الكاتب الصحفى أحمد موسى الضبع يكتب : الدفاع الجوى حُماة السماء وسدنة المجد في عيدهم الخامس والخمسين

في كل لحظة تشهدها مصر من أمن واستقرار، تقف خلفها عيون لا تنام وسواعد لا تكل، ترابط في صمت، وتعمل في صمت، وتحمي في صمت.. إنهم رجال قوات الدفاع الجوي، حُماة السماء، وحصن الوطن المنيع، الذين يحتفلون اليوم بذكرى تأسيس سلاحهم الخالد، في الثلاثين من يونيو، يوم بناء حائط الصواريخ، وتاريخ ميلاد القوة الرابعة في جيش مصر العظيم.
قبل خمسة وخمسين عامًا، وفي خضم حرب الإستنزاف، ارتفعت أيادي المقاتلين إلى السماء، وعلت صيحات العزيمة والتحدي، لتُشيَّد أعظم ملحمة دفاعية شهدتها ساحات العسكرية المعاصرة.. حائط صواريخ لا يعرف التراجع، أقيم بدماء الشهداء والعرق والدموع، ليكون الرد الحاسم على غطرسة طائرات العدو، وليسطر "أسبوع تساقط الفانتوم" بمداد من نور في سجلات الكبرياء الوطني.
الفريق ياسر الطودي، قائد قوات الدفاع الجوي، جسّد في كلمته خلال الإحتفال، روح الجندية المصرية الأصيلة، فامتزجت كلماته بين الوفاء لدماء الشهداء، والفخر بتاريخ مجيد، والعهد بإستمرار التطوير والتحديث لمواجهة كل تهديد.. وقد كانت رسالته للمصريين، رسالة طمأنينة وعزة، مفادها: أن سماء مصر ليست محل مساومة، ولا مجال لاختراق أو تهديد، فهناك رجال يعاهدون الله أن يظلوا سيوفًا مشرعة في وجه كل من تسوّل له نفسه المساس بقدسية هذا الوطن.
وفي زمن لم تعد فيه الحروب تقليدية، بل صارت السماء ساحة للصواريخ والطائرات المسيّرة والتكنولوجيا الفائقة، فإن رجال الدفاع الجوي يسابقون الزمن، حاملين على أكتافهم راية التطوير، وسلاحهم الإيمان والعلم ومنظومات الرصد الفوري، ليكونوا كما وصفهم قائدهم: "عيون مصر التي لا تنام".
إننا إذ نحيي هذا اليوم المجيد، فإننا لا نحتفل فقط بذكرى تاريخية، بل نُجدد الفخر بقوة ردع وطنية تحفظ السيادة وتصون السماء، ونستعيد روح أكتوبر التي ما زالت تنبض في صدور المقاتلين.
التحية كل التحية لقادة ورجال قوات الدفاع الجوي.. جنودًا وقادة، حُراسًا لمجالنا الجوي، ومفخرة في سجل بطولات جيشنا الوطني.
والتحية الأسمى إلى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي يقود هذه الأمة نحو مستقبل مشرق، بروح بناء لا تهدأ، وإيمان راسخ بقدرة هذا الشعب وجيشه على تجاوز الصعاب والانتصار في كل الميادين.
تحيا مصر.. جيشًا وشعبًا وقيادة.. وتحيا قوات الدفاع الجوي رمزًا للفخر، ودرعًا للأمن، وسيفًا للردع.