مضابط البرلمان 1 .. النائب أحمد قورة فارس البرلمان ولا يعرف المستحيل
تكشف مضابط الجلسات واللجان النوعية بمجلس النواب صورة نائب مختلف، نائب لم ينتظر أن تمنحه الظروف فرصة، بل انتزع مكانته بعمله وجهده ومثابرته. النائب أحمد عبد السالم قورة، نائب مركز دار السلام بمحافظة سوهاج، كان خلال الفصل التشريعي الممتد من ألفين وعشرين حتى ألفين وخمسة وعشرين أحد أبرز النواب الذين سجلت المضابط أسماءهم بوضوح، ليس فقط لارتفاع حجم أدواته الرقابية، بل لقدرة هذا الرجل على تحويل الملفات المعقدة إلى قرارات تُنفذ على الأرض. ويكفي ما ردده عنه زملاؤه والوزراء في اجتماعات اللجان النوعية من أنه نائب يعمل بطاقة وزارة، يمتلك حضورًا قويًا، ويعرف جيدًا أين يضع قدمه وكيف يفتح الأبواب المغلقة بالحجة والمستند والقدرة على الإقناع.
أداء برلماني يفرض نفسه على الحكومة
لم يكن أحمد قورة مجرد عضو يؤدي دورًا تقليديًا داخل البرلمان، بل أصبح واحدًا من النواب الذين تتابعهم الوزارات بدقة، لأن كل ملف يتبناه يتحول إلى مسار حقيقي داخل أروقة الحكومة. وعندما تتحرك لجان المساحة أو تصدر قرارات التعويض أو يُعاد تخطيط طريق أو يُدرج مشروع في خطة وزارة من الوزارات، كثيرًا ما يكون اسم قورة حاضرًا في الكواليس. وقد وصفه وزراء في اجتماعات اللجان بأنه نائب يمتلك قدرة على التوثيق لا يستهان بها، يذهب إلى الوزير ومعه ملف كامل، من الخرائط إلى المكاتبات الرسمية، ولا يترك النقاش قبل أن يحصل على تعهد واضح أو جدول زمني محدد. وهذا ما جعله في نظر الحكومة نائبًا مزعجًا بالمعنى الإيجابي، ذلك النوع من النواب الذي يطالب ويلاحق ويناقش ولا يتراجع.
محور دار السلام – البلينا الحلم الذي أصبح واقعًا
يظل مشروع محور دار السلام – البلينا شاهدًا على حجم الجهد الذي بذله قورة طوال سنوات عمله البرلماني. فالمحور الذي كان مجرد مقترح على الورق تحوّل إلى قرار جمهوري ثم إلى اعتماد مالي ثم إلى لجان للمساحة وتنفيذ للتعويضات. وتؤكد مضابط الاجتماعات أن قورة كان يحمل هذا الملف في كل لقاء برلماني: من لجنة النقل إلى لجنة الخطة والموازنة إلى الاجتماعات المشتركة، حتى صارت الحكومة تتعامل مع المشروع كأولوية لا يمكن تأجيلها. ووصف أحد الوزراء قورة داخل اجتماع رسمي بأنه نائب لا يترك ملفًا حتى ينتهي لصالح الناس، وهو توصيف يلخص بدقة طبيعة أدائه داخل البرلمان وخارجه.
امتداد المحور إلى المطاهير الصناعية خطوة نحو مستقبل مختلف
لم يكتف قورة بالحصول على الموافقة الأصلية للمحور، بل ذهب إلى ما هو أبعد عندما طالب بمدّ المحور حتى مدينة المطاهير الصناعية. وقد تم إدراج هذا الامتداد في خطة العام المالي ألفين وخمسة وعشرين – ألفين وستة وعشرين، وهو إنجاز وصفه أعضاء لجنة النقل بأنه رؤية استشرافية من نائب لا يرى حاضر دائرته فقط، بل مستقبلها على مدى عقود. وهذا الامتداد سيفتح الباب أمام حركة صناعية وتجارية جديدة ويمثل نقلة نوعية في ربط سوهاج بطرقها الإستراتيجية، ويعد واحدًا من أهم المشروعات التي ستغيّر شكل التنمية في المنطقة.
شبكة طرق جديدة تدعم التنمية في دار السلام
الجهد الذي بذله قورة في تطوير البنية التحتية لا يقل أهمية عن جهوده في المحور. فقد عمل على إعادة طرح وتخطيط عدد كبير من الطرق الحيوية التي تربط دار السلام بمحيطها، وعلى رأسها طريق صديق المنشاوي الذي أصبح مطلبًا ملحًا لسنوات طويلة. كما تحرك في ملف ربط دار السلام بأخميم وجرجا عبر تطوير كورنيش النيل الشرقي، وهو المشروع الذي تحدث عنه مسؤولون تنفيذيون باعتباره من أكثر المشاريع إلحاحًا لتعزيز الربط الجغرافي بين مدن سوهاج على ضفة النيل.
الكباري والربط الحيوي بين القرى
كان ملف الكباري واحدًا من الملفات التي لم يتوقف قورة عن متابعتها. من كوبرى نجع أحمد علي إلى كوبرى البالبيش إلى كوبرى العصارة، وهي كباري تمثل شرايين للحياة اليومية، وتخفيفًا للضغط المروري، وربطًا آمنًا بين القرى. وكان الوزراء كثيرًا ما يصفون هذا الملف بأنه من أكثر الملفات التي استحوذت على وقت وجهد قورة، لأنه كان يتعامل معه باعتباره جزءًا أساسيًا من حياة الناس، وليس مجرد منشآت هندسية.
قورة نائب ترك أثرًا لا يُمحى
في نهاية هذه السنوات الخمس من العمل البرلماني المتواصل، يظل أحمد عبد السالم قورة واحدًا من النواب الذين أثبتوا أن الأداء البرلماني ليس كلمات تُلقى داخل القاعة، بل ملفات تُفتح، وقرارات تُنتزع، ومشروعات تتحول من حبر على ورق إلى واقع ملموس. وقد اتفق زملاؤه في المجلس والوزراء في الحكومة على وصفه بأنه نائب رفع سقف التوقعات داخل البرلمان، وجعل الأداء تحت القبة أكثر صرامة وأكثر التزامًا. وهكذا تسجل مضابط البرلمان اسم أحمد قورة كنائب أثبت أن الإرادة والعمل يغيران الواقع، وأن فارس البرلمان هو من يعمل بصمت، ويقاتل باحترام، ويحصد بجهده ما ينفع الناس.





















