رحلة الكنوز.. كيف انتقلت آثار توت عنخ آمون إلى موطنها الجديد؟
في مظهر يليق بالملوك، ستظهر آثار توت عنخ آمون في موطنها الجديد في المتحف المصري الكبير، بعد نحو قرن من عرضها في المتحف المصري بميدان التحرير، وكأن الزمن يُعيد ترتيب فصوله لتنهض الأسطورة من رقادها.
ولا يزال توت عنخ آمون حتى يومنا هذا من أكثر الاكتشافات الأثرية إبهارًا في العالم كله، وما ميز مقبرته عن مقابر عدة لملوك مصر القديمة جرى الكشف عنها سابقًا ولاحقًا، هو أنها وُجِدت مكتملة، كما أغلقت ولم تفتح إلا على يد كارتر في بدايات القرن الـ20، بالتالي وجدت كنوز الملك الشاب كاملة وقدرت بنحو 5500 قطعة أثرية من الذهب الخالص.
رحلة الكنوز
بعد مرور 103 أعوام على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون وفي تاريخ الكشف عنها نفسه، يفتح المتحف المصري الكبير أبوابه للجمهور وفي هذا التوقيت تبدأ كنوز توت عنخ آمون رحلة جديدة في المتحف الكبير، فتعرض مكتملة للمرة الأولى في مكان واحد داخل قاعتين على مساحة 7500 متر مربع ستكونان من الأكثر إبهارًا في العالم كله.
فمن بين كل ملوك مصر القديمة، للملك توت عنخ آمون سحر وجاذبية بسبب روعة مجموعته التي وجدت في مقبرته الشهيرة، والغموض الذي يحيط بالمصير المجهول الذي لقيه "الملك الشاب"، فلا يزال سبب مقتله في ريعان الشباب لغزاً لم يتمكن العلماء من حله، وصور قناعه الشهير الذي يعرفه الناس في العالم أجمع.
خطوة من الجنوب إلى الشمال
مع اكتشاف المقبرة عام 1922، بدأ استخراج محتوياتها ونقلها تباعًا إلى المتحف المصري في القاهرة الذي كان مضى على إنشائه وقتها 20 عامًا فقط، حيث افتتح في الـ15 من نوفمبر عام 1902 مع تنامي الاهتمام بعلم الآثار في مصر وقتها، ليكون المتحف الأول من نوعه في الشرق الأوسط، ومع اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون وتوالي نقل محتوياتها إلى المتحف، أضاف إليه هذا حينها زخمًا كبيرًا نظرًا إلى القيمة الفريدة للقطع الأثرية التي لا مثيل لها في العالم وعلى رأسها قناع توت عنخ آمون الشهير.
كنوز توت عنخ آمون
يُقدر عدد القطع الأثرية التي وجدت في مقبرة توت عنخ آمون الواقعة في وادي الملوك بالأقصر والتي تحمل رقم 62 حاليًا بنحو 5500 قطعة أثرية تتنوع ما بين التوابيت والأقنعة والمقاصير والعجلات الحربية والأثاث والحلى وغير ذلك، وكل قطعة منها هي دليل واضح على روعة الفن المصري القديم وتطوره.
ومثلما نقلت كنوز توت عنخ آمون من الجنوب إلى المتحف المصري بوسط القاهرة منذ قرن مضى، فإنها مرت برحلة أخرى إلى مقرها الجديد في المتحف المصري الكبير امتدت لسنوات، إذ إنها نقلت على مراحل عدة، فعام
2019 نقلت التوابيت وبدأ ترميمها في مركز الترميم العالمي ضمن المتحف المصري الكبير والذي يعد الأكبر في العالم، وفي 2021 نقلت مقصورات توت عنخ آمون تباعاً إلى مقرها الجديد، وتوالى نقل المجموعة من التحرير إلى الجيزة خلال الأعوام الأخيرة.
وفي الـ19 من أكتوبر 2025، كان اليوم الأخير الذي أطل فيه قناع توت عنخ آمون على رواد المتحف المصري في التحرير الذي أعلن حدث نقل القناع في المتحف تحت شعار "الوداع الملكي نهاية حقبة وبداية
رحلة أسطورية"، وفي الوقت نفسه قامت منصات الـ"سوشيال ميديا" الخاصة بالمتحف المصري تحت شعار "سنوات من العرض الملكي بالمتحف المصري بالتحرير" باستعراض تاريخ المجموعة في المتحف على مدى 100 عام بمجموعات من الصور النادرة التي توثق مراحل مختلفة من وجوده في المتحف وصور للمقبرة وقت اكتشافها خلال العشرينيات.





















