الكاتب الصحفي جهاد عبد المنعم يكتب استراتيجية طموحة لتعزيز الابتكار الرقمي
اهتمام الحكومة بتعزيز الابداع والابتكار الرقمي يعكس مدى اهمية ذلك للمواطن وتيسير الخدمات الحكومية بالاضافة الي دعم الاقتصاد الوطني والصناعات الرقمية والتصدير
وفي زيارة ميدانية لمركز إبداع مصر الرقمية "كريتيفا" بالجيزة، قدم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، لمحة عن الجهود الحكومية المبذولة لتعزيز الابتكار الرقمي في البلاد.
وبالطبع كان معه في الجولة الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الذي استعرض الخطة الاستراتيجية لمصر الرقمية.من خلال ارقام رسمية مبشرة جدا حيث أن عدد مراكز الإبداع الرقمية شهد زيادة ملحوظة، حيث ارتفعت من 3 مراكز فقط في عام 2016 إلى 11 مركزاً في عام 2022. وبفضل هذا الزخم، تم استهداف إنشاء 20 مركزاً جديداً في عام 2023، لتصل التقديرات إلى 23 مركزاً في عام 2024، مع طموح الوصول إلى 27 مركزاً هذا العام
وتأتي هذه الخطوات كجزء من رؤية شاملة تهدف إلى تعزيز القدرات التكنولوجية وتعزيز بيئة الإبداع في مصر، حيث تعتبر هذه المراكز منصة هامة لتدريب الكوادر الشابة وتزويدهم بالمهارات اللازمة لمواجهة تحديات العصر الرقمي.
ويؤكد هذا التطور التزام الحكومة المصرية بتحديث استراتيجياتها لتحقيق نمو اقتصادي مستدام، والارتقاء بمستوى الخدمات الرقمية المقدمة للمواطنين، مما يعكس الطموح لبناء مجتمع رقمي مزدهر في المستقبل القريب
ومعروف ان الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات يولي اهتماما كبيرا بهذه الإستراتيجية التي ترتكز على ثلاث ركائز رئيسية تهدف إلى تحسين حياة المواطن المصري، وهي: تمكين المواطنين من اكتساب فرص عمل في الاقتصاد الرقمي، دعم ريادة الأعمال وتشجيع الإبداع التكنولوجي، وتبسيط الوصول إلى الخدمات الحكومية الرقمية عبر منصات إلكترونية.
وأوضح الدكتور طلعت أن النجاح في تنفيذ هذه الاستراتيجية يعتمد على بنية تحتية رقمية قوية تضمن وصول الإنترنت إلى جميع المواطنين، بالإضافة إلى أطر تنظيمية مشجعة للاستثمارات المحلية والأجنبية، وتعزيز التعاون مع القطاع الخاص والمجتمع المدني. كما لفت إلى أن مراكز الإبداع الرقمية تشكل محورًا رئيسيًا في تنفيذ هذه الاستراتيجية، حيث تتيح للمواطنين التدريب على المهارات الرقمية والعمل الحر، مما يساهم في تمكين الشباب وتوفير فرص عمل جديدة.
وأعطى الدكتور طلعت مثالاً على الجهود المبذولة في تطوير مراكز الإبداع، مثل تحويل مبنى تراثي في الجيزة إلى مركز إبداع رقمي مع الحفاظ على طرازه المعماري المميز، مؤكدًا أن مراكز الإبداع لا تقتصر على تقديم الدعم التكنولوجي فحسب، بل تمتاز أيضًا بالطابع المعماري الفريد مثل مركز قصر السلطان حسين كامل في القاهرة.
كما استعرض وزير الاتصالات التعاون مع الشركات العالمية لدعم الشركات الناشئة، من خلال برامج استشارية تم تنفيذها بالتعاون مع مؤسسات مرموقة مثل كلية بابسون الأمريكية وشركة 500 جلوبال. وأضاف أن هذه المبادرات تتضمن تقديم تمويل يتراوح بين 100 ألف إلى 600 ألف دولار حسب مرحلة تطوير الشركة الناشئة، وكذلك تنظيم فعاليات للتشبيك بين الشركات الناشئة والشركات العالمية.
وأكد الوزير أن مراكز الإبداع الرقمية لا تقتصر على تدريب الأفراد على المهارات التكنولوجية فقط، بل تدعم أيضًا الابتكار التكنولوجي من خلال برامج تدريبية بالتعاون مع شركاء دوليين مثل وكالة التنمية الألمانية وكوريا الجنوبية. حيث توفر المراكز بيئة خصبة للشركات الناشئة، بما في ذلك معامل تصميم الإلكترونيات ومساحات احتضان لعدد كبير من الشركات والأفراد.
وكشف الدكتور عمرو طلعت عن مفاجاة سارة وهي أن مصر تعد من أفضل ثلاث دول في المنطقة في مجال ريادة الأعمال والابتكار التكنولوجي، مشيرًا إلى استفادة حوالي 1000 شركة ناشئة من مراكز الإبداع منذ تأسيسها، بالإضافة إلى تدريب أكثر من 100 ألف متدرب على المهارات الرقمية والعمل الحر.