بوابة الدولة
الأربعاء 10 ديسمبر 2025 09:48 صـ 19 جمادى آخر 1447 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب : تسجيل المكالمات جريمة عقوبتها الحبس.. وفتنة تشتعل من داخل البيوت!

الكاتب الصحفى صالح شلبى
الكاتب الصحفى صالح شلبى

في زمنٍ صار فيه الهاتف أداة تواصل وسلاحًا في آنٍ واحد، يظهر بيننا من اتخذ من تسجيل المكالمات فخًا قذرًا للإيقاع بالناس، وتشويه السمعة، وبث الشك، والفرقة، وإشعال نيران الفتنة بين الإخوة والأصدقاء وزملاء العمل، بل وأحيانًا بين أهل البيت الواحد.

لم نعد نتحدث عن حالات فردية شاذة، بل عن ظاهرة مستترة، تسللت إلى تفاصيل الحياة اليومية، بأيدٍ مأجورة أو نفوس مريضة، أو - وما هو أخطر - بأيدٍ ترفع شعارات الدين، والأخلاق، والستر، ثم تطعن الناس من خلفهم، تسجل، وتقص، وتقتطع، وتُرسل لتُوقِع.

حين تتحول الأخوات إلى أدوات فتنة!

المصيبة تصبح مضاعفة حين تكون هذه الأفعال صادرة من "الأخوات" – ممن يُفترض فيهن الستر والنية الطيبة والنصح بالمعروف. ما الذي حدث لتتحول بعض من كُنّ قدوة في الأخلاق إلى عيون تترصد، وآذان تتجسس، وألسنة تفتري؟
أي موعظة تبقّت؟ وأي دينٍ ذاك الذي يسمح بتسجيل مكالمات خاصة دون إذن، ثم استخدامها في التشهير أو التحريض أو الوقيعة؟

كيف تفعلون ذلك، وأنتم من قمتم بزيارة الكعبة، وسجدتم في رحاب المسجد النبوي، ورفعتم أكفّ الدعاء عند باب الملتزم؟
أين انعكاس تلك الزيارة في قلوبكم؟ هل من سجد أمام الكعبة يخرج من بعدها ليسجل ويخون ويطعن؟ أهذه ثمرة الطهر أم أثر النفاق المقنع بقناع الدين؟

حسابكم عسير يوم القيامة لأنكم لم تحترموا عمرتكم، ولا قدّرتم شرف الوقوف أمام الكعبة، ولا عظمتم مقام النبي في مسجده، ثم رجعتم لتطعنوا الناس وتغدروا بهم وتزرعوا الفتنة بين القلوب

هذه ليست دعوة للستر فقط، بل نداء عاجل لليقظة. لأن ما يحدث اليوم لا يختلف كثيرًا عن خيانة موثقة بالصوت والصورة، وغالبًا ما تكون مبنية على انتقائية خبيثة، ومونتاج لا أخلاقي، ونيات مسمومة.

القانون لا يرحم.. لكن عقاب الآخرة أشد

وفقًا للقانون المصري، تسجيل المكالمات دون علم الطرف الآخر جريمة يُعاقب عليها بالحبس، وقد تصل العقوبة إلى ثلاث سنوات أو أكثر في حالة الاستخدام الضار للمحتوى أو نشره، بالإضافة إلى التعويض المدني، والتشهير العكسي.

لكن إذا كان القانون يردع في الدنيا، فماذا عن عقوبة الآخرة؟

قال رسول الله ﷺ: "يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه، تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته، يفضحه ولو في جوف بيته" (رواه الترمذي)

فتخيل يا من تسجل وتخفي ثم تُرسل وتُوقع، أن الله نفسه يتتبع عورتك، ويكشفها، ويفضحك على رؤوس الأشهاد يوم لا ينفع مال ولا بنون.

أين الدين؟ أين النخوة؟ أين الأصل؟ - ما الذي بقي من الدين إن لم يكن الستر؟ - ما الذي بقي من المروءة إن كنا ننتظر عثرات بعضنا البعض لنخزنها في ملفات هاتفية نخرجها عند الحاجة ؟ - ما الذي بقي من الأخلاق إن صرنا نتاجر بالأسرار، ونفتح الأبواب للشياطين لتوسوس وتفعل فعلها القذر بين الناس؟

إن من يسجل ليوقع، لا يختلف كثيرًا عن الجاسوس - ومن يسجل ثم ينشر، لا يعرف من الإسلام إلا اسمه - ومن يفعل هذا وهو يعلم أثره، فهو مشارك في كل دمعة، وكل خصومة، وكل فتنة اشتعلت بسبب ما أرسل أو همس أو قص أو سرب.

كفى خيانة.. وكفى خداعًا باسم الدين

هذه دعوة صارخة لكل من وقع في هذا الفعل أو يفكر فيه:
توقف - راجع نفسك - فإن الله يسمع ويرى - والمظلوم لا يُنسى - ويوم القيامة آتٍ، والستر لا يُشترى، بل يُهدى، فإن هتكته عن غيرك، سُلب منك.

فى نهاية مقالى أقول الحياة أقصر من أن تُهدر في تصفية حسابات، وأخطر من أن نعيشها بلا ضمير، فإما أن نكون ممن يسترون ويُصلحون، أو نكون وقودًا للفتنة، وسجلًا مفتوحًا للعقاب في الدنيا والآخرة.

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى09 ديسمبر 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 47.5563 47.6563
يورو 55.3365 55.4576
جنيه إسترلينى 63.3497 63.5020
فرنك سويسرى 58.9224 59.0683
100 ين يابانى 30.4282 30.5000
ريال سعودى 12.6722 12.7002
دينار كويتى 154.8510 155.2271
درهم اماراتى 12.9472 12.9762
اليوان الصينى 6.7310 6.7459

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 6430 جنيه 6405 جنيه $135.31
سعر ذهب 22 5895 جنيه 5870 جنيه $124.03
سعر ذهب 21 5625 جنيه 5605 جنيه $118.39
سعر ذهب 18 4820 جنيه 4805 جنيه $101.48
سعر ذهب 14 3750 جنيه 3735 جنيه $78.93
سعر ذهب 12 3215 جنيه 3205 جنيه $67.65
سعر الأونصة 199950 جنيه 199240 جنيه $4208.56
الجنيه الذهب 45000 جنيه 44840 جنيه $947.16
الأونصة بالدولار 4208.56 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى