استشاري تنمية زراعية: الزراعة المصرية تسير بخطوات متسارعة نحو تحقيق الاستدامة

أكد المهندس عمرو البحيري، استشاري التنمية الزراعية المستدامة، أن الزراعة المصرية تسير بخطوات متسارعة نحو تحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية، موضحًا أن هذا المسار ليس حالة ثابتة بل رحلة طويلة تتطلب تغيير الثقافة الزراعية أكثر من كونها تحديًا ماديًا، وهو ما يحتاج إلى مزيج من الصبر والوقت والجهد.
وأوضح البحيري، خلال حواره ببرنامج "أوراق اقتصادية" على قناة النيل للأخبار، أن الزراعة والنظم الغذائية المستدامة لا تقتصر على التكنولوجيا والبنية التحتية الحديثة، بل تمتد إلى أبعاد اجتماعية تهدف إلى خلق بيئة توفر فرص عمل ودخلًا كريمًا وخدمات متكاملة، بما يسهم في إعادة رسم الخريطة الجغرافية السكانية لمصر.
وأشار إلى التحولات الكبرى التي يشهدها قطاع الري مؤخرًا بالتحول إلى أنظمة الري الحديث مثل الرش المحوري والثابت والتنقيط، وهو ما انعكس على زيادة حجم الصادرات الزراعية المصرية بنحو 600 ألف طن خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري، وأكد أن غالبية الصادرات الزراعية المصرية، وعلى رأسها البