الثلاثاء 19 مارس 2024 10:28 صـ 9 رمضان 1445 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية
طابا.. حكاية كيلو متر مربع نجحت مصر في استرداده من إسرائيل بمفاوضات دولية اليوم أولى جلسات محاكمة عدلي القيعي في سب وقذف رئيس بيراميدز دكتور محمد صالح : تطوير حلول مبتكرة واستراتيجيات فعالة للحد من حوادث الغرق في أفريقيا لجنة الاعلام والثقافة والآثار بالنواب تناقش الاخطار التى تهدد الجمعية الجغرافية المصرية بحضور قيادات وزارة التضامن قوى عاملة النواب : تناقش اليوم رد وزارة قطاع الاعمال العام حول قطاع الغزل والنسيج وضمان الحصول على خدمة... فتح عينيه| أحمد رفعت بره الغيبوبة.. وهذه تفاصيل حالته الصحية مسلسل حق عرب الحلقة 8.. تهديد جديد يطارد وفاء عامر بفضح أمرها ستاندرد آند بورز ترفع توقعاتها الاقتصادية لـ مصر إلى إيجابية المخرج بيتر ميمى يحيى فريق عمل مسلسل الحشاشين بنشر صور بديعة من العمل فوزا طلبة مدرسة المراكبية للتعليم الأساسي بالمركز الأول لمسابقة أوائل الطلبة علي مستوي البحيرة محمد شاهين.. خفة ظل تختبئ داخل شخصية جادة بمسلسل «لحظة غضب» ثقافة الأقصر تناقش دور الأم في التغذية السليمة للطفل بمحاضرات متنوعة

عبد الحميد كمال البرلمانى السابق يكتب.. تكريم محافظ السويس ورد الاعتبار لابناءها

البرلماني السابق عبد الحميد كمال
البرلماني السابق عبد الحميد كمال

لماذا يتم تجاهل دور اللواء محمد بدوي الخولي محافظ السويس فترة الحصار ومقاومة الهدو الاسرائيلي فى 24 اكتوبر خصوصاً بعد ان اتهم بانه سوف يقوم بتسليم مدينة السويس التى كانت تحاصرها القوات الاسرائيلية فى 24 اكتوبر ولمدة 3 اشهر وتحاول احتلالها من اجل كسر نصر اكتوبر وحتي تكون السويس رهينة مثل الجولان.

وقد انطلقت اشاعات قوية حول قبول المحافظ محمد بدوي الخولي الانذار الاسرائيلي بضرورة تسليم المدينة للاسرائيلين وعليه ان يخرج حاملا العلم الابيض ومعه كل المدانيين متجهين الى الاستاد الرياضي واستمر الاتهام يلاحق الرجل من قبل بعض مروجي الاشاعات والموتورين الذين قد هتف بعضهم بهتاف " لا للمحافظ وهاتوا حافظ " .

وللانصاف ومن خلال مراجعات كثيرة من الشهادات من ابناء السويس منهم رحمة الله عليه الشيخ على عبد العزيز الذراع الايمن للشيخ حافظ سلامه وقد قمت بتسجيل اعترافاته ، كذلك الاستماع الى شهادات الاستاذ عبد الفتاح ابن المقاول ابراهيم عبد العظيم ، وسمير محمد على ابن البقال التمويني بشارع شميس فضلا عن شهادة عدد من الكتاب والصحفيين منهم " رياض سيف النصر " الذي كتب افضل يوميات من دفتر احوال السويس وعدد من قيادات منظمة سيناء والكاتبة الصحفية " فريدة النقاش " بالاضافة الى شهادة المؤرخ العسكري اللواء جمال حماد.

ويضاف الى ذلك مجموعة الصور والمواقف على ارض الواقع للرجل الذي ان الاوان لانصافه ورد الاعتبار الوطني والانساني له واليكم الوقائع :-

فى الساعة التاسعة من صباح يوم 25 اكتوبر اتصل سعد الهاكع المدير المنوب بشركة السويس تصنيع البترول بالمقدم فتحي غنيم رئيس الدفاع المدني بميدان الاربعين واخبروا ان الدبابات الاسرائيلية وصلت الى الشركة وانه مضطر للتسليم ومعه 300 عامل من الشركة ومن هيئة قناة السويس .

كان المحافظ ومدير الامن قد وصلوا الى غرفة الدفاع المدني وعندما رد عليهم المقدم فتحي اخبروا ان قائد القوات الاسرائيلية التى احتلت مقر الشركة يريد التحدث مع المحافظ او مدير الامن وتناول المحافظ السماعة وقال لسعد العاكع ان المحافظ غير موجود وعندما سألوا عن القائد العسكري قال أنه غير موجود .

