي ظاهرتي الرعد والبرق إلى انصهار الرمال والمعادن الأخرى الموجودة في الأرض وتحولهما إلى ما يسمى بزجاج البرق ما يسهل عملية التنقيب عن الثروات المعدنية.
- انفجار الينابيع
كما تشمل قائمة فوائد "البرق والرعد" إلى تسهيل انفجار الينابيع المائية في الجبال خاصة في موسم الربيع، لأن الجبال تكون قد كونت خزانتها المائية في فصل الشتاء.
- مناظر طبيعية
وآخر الفوائد للظاهرتين يتعلق بالشكل الفني إذ تمثل الظاهرتين فرصة لمحترفي التصوير لتسجيل تلك المشاهد.
وبالرغم من هذه الفوائد العظيمة، إلا أنها تُشكل في الوقت ذاته خطراً كبيراً وتهديداً مباشراً للطبيعة والبشر في بعض الأحيان، فضربات البرق كانت سبباً مباشراً باشعال حرائق الغابات التي اندلعت في ولاية كاليفورنيا الأمريكية قبل أيام، كما أنها قد تكون قاتلة في حال إصابتها للإنسان.
أضرار التعرض لصواعق البرق
تصل قوة صواعق البرق إلى 30 مليون فولت، وتبلغ حرارتها 8000 درجة مئوية، ما يؤدي إلى الإصابة بمشكلات صحية خطيرة إذا تعرض الإنسان لها، ومنها:تؤدي إلى الإصابة بحروق وجروح جسدية خطيرة إثر التعرض لها.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن الاقتراب من المعادن التي سبق وأن تعرضت لصاعقة البرق، يؤدي إلى الإصابة بمشكلات صحية خطيرة تصل إلى حد الوفاة، بسبب قدرة تلك الصواعق على الانتقال عبر تلك الأجسام.
ويختلف تأثير الصواعق الكهربائية الناتجة عن البرق تبعًا لنوعها، ومنها:
الضربة المباشرة: والتي يتعرض الإنسان فيها بشكل مباشر للصاعقة الكهربائية، وعندها تزداد فرص الوفاة بدرجة كبيرة، بسبب شدة التيار الكهربائي الذي تحمله الصاعقة.
لمس الأجسام: وتحدث عند اقتراب الشخص من جسم مادي تعرض من قبل لصاعقة كهربائية ناتجة عن البرق، مثل الأسلاك المعدنية، والمباني، وأعمدة الإنارة، وغيرها.
الوميض: في تلك الحالة تضرب الصاعقة الكهربائية جسمًا ما، ثم ترتد منه لتصيب جسم الإنسان.
الصاعقة الأرضية: تتسبب في انتقال التيارات الكهربائية الناتجة عن التعرض للصواعق إلى جسم الإنسان، وقد يتعرض للوفاة خاصةً إذا كانت الأرض مبللة بمياه الأمطار.
كيف تتفادى أضرار صواعق البرق؟
عند حدوث الصواعق الكهربائية المصاحبة للبرق، لا بد من اتباع النصائح الآتية، للوقاية من الأضرار السابقة:-
تجنب استخدام الهواتف المحمولة.
- الامتناع عن لمس الأجسام المعدنية، كالسيارات وأعمدة الإنارة.
- الابتعاد عن المناطق المغمورة بالمياه.
- الاحتماء داخل المباني، للوقاية من التعرض للصواعق.
- تجنب التواجد في المناطق التي يوجد بها أشجار.
- في حالة تعرض أحد الأشخاص المحيطين بك لصواعق البرق، يجب التوجه به إلى أقرب مستشفى، لوضعه على جهاز الانعاش القلبي الرئوي، لتنشيط الدورة الدموية.
