بوابة الدولة
الأربعاء 22 مايو 2024 12:55 مـ 14 ذو القعدة 1445 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

مختار محمود يكتب: أيُّها القُرآنچيَّة..صياحُكم طرب!

مختار محمود
مختار محمود

ابتداءً..ليس في لفظة "قرآنچي" أية إساءة للقرآن الكريم؛ فاللاحقة "چي" في اللغة التركية العثمانية تفيد النسب إلى المهنة أو كثرة الفعل، وانتقلت تدريجيًا الى اللهجات المَحكية العربية خلال فترة الحكم العثماني ١٥١٦-١٩١٨، مثل: الجورنالچي والأجزاخانچي والدكانچي والكهربچي والعطشچي. و"القرآنچي": هو مَن يتخذ من القرآن الكريم وسيلة للاسترزاق والتربح والشهرة، وغالبًا لا يكون "القرآنچي" موهوبًا مُجيدًا متقنًا منضبطًا تاليًا لكتاب الله حق تلاوته؛ حيث لا يشغله رضا الله قدر انشغاله بأمور دنيوية زائفة وزائلة، مثل: تحصيل المال وتحقيق الشهرة، وحتى يُقال عنه بين الناس: "قاريء".
لفظة "ٌقرآنچي"، وإن بدت مُستغربة وغير مُستساغة لحداثتها، فهي واجبة مؤقتًا وحتى إشعار آخر؛ للتمييز بين طائفتين متناقضتين أشد التناقض، الأولى: تحفظ كتاب الله وتتلوه حق تلاوته، وتتجسد أخلاقه ومكارمه ومناقبه. أما الثانية: فهي التي تتكسب منه وتتربح، وتشتري بآيات الله ثمنًا قليلاً، ولا يتجاوز كلام الله حناجرها وتراقيَها، فلا يكون له أثر على سلوكهم وتصرفاتهم..وتلك هي التي يجب أن توصف بـ"القرآنچية"، فهما لا يستويان مثلاً، فلا يصح أن نسبق اسم محمد صديق المنشاوي -رحمه الله تعالى- بلقب: "فضيلة القاريء الشيخ"، ثم نُسبغ الوصف نفسه على قاريء حنجوري غير مجيد وغير موهوب وغير حافظ، وتسلل إلى الإذاعة بطريقة مشبوهة، ويمارس سلوكيات مرفوضة.. وقديمًا قالوا في الأمثال: "بأضدادها تتميز الأشياء"!
يا أيها القرآنچية..مهلاً مهلاً، لستم على شيء، أنتم غير مُقدسين كما تتوهمون، أسقطوا القداسة الزائقة عن ذواتكم المتورمة. ليس كل من حفظ ربعًا أو حزبًا أو جزءًا، واتشح عباءة واعتمر عمامة صار وليًا، ولا كل من حصل على إجازة غير شرعية غدا مبروكًا، ولا كل من اعتمدته لجان الاستماع بالإذاعة والتليفزيون غير العادلة أضحي كروانًا. ما لكم كيف تحكمون؟ أحكامكم مطعون عليها؛ لأنها بُنيت على باطل، وما بُني على باطل فهو باطل، ويبقى باطلاً، ولو كره "الأدمنز"، وغضب "الفولورز"، وانزعجت الميلشيات الإلكترونية، وعلى أي حال..فإن صياح القرآنچية طرب..وأيُّ طرب؟!
أيها القرآنچية..قبل ظهور لجان الاستماع والإذاعة والتليفزيون والسوشيال ميديا والكروت الشخصية والحفلات والعزاءات والألقاب الخرافية والأجور الأسطورية بأكثر من 1440 عام.. جاء في الحديث الصحيح: "..ورجلٌ تعلَّم العلم وعلَّمه وقرأ القرآن، فأُتيَ به فعرَّفه نعمَه فعرفها، قال فما عملتَ فيها؟ قال: تعلمتُ العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال كذبتَ، ولكنك تعلمتَ؛ ليُقالَ: عالم، وقرأت القرآن؛ ليُقالَ: هو قارئ، فقد قيل، ثم أُمر به فسُحبَ على وجهه حتى ألقي في النار"، فطبقوا هذا الحديث على أنفسكم، فمن وجد في نفسه شيئًا من ذلك، فليستغفر الله ويتب إليه متابًا، وإن لم يفعل فلا يلومن إلا نفسه.
يا كل قرآنچي مُتحصن بوزير أو مسؤول كبير، اعلم -إن لم تكن تعلم- أنه لن يُغني عنك من الله شيئًا. ويا كل قرآنچي..التحقتَ بالإذاعة والتليفزيون بطريقة مشبوهة..اعلم -إن لم تكن تعلم- أنك اقترفت بهتانًا كبيرًا. ويا كل قرآنچي.. تستأثر وحدك وبأساليب ملتوية بقرآن الجمعة وقرآن الفجر والأمسيات وما يُستجد..اعلم -إن لم تكن تعلم- أنك تخذل نفسك خذلانًا عظيمًا. ويا كل قرآنچي..تغازل جمهورك بتلاوات رديئة، لا تلتزم فيها بأحكام القراءة الصحيحة وضوابطها، اعلم -إن لم تكن تعلم- أنك تجني بذلك خسرانًا غير محدود، حتى لو قابل كل ذلك حساب بنكي مُتخم، وسيارات فخيمة، وجمهور مأجور يهتف باسمك..إنها أشياء لا تُشترى يا قرآنچي!
أيها القرآنچية..الكذب لن يصنع خلودًا. الذباب الألكتروني لن يصنع خلودًا، "الهتيفة" و"الصييتة" لن يصنعوا خلودًا. الألقاب الهُلامية لن تصنع خلودًا؛ إنما يصنع الخلود الحقيقي: الإخلاص والصدق واليقين، ولكم في الأولين عبرة، ولكم في السابقين عظة، ولكم في الشاب الراحل عبد الله كامل حكمة ، غير أنكم لا تعتبرون ولا تتعظون وتديرون ظهوركم للحكمة، ومن يؤتَ الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا.
القراء الأكابر: على محمود ومحمد رفعت والشعشاعي ومحمد صديق المنشاوي، مثلاً وليس حصرًا، لم يطرقوا باب الإذاعة يومًا، ولم يطاردوا أعضاء لجان الاستماع يومًا، ولم يلاحقوا مهندسي الصوت يومًا، ولكن الإذاعة هي مَن خطبت ودَّهم وأغرتهم؛ حتى تنال رضاهم، وينطووا حتى لوائها. أمَّا أنتم أيها القرآنچية..فتبذلون الغالي والنفيس؛ حتى يُقال عن أحدكم: "القاريء بالإذاعة والتليفزيون"؛ لأن هذا الوصف ينطلي على السذج فيضاعفون أجوركم.
لقد رحل "على محمود" قبل 80 عامًا، و"محمد رفعت" قبل 73 عامًا، و"الشعشاعي الكبير" قبل 61 عامًا، و"المنشاوي" و"البهتيمي" قبل 54 عامًا، و"الحُصري" قبل 43 عامًا، و"عبد الباسط" قبل 35 عامًا، وغيرهم كثير، ورغم ذلك لا يزال الخلود قرين أسمائهم واحدًا واحدًا، ولا يمر يوم دون أن يُذاع لأحدهم تلاوة أو أذان، أو يتذكرهم المستمعون بإحسان ودعاء وترحُّم؛ لأنهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
أمَّا القرآنچية الذين يُسجلون سكناتهم وحركاتهم وتأوهاتهم وسفرياتهم بأدوات الاتصال الحديثة لحظة بلحظة، والذين يمسحون أجواخ الوزير والمسؤولين؛ لينالوا رضاهم السامي، والذين يُجندون ميلشيات إلكترونية لسب وقذف الناس، والذين يبذلون المال وغير المال للظهور الدائم والمستمر، ولقطع الطريق على زملائهم الأفضل منهم ومنعهم من الظهور، فهم -دون شك- أهلٌ بالوعيد الوارد في الحديث الصحيح المذكور آنفًا، ولا علاقة لهم من قريب أو بعيد بـ"أهل القرآن" أو "أهل الذكر"، وإنما هم "قرآنچية" رغم أنوفهم جميعًا وأنوف داعميهم الذين يشاطرونهم الخطيئة، فهم لا يتناهون عن منكر فعلوه، وينطبق عليهم جميعًا قول الله تعالى:"أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا. فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ. فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ. إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ".

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى21 مايو 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 46.5963 46.6963
يورو 50.6222 50.7495
جنيه إسترلينى 59.2332 59.3790
فرنك سويسرى 51.2103 51.3428
100 ين يابانى 29.8273 29.8933
ريال سعودى 12.4240 12.4513
دينار كويتى 151.8239 152.1994
درهم اماراتى 12.6855 12.7137
اليوان الصينى 6.4394 6.4534

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,611 شراء 3,623
عيار 22 بيع 3,310 شراء 3,321
عيار 21 بيع 3,160 شراء 3,170
عيار 18 بيع 2,709 شراء 2,717
الاونصة بيع 112,315 شراء 112,671
الجنيه الذهب بيع 25,280 شراء 25,360
الكيلو بيع 3,611,429 شراء 3,622,857
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى