الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب : الست الفاجرة.. لسانها قبيح وضميرها غايب

في قلب الحواري، وعلى نواصي الحارات، دايمًا تلاقيها، الست الفاجرة، مش فاجرة بس في الأخلاق، لكن في اللسان والتصرفات والعلاقات ،ستّ لسانها أطول من طولها، ما تعرفش للحياء طريق، وصوتها دايمًا أعلى من صوت الحق،ملهاش كبير ، كبيرها القرش تمشي وتدوس، وتتكلم وتكسر، ثم تقسم بأغلظ الإيمان إنها ما قالتش وما عملتش، وهي أصل البلاء.
1. صوت عالي وقلة أدب محسوبة
الست الفاجرة أول ما تفتح بقها، تطلع الشتيمة قبل السلام، تتكلم بصوت عالي، تزعق في العيال، ترد على الراجل، وتخبط على بيبان الجيران وكل يوم تعمل خناقة ، بس الغريب؟ إنها دايمًا شايفة نفسها مظلومة، وإنها "بتاخد حقها بإيديها"، اللي حواليها بيتجنبوهامنها مش احترامًا، لكن عشان هى قبيحة.
2. تستخدم الدين وقت ما يعجبها
تلاقيها بتحلف بالمصحف والإنجيل، تقول "والله العظيم تلاتة" وهي عارفة إنها كذابة. تدعي التدين ساعة المصلحة، وساعة الجد تطلع كل اللي في قلبها من حقد وغل وتفاهة. الدين عندها وسيلة مش عقيدة، تُوظفه زي ما تستخدم سكينة المطبخ، تقطع بيها وقت ما تحب.
3. تفضح ولا تستر، وتقطع في اللي حواليها
الفاجرة ما عندهاش مبدأ "الستر". تحب تفضح كل سر، وتحكي كل غلطة، وتبالغ وتزوّد عشان تتلذذ بإهانة غيرها. لو شافت جارتها داخلة بلبس جديد، تقول: "جات منين؟ دي كانت من يومين بتستلف السكر!"، ولو سمعت خبر عن واحدة قريبتها، تنشره أسرع من الجرائد، وتحلف بعدها إنها ما قالتش، وإن الناس بتوقع بينها وبين خلق ربنا.
4. ما تعرفش العيب ولا تحترم كبير
الست الفاجرة ما عندهاش احترام لا لأم ولا لأب ولا لجار ولا لصاحب فضل. ترد على الكبير، وتقل أدبها على الصغير، وتدخل في اللي ما يخصهاش، وتقول: "أنا بقول الحق"، لكن حقيقتها إنها دخيلة، بتدخل عشان تهد، مش تصلّح. عينيها على بيوت الناس، ولسانها بيشتغل شغل الشيطان.
5. بتلبس دور الضحية وهي الجلّادة
دايمًا تقول: "أنا اللي اتأذيت"، "أنا اللي اتشتمت"، "أنا اللي الناس ظلموني"، وهي اللي تبدأ بالشر، وهي اللي تقلب الدنيا على أقل كلمة. تركّب الحكايات، وتضيف التوابل، وتطلع نفسها ملاك نازل من السما، مع إنها السبب في نص البلاوي اللي بتحصل.
نهاية الست الفاجرة... مأساة لا يرثيها أحد
نهاية الست الفاجرة، مش بس نهاية حياة، لكنها نهاية سمعة، نهاية ذكرى ملعونة. ستكتشف – بعد فوات الأوان – إنها عاشت تؤذي، وتتكلم بما لا يرضي الله، وتكسر القلوب وتفضح الأسرار، وتبني لنفسها قبرًا من الكراهية، لا من الحب.
لن تجد من يترحم عليها، ولا من يرفع يده بدعوة صادقة لوجه الله. لن يُغسل جسدها بماء طاهر، لأن الطهارة هجرتها وهي حية، فكيف تنالها وهي ميتة؟ لن تجد من يمشي في جنازتها، لأن من أوجعتهم بلسانها الطويل، سيغلقون الأبواب، ويكتفون بالقول: "الحمد لله... ربنا خلصنا".
جنازتها ستكون صامتة، لا عزاء فيها، ولا دمعة تُسكب من قلب موجوع، بل ربما تنهيدة راحة من صدر مظلوم. وستجد عند أول منازل الآخرة، حفرة من حفر النار، يُؤنسها فيها ما كانت تلقيه من أذى على ألسنة الناس: ثعابين وعقارب، تنهش ما بقي من جسد لم يعرف إلا الأذى والغل والحقد.
وسيكون يوم موتها عيدًا صامتًا لكل من لدغتهم بكلمة، أو أهانتهم بنظرة، أو كسرتهم بتسلّطها وظلمها. ستُنسى، لا لقلّتها، بل لسوءها... فلا أحد يشتاق لمن كان أذاه أكبر من وجوده،.فلتكن عبرة... أن من عاش فاجرًا، مات منبوذًا، ودفن في قلوب الناس قبل أن يُدفن تحت التراب.