الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب : حين تتحوّل الأخت إلى شيطانٍ رجيم.. وسمٍّ يسرِي في عروق العائلة!

ليس هناك خيانة أشد وقعًا، ولا طعنةً أعمق أثرًا، من طعنة تأتي من أخت… تلك التي وُجدت في الحياة لتكون رحِمًا وسندًا، فإذا بها تتحوّل إلى شيطان رجيم، تخلعت عن كل خُلق، وتنكّرت لكل جميل، ومسحت من ذاكرتها كل مواقف الأخوة والستر والوفاء.
نحن لا نتحدث عن خلاف بسيط، أو زلة لسان، بل عن تحوّل مرعب في الشخصية، يجعل من الأخت رأسًا للفتنة، ولسانًا للكذب، وسيفًا للظلم، لا تتورع عن إحراق العائلة كلها لأجل ورقة مال، أو مكسب تافه، أو عقدة مرضية تعيش في داخلها.
أخت باعت أخاها الذي كان لها ظهرًا وسترًا، وباعته بأبخس الأثمان، ووقفت ضده في عزّ محنته، وشوّهت سمعته بين الناس، ورمته بالكذب والبهتان.
أخت، نسيت صلة الرحم، وسخّرت خيالها المريض لاختلاق قصص ودسائس، تحرّض بها هذا على ذاك، وتزرع الوقيعة بين الأخ وأشقائه، وبين الأخ وأبناء شقيقته، ثم تقسم كذبًا أنها "المظلومة".
ولعلّ من أخطر ما في هذه الشخصية، أنها كالحرباء... تتلوّن حسب الموقف، فترتدي قناع الواعظة حين تريد كسب التعاطف، وتجيد دور الأخت الوفية حين تخطط للغدر، ولا تتردد في البكاء كأنها المظلومة الوحيدة في هذا العالم، حتى إذا تمكّنت، لدغت من وثق بها، وبثّت سمومها في قلبه
وبيته وعلاقاته، ثم وقفت تتفرّج على الخراب ببرود قاتل! بل ولم تكتفِ بالأذى النفسي، بلطجةٌ سافرة، شتائم أقذر من أن تُنقل، لسان فاجر لا يعرف الحياء ولا يردعه دين، ألفاظ تقشعر منها الأبدان، تخرج من فم أنثى لا تستحق هذا اللقب.
أية امرأة هذه؟! بل أي شيطان هذا الذي يسكنها؟ ،لقد نزع الله من قلبها الرحمة، ومسخ أنوثتها، فصارت لا ترى إلا المال، ولا تتكلم إلا بالحقد، ولا تتحرك إلا لهدم ما تبقى من روابط الأسرة.
إنها لم تُخلق – للأسف – إلا بداءٍ خبيث اسمه الطمع، وخُلقٍ مريض اسمه الجشع. لا تشبع، لا ترحم، لا تتورع عن شيء. وقد لا تنام ليلًا حتى تسمع صراخًا جديدًا في بيت أخيها، أو قطيعة جديدة بينه وبين أهله.
إنها الخطر الذي ينهش ظهر العائلة من الداخل. هي ليست أختًا، بل عدوّ مقيم في البيت، يُظهر الحب ويخفي السمّ، تُشعل النيران وتدّعي البراءة، وهي في حقيقتها لعنةٌ تمشي على قدمين.
لكن...ابشروا ،فمهما استقوت، ومهما استمر كيدها، فإن الله لا يترك المظلوم، ولا يُبارك في يدٍ ظالمة، ولا يسكت عن من باع الرحم.
قال تعالى: ﴿ فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ﴾ [غافر: 45] وقال أيضًا:﴿ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الأنعام: 135]
ستبقى الذكرى سوداء في سيرتها، وسيرد الله كيدها في نحرها، وسيندم كل من آمن بكذبها على ساعة صدّقها فيها.