الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : يقينا .. قيمة الإنسان في مواقفه وعطائه وليس فى الشعارات والإنتخابات .
العبث في المفاهيم ، والإستعلاء على الناس خطايا مجتمعيه كارثيه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نحن في حاجه لزلزال يوقظنا من غفلتنا ، ويجعلنا ننتبه أن قيمة الإنسان في مواقفه التي تتسم بالإنسانيه ، ورعاية المرضى ، والدفاع عن الحق ، والتصدى للظالمين للبشر ، واليقين أن الضمير هو أغلى وأعظم مايملكه الإنسان فى هذه الحياه ، لذا كان غيابه سببا رئيسيا فى تدمير كل القيم والعبث بالمبادىء وتدنى الأخلاقيات ، أتصور أن الساسه الذين لديهم القدره على الحديث والمراوغه وعقد المؤتمرات دون تصويب الخلل والتصدى للهزل المجتمعى لاقيمة لهم .
يقينا .. إن السياسه الممزوجه بالعطاء المجتمعى خاصة مايتعلق بأسيادنا من المرضى أراه أفضل تأثيرا من السياسه القائمه على تشكيلات الأحزاب ، وعقد المؤتمرات ، وإقامة الندوات ، وإجراء الحوارات التي لاطائل منها ولانتيجه لها لأنها تنطلق من شعارات الرنانه ، طنانه ، لاواقع لها في تعاملات هؤلاء الساسه مع الناس ، وأرى أن التواصل المباشر مع عموم الشعب يحقق نتائج فاعله عن كل مؤتمرات القمه التي يعقدها حكام العرب ، والندوات والمؤتمرات التي تتكلف الملايين بلا نتيجه ، أو حتى إجتماعات الأحزاب لمناصرة مرشحيها ، يبقى حديث الصدق من المؤثرات الحقيقيه ، خاصة عندما يكون له ترجمه متمثلا في واقع يلمسه الناس في حياتهم من توفير حياه كريمه .
دلالة ذلك أن المريض عندما يدرك أن هناك من يساهم بصدق في تيسير إجراء جراحه عاجله له ، أو توفير دواء على وجه السرعه له ، تتملكه حاله من الرضا والطمأنينه الممزوجه بالتقدير لكل من ساهم في ذلك ، لايحقق مثلها آلاف المؤتمرات والندوات ، خاصة عندما يدرك أن أمر علاجه يحتاج إلى مبالغ خياليه من أطباء وكأن الطب بات عند البعض تجاره فى تجرد من الإنسانيه ، لذا سيظل من يساهم في إنقاذ حياته وإنقاذه من جشع الأطباء والمستشفيات الخاصه محل تقديره وإمتنانه .
حاله من الإنهزام النفسى لاشك تتملك كل من لم يستطيع أن يحصل على حقه ، خاصة عندما يطاله عبث في المفاهيم ، ويتملكه الإستعلاء على الناس ، خاصة المرشح للرئاسة الذى لديه فكر يسارى إنبعاجى ، والذى لاشك يعيش في غيبوبه عن واقعنا ، وهذا الضجيج في المؤتمرات حتى أطلق عليه البعض مولد سيدى الإنتخابات ، لأن من يحضر جميعها كل الوجوه ، ونفس الأشخاص ، والنتيجه يذهب كل منهم يستريح في بيته ، مع أنه من المفروض أن يتبع تلك المؤتمرات حوار مباشر مع الناس ، في الشوارع والحوارى والمقاهى والبيوت ، وكذلك تقديم عطاء حقيقى للناس بعيدا عن الهزل كتلك المبادرات الطبيه الرائعه ، التي قضت على قوائم الإنتظار ، وطمأنة الناس أن الدوله ترعى الفقراء ، ولاترضى بتجبر طبيب على البسطاء .
يبقى الرابحون فى الدنيا والآخره هؤلاء الذين إحتضنهم الناس بين الضلوع من هؤلاء الساسه الأفاضل الذين يتعايشون مع هموم الناس بصدق ، وخدام أسيادنا من المرضى ، الذين أنعم الله عليهم بنعمة جبر الخاطر خاصة الأطباء الكرام الذين يتعايشون هموم المريض ويخففون عنه ، وأولئك المسئولين بعد تحللهم من المنصب وأداء رسالتهم بالذمه والشرف والأمانه ، لذا كان من الطبيعى أن يضعهم الناس فى القلوب ، لأنهم قدموا كل الخير ومازالوا ، وطيبوا خاطر المنكسرين ومازالوا ، فما تأثروا مجتمعيا بتركهم للمنصب بل بالعكس ظلوا يحتفى بهم أينما وجدوا ، وظل الحديث عنهم فخرا لأبنائهم وأحفادهم . هؤلاء يجدوا أنفسهم يعيشوا فى سعاده غامره ، تأثرا بمكانتهم الرفيعه فى قلوب كل من قدموا لهم معروف ، أو رفعوا عنهم ظلم ، ويظل الترحيب بهم كبير فى كل محفل ، وتقديرهم وتوقيرهم أشد مما كانوا عليه فى المنصب وهذا هو الكرم الإلهى لهم .
الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهوريه عضو مجلس النواب السابق .





















