الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : اليوم الجمعه لعله فرصه للخروج من تدنى واقعنا المعاصر .

أحبابى .. تعالوا نعمق التقارب ، وندرك أهمية التناغم ، ونطرح السياسه خلف ظهورنا ، وننتبه لأهمية الرفقه الكريمه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم الجمعه يوم مبارك من أيام الله تعالى سبقه بأيام مهزلة إختيار المرشحين لمجلس النواب ، وتلك الحاله من الهزل التي عظمت الخوف على الوطن من تدنى مستوى فهم متصدرى المشهد السياسى ، وتعظيم المال السياسى الفاسد وجعله منطلقا رئيسيا في واقعنا البرلماني بكل بجاحه ووقاحه وإستخفاف بإرادة الشعب الذى بات مسكينا ، كل ذلك أتعب القلب وجعل القلق يساور النفس على ماهو قادم من الأيام ، لذا وكأن لله تعالى حكمه بالغه أن جاء يوم الجمعه ليخرجنا من هذا الإنهزام النفسى ، ويجعل لنا فيه إستراحه نقضيها مع النفس ، فى رحاب الأحباب ، الذين يستحضرهم الوجدان ، أو يلتقيهم الكيان ، أو يشعر بهم القلب ، أو يتربعوا بين حنايا الضلوع ، بعيدا عن الحياه ومنعطفاتها ، نسأل على الأحبه ، ونطمئن عليهم ، نبحث أحوالهم ، نبذل الجهد لإسعادهم ، نجبر خاطرهم ، نحتضن المرضى منهم ، قبل أن يكتب علينا الموت الفراق وهو حادث لامحاله عندما تحل مشيئة الله تعالى رب العالمين سبحانه .
تعالوا أحبابى الكرام نطرح السياسه خلف ظهورنا ، ونهرب بكل كياننا من سماع الهموم ، أو الإقتراب من المشاكل ، أو التفكير فيما يؤلم النفس تأثرا بأحوال البشر بعد أن باتت تتسم بالبشاعه ، وتفتقد للإنسانيه ، ويتعاظم فيها الأحقاد ، والكراهيات ، والإستقواء بكل صاحب منصب دون إدراك أن للكون رب قادرا عليم تعالوا نجعل هذا اليوم فرصه نستحضر فيها فضائل الأعمال ، وماقدمناه من خير فى الأسبوع الذى يسبقه ، وما أخفقنا وقصرنا فيه بحق رب العباد قبل العباد ، نعظم الإيجابيات ، ونعالج السلبيات ، ونجتهد ألا نكرر الإخفاقات ، فلعلنا لانعيش للجمعه القادمه ، لذا ليكن حرصنا أن نقابل رب العالمين تشفع لنا صالح الأعمال .
اليوم الجمعه أتمنى أن أتلقى إتصالا من حبيب مريض إنقطع به الإتصال يحتوى على إطمئنان على أحواله الصحيه ، وظروفه المرضيه ، وشئونه الإجتماعيه ، وأحوال أولاده المريض منهم والمتعافى ومن لديه مايقلقه ، أو أأنس بصحبة أحباب إلى حيث واجبا إجتماعيا يبعث فى نفوسنا البهجه والسرور ، ويجدد نشاطنا ، ويدفعنا للبذل والعطاء .
اليوم الجمعه يجب أن ننتبه فيه للرفقه الكريمه ، ونعمق التقارب معها ، وندرك أهمية التناغم معهم لأنهم الأنفاس التى نستنشقها وتبث فى الجسد الحياه ، لأنها أنفاس طيبه ، تحمل هواءا غير ملوث ، فيتجدد التواصل مع الحياه لأن فيها أمثالهم من الطيبين ، يتوج ذلك بأن يرفع كل منا تليفونه ويتصل على أبنائه وإخوته ، وأصدقائه وجيرانه يطمئن عليهم ، ويأنس بسماع أصواتهم . كل جمعه وأنتم بخير .
الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهوريه عضو مجلس النواب السابق .