عندها اخذ السماعه من سعد الهاكع ضابط اسرائيلي وسأل اين المحافظ وكان يتحدث باللغة العربية بلهجة شامية فاجابه بدوي الخولي المحافظ غير موجود فطلب منه ابلاغ المحافظ بانه مطلوب منه تسليم المدينة فى خلال نصف ساعة وان على المحافظ الحضور ومدير الامن والقائد العسكري للسويس فى سيارة عليها علم ابيض وبصحبتهم جميع المدانيين فى المدينة الى الاستاد الرياضي ويتعهد الاسرائليين بتأمينهم والمحافظة على حياتهم واذ لم يتم ذلك خلال نصف ساعة وسوف تضرب المدينة بالطيران ويتعرض كل سكانها للابادة.

وعندما ابطئ المحافظ فى الاجابة على حديث الضابط الاسرائيلي اخذ يصيح بصوت عالي فى الهاتف " رد يا زلمه ليش ما بترد يا زلمة ؟ " واوضح الضابط فى نهاية انذاره " انه على اطلاع باحوال المدينة فليس بها مياه ولا كهرباء ولا احد لديه السيطرة على الجنود بداخلها والدقيق قد اشتعل فيه النيران ولذا لا مفر من التسليم ".

رد عليه المحافظ قائلا " المحافظ مش هيسلم البلد وانا لست مسئول عن الموضوع وعلى كل حال الصليب الاحمر وصل " ورد الضابط الاسرائيلي قائلا " ما في صليب احمر انت بتغشني " واسترد المحافظ قائلا " وحتي هيئة الامم وصلت " واغلق سماعة الهاتف .

بعدها اتصل المحافظ فى الحال هاتفيا بالعميد عادل اسلام القائد العسكري بالسويس وقال له المحافظ " الاسرائليين طلبوا مني التسليم وانذروني بضرب السويس ان لم نسلم فى خلال نصف ساعة " ما رائيك ككائد عسكري ورد عليه عادل اسلام قائلا " اعطني فرصة للتفكير ".

واتصل المحافظ هاتفيا بعد ذلك بالرائد شرطة محمدرفعت شتا قائد الوحدة اللاسلكية باعتبارها حلقة الاتصال الوحيدة بين السويس والقاهرة وطلب المحافظ ابلاغ الرسالة التالية الى المسئولين بالقاهرة " اليهود انذروني بالتسليم فى ظرف نصف ساعة والا سنضرب بالطيران ليس عندي مياه ولا ذخيرة ولا أسيطر على أي قوات ودقيقي يحترق .. اوامركم " .

بعد مرور 10 دقائق اعاد المحافظ الاتصال بالعميد عادل اسلام وسأله عن رائيه فقال انا لم اقرر بعد فرد عليه المحافظ قائلا فى شئ من الحده " قرارك مش نهائي والقرار قراري انا عايز أعرف موقفك ورئيك فى التسليم مجرد رأي استشاري " واجاب عادل اسلام " انا هاخد رأي الموجودين معي والمستشارين بتوعي " فساله المحافظ " ومين عن المستشرين بتوعك " ورد عادل الاسلام " الحج حافظ سلامه " وانفعل المحافظ وقال فى غضب " وايه قيمة راي الشيخ حافظ فى هذا الموضوع ؟؟ " انت اتجننت يا عادل ؟؟ انا عاوز اعرف رائيك العسكري ؟؟ فرد قائلا " رأي الي تشوفه سيادتكم " وانهي المحافظ الحوار الساخن " عموماً عندما اتخذ القرار النهائي هقبلك واحنا فى انتظار قرار القاهرة ".

ولم يكد ينتهي المحافظ من محادثته مع القائد العسكري حتي دق جرس الهاتف ووجد الضابط السرائيلي على السماعة للمرة الثانية وكان يستعجل رد المحافظ واجابه بدوي الخولي " انتم كنتوا هنا بالامس ويمكن تجربوا الحضور مرة اخري والمحافظ غير موجود " واغلق التليفون وطالب المحافظ بضرورة قطع الخط التليفوني المباشر بين شركة السويس تصنيع البترول وغرفة الدفاع المدني.

وبالفعل تم فصل الخط وانقطعت الاتصالات مع الاسرائيلين المباشرة وكان الرائد رفعت شتا بمجرد تلقية رسالة المحافظ قد قام بابلاغها فى الحال عن طريق اللاسلكي الى العميد محمد النبوي اسماعيل مدير مكتب ممدوح سالم وزير الداخلية وقد اذ وبعد مرور 20 دقيقة ردت القاهرة على رسالة محافظ السويس والتى تم عرضها دون شك على الرئيس السادات.

ونظرا لاهمية رسالة القاهرة قام العميد النبوي اسماعيل بابلاغها بنفسه الى الرائد رفعت شتا وطالب منه بعد ان تلاقاها باعادة تلاوتها عليه للتأكيد من انها قد استقبلها صحيحة وكان نص الرد كما يلي " لا تسليم بمعرفة المحافظ .. يتم الدفاع عن السويس وعلى المحافظ ومدير الامن الانضمام الى المقاومة الشعبية " وفى التاسعة والدقيقة 55 ابلغ الرائد شتا نص الرسالة الى المحافظ الذي رد قائلا " هننضم للمقاومة الشعبية ونموت شهداء " كما رد اللواء محي خفاجي مدير الامن " قلن لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا " .

وبمجرد وصول رد القاهرة طلب المحافظ عادل اسلام وقال له " القاهرة ردت يا عادل لا تسليم " ونظراً لان انباء اتصالات الاسرائيليين بالمحافظ وتقديمهم اليه انذار بالتسليم قد انتشرت بين كثير من المواطنيين واحدثت بلبله شديدة طالب المحافظ من المقدم فتحي غنيم ان يتجول فى سيارة فى شوارع المدينة وان يذيع على الناس بمكبر من الصوت " المحافظ قد رفض الانذار الاسرائيلي بتسليم السويس وان المدينة ستقاومة وعلى كل فرد ان يتخذ لنفسه ساتراً خشية ان ينفذ الاسرائيليين تهديدهم بضرب المدينة بالطائرات" .

كما طالب المحافظ من الشيخ حافظ سلامه ان يذيع على المصليين رفض الانذار الاسرائيلي بتسليم السويس وان ينصح الناس بعد التجمع خوفا من الغارات الجوية.

على الجانب الاخر كان محافظ قد انتقل من مكتبه الى محل البقال التمويني بشارع شميس بالاربعين الذي يملكه الحج محمد علي كما كان له مكان بديل يقيم فيه بمنزل الحج المقاول ابراهيم عبد العظيم وكان يدير معركة السويس وقد طالب من مدير التموين علاء الخولي بتوفير الخبز والاحتفاظ بمخزون الدقيق وترشيد الاستخدام بصرف رغفين فقط لكل مواطن عدي يومي الثلاثاء والخميس رغيف واحد بحجة الصيانة.

كما امر بتوفير مياه الشرب فى خزانات إحتياطية لتوفير المياه للمخابز والمستشفيات بعد ان وضع الاسرائيليين حاجزا ترابية على ترعة السويس ، كما اعلن المحافظ ان منطقة السويس عسكرية واصدر انشاء محكمة عسكرية لضبط الخارجين عن القانون ، كما كان المحافظ فى متابعة دقيقة مع القاهرة ومع قيادات الجيش الثالث الميداني .

وكانت دائما قراراته جماعية من خلال المشاروة مع قيادات الامن والمخابرات العسكرية والاتصال اليومي بالجيش الثالث الميداني .

لقد عمل محافظ السويس فى ظروف صعبة وكان مثلا للإيثار والتضحية فى ظروف خطيرة لقد آن الاون ان يتم الاعلان عن رد الاعتبار عن محافظ السويس اللواء محمد بدوي الخولي وتكريم اسمه واسرته وابطال المقاومة واسماء قيادات تلك الفترة كما لابد لاعادة الاعتبار للسويس التى أهملت لسنوات طويلة خصوصا مع كثرة الوعود الرسمية بالمشاريع القومية التى مازالت متعسرة منها :-

• انشاء مطار السويس الدولي

• ترسانة رأس الادبية

• انشاء مدينة شرق السويس

• تشغيل ميناء بورتوفيق للركاب

• الاهتمام بالخدمات بالصحة والتعليم وصيانة الطرق الداخلية والنظافة والتجميل .

• مواجهة مشاكل البطالة

• تطهير وتطوير منطقة عيون موسي السياحية .

• وانشاء بوابة حضرية فى مدخل المحافظة على طريق السوس القاهرة تليق المحافظة .

خصوصاً ونحن نحتفل بالعيد 48 بعيد السويس القومي الذي اصدر رئيس الجمهورية محمد انور السادات قرارات بان يكون عيداً قومياً لكل مصر .

كاتب المقال عبد الحميد كمال عضو مجلس النواب السابق

مقالات قد تهمك:-

عبد الحميد كمال عضو مجلس النواب السابق يكتب.. السويس وبورتوفيق .. تاج اكتوبر اضغط هنا

عبد الحميد كمال البرلماني السابق يكتب.. دور انعقاد البرلمان.. بين الفرص والتحديات اضغط هنا