الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب : ردود الأفعال الغاضبة تتوالى.. شطب شيوخ المهنة ”فضيحة مهنية وأخلاقية” لا تُغتفر

تتوالى ردود الأفعال الغاضبة على المقال المنشور يوم الأربعاء الماضي، الموافق 16 يوليو 2025، تحت عنوان "أقنعة زائفة.. وشعبة تُختطف"، داخل الوسط الصحفي، وتحديدًا بين أعضاء شعبة المحررين البرلمانيين، اعتراضًا على ما اعتبروه "انقلابًا صريحًا" على تقاليد المهنة وتاريخها، في ظل محاولات مشبوهة من البعض تستهدف تهميش الرموز و"شطب شيوخ المهنة" من سجل الشعبة، وكأن التاريخ يمكن محوه بممحاة طارئة على الصحافة.
هذه المحاولات فجّرت موجات من الغضب العارم والرفض التام، واعتُبرت عبثًا بالماضي المهني المشرّف، ومحاولة بائسة لإزاحة التاريخ من المشهد، لحساب وجوه تفتقد إلى أبسط معايير المهنية والنضج الصحفي.
كبار الصحفيين: هذا السقوط لا يُغتفر
استمرارًا لحالة الغليان، عبّر عدد من كبار الصحفيين عن استيائهم الشديد، مؤكدين أن استهداف الأساتذة الذين صنعوا تاريخ التغطية البرلمانية في مصر يُعد سقوطًا أخلاقيًا قبل أن يكون مهنيًا، وتصفية حسابات صغيرة يقودها من لا يملكون لا تاريخًا ولا ثِقلًا داخل بلاط صاحبة الجلالة.
فاطمة بركة: يخشون المقارنة فحالوا شطب الكبار
الكاتبة الصحفية فاطمة بركة، مديرة تحرير جريدة أخبار اليوم، وأسطورة الصحافة البرلمانية المعروفة بـ"بعبع الوزراء"، علقت قائلة،تحية لكل زميل يقدّر من سبقوه وكانوا أساتذة وأصحاب أسماء وتاريخ يقدّرهم الجميع، لأنهم كانوا محترمين وكلماتهم المكتوبة لها قيمتها. الآن يحاول بعض الصغار إلغاءهم لأنهم يخشون المقارنة معهم، لأن المقارنة بالتأكيد ليست في صالح من يحاولون طمس تاريخ زملاء كانت لهم كلمة تحترم أمام كبار رجال الدولة".
بهاء مباشر: معركة على المناصب لا المهنة
من جانبه، عبر الكاتب الصحفي بهاء مباشر، رئيس قسم الأخبار بجريدة الأهرام، والرئيس الحالي لشعبة المحررين البرلمانيين، عن انزعاجه الشديد من هذه الهجمة على شيوخ المهنة من قبل بعض المحررين الجدد، قائلًا،معركة إقصاء شيوخ المهنة لن تنتهي، بل ستزداد شراسة مع تغلغل المصالح التي تحكم عقول شريحة من أبناء مهنتنا، ممن وضعوا هدفًا واحدًا أمام أعينهم: اقتناص المناصب لاغتنام المكاسب، ولو على جثث المقربين. أفهم أن يكون هناك طموح، لكن لا أعي كيف تسيطر المصلحة على التصرفات. أقول لهؤلاء: عضوية الشعبة عمل تطوعي هدفه خدمة الزملاء من كافة التيارات، حتى أشدهم معارضة لمن جاءت به أصوات الانتخابات. وأذكّركم بالمثل الدارج: (اللي ملوش كبير يشتري له كبير)".
محمود الشاذلي: التاريخ لا يُمحى
البرلماني السابق محمود الشاذلي،عضو مجلس النواب السابق،و نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية، وأحد شيوخ الصحافة البرلمانية، أكد أن "التاريخ لا يمكن لأي أحد – كائنًا من كان – أن يطمس معالمه". مضيفًا:"ستمر المحنة، وستظل مواقف الزملاء منطلقًا للحفاظ على ثوابتنا، التي يحاول البعض إهدارها".
حمدي مبارز: كفى عليه ضميره
في السياق ذاته، قال الكاتب الصحفي حمدي مبارز، أمين عام الشعبة، بعد قراءته المقال، نحن لا نريد أن نعرف من يقف وراء هذه الفتنة... كفى عليه ضميره. وسنظل جميعًا إخوة وزملاء متحابين جمعتنا عشرة ومواقف. وبعيدًا عن التواجد داخل المجلس أو خارجه، نحن زملاء وأصدقاء تجمعنا مهنة واحدة، واللي النهاردة جوه، بكرة بره".
محمد يوسف: هؤلاء أصحاب الفضل
الزميل محمد يوسف، المحرر البرلماني بجريدة الوطن، عبر عن أسفه لمثل هذه المطالب، مؤكدًا احترامه وتقديره لشيوخ المهنة من المحررين البرلمانيين، قائلًا:
"هم من استقبلونا، وهم من علمونا – تعلمنا منهم مفاتيح العمل البرلماني. وأنا أرفض إقصاءهم مهما تعالت الأصوات، فهم أصحاب الجميل. وأتمنى أن يكونوا بيننا لنستلهم منهم الخبرات".
كما وجّه يوسف انتقادات لاذعة إلى نقابة الصحفيين بسبب مطالبتها بإجراء انتخابات شعبة المحررين البرلمانيين في هذا التوقيت، رغم انتهاء دور هذا المجلس واقتراب تشكيل مجلس جديد في يناير 2026، مشددًا على ضرورة تأجيل الانتخابات لمدة 6 أشهر، لحين اعتماد الأسماء الجديدة من المؤسسات الصحفية داخل مجلسي النواب والشيوخ، مطالبًا بعقد اجتماع عاجل لمجلس الشعبة الحالي مع عدد من المحررين البرلمانيين، ومقابلة نقيب الصحفيين للمطالبة رسميًا بتأجيل الانتخابات.
نور علي: كيف نطمس التاريخ؟
الكاتبة الصحفية نور علي، رئيس تحرير موقع "برلماني" التابع لمؤسسة اليوم السابع سابقًا، ورئيس قسم البرلمان بالموقع والجريدة حاليًا، رفضت بشدة هذا الطرح، قائلة:أرفض بكل شدة هذا الطرح المؤسف، كيف نطمس تاريخ زملائنا شيوخ المهنة في العمل البرلماني؟ هم أصحاب الخبرات المتراكمة".
هشام الصافوري: التاريخ لا يُمحى من الذاكرة
أما الكاتب الصحفي هشام الصافوري، بجريدة الأهرام، فعقّب بقوله حتى لو حذفوهم من الأوراق (وهذا لن يحدث)، فلن يستطيعوا محوهم من ذاكرة التاريخ".
غضب حقيقي وهبّة صحفية
إن ردود الأفعال الغاضبة لم تكن مجرد عتاب مهني، بل هبّة صحفية حقيقية للدفاع عن تقاليد المهنة، واحترام من صنعوا مجدها تحت قبة البرلمان، في زمن كانت فيه كل تغطية تُكتب بحبر العرق والمهنية، لا بمداد المصالح الشخصية.
"إن شطب شيوخ المهنة ليس مجرد قرار.. بل فضيحة أخلاقية ومهنية سيُسأل عنها كل من صمت أو بارك أو تواطأ... فالتاريخ لا يرحم، والمهنة لا تنسى."
بل أكثر من ذلك، فالمهنة تسجل.. وتُدين.. وتلعن كل من حاول أن يُقصي أصحاب الفضل ليُفسح الطريق أمام من لا يستحق.
هؤلاء الشيوخ الذين تسعى بعض الأيادي المرتعشة لشطبهم، هم الذين حموا المهنة من الانهيار، وكتبوا بأقلامهم المجد، وأسسوا قواعد العمل البرلماني بمهنية وضمير.
من يجرؤ اليوم على طمس أسمائهم، سيبكي غدًا على أطلال مهنة لم يعرف قيمتها، لأن من لا يحترم تاريخه، لا يملك مستقبلاً، وإن نسي البعض أن الوفاء قيمة، فإننا نُذَكِّر، أن شطب الشيوخ ليس فقط سقوطًا أخلاقيًا، بل إهانة لكل صحفي حقيقي يرى في مهنته رسالة لا سلعة، وفي زملائه قدوة لا عثرة، ليكن هذا درسًا قاسيًا لا يُنسى، لكل من خان العِشرة، وجحد المعروف، وتخيّل يومًا أن المجد يُسرق.. أو التاريخ يُمحى.
هشام سلطان: صوت المهنة الذى فضح المؤامرة
شكراً للزميل العزيز هشام سلطان، نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية، صاحب القلم الجريء والعقل الواعي، الذي كان أول من كشف خيوط هذه المؤامرة الخفية، وأزاح الستار عن محاولات الطمس والتهميش، دفاعًا عن شيوخ المهنة الذين علمونا كيف يكون الصحفي حارسًا للمهنة لا تابعًا للمصالح.
شكراً وتحية فخر وإجلال لكل الزملاء المحررين البرلمانيين الشرفاء، الذين أعلنوا بكل وضوح رفضهم القاطع لتلك المحاولات البائسة، وأثبتوا أن الوفاء للمهنة لا يزال حيًا في قلوب من تربوا على يد الكبار، وأن شيوخ الصحافة البرلمانية سيظلون رموزًا لا تُنسى، وأسماءً لا تُمحى، مهما علا الضجيج أو اشتدت العواصف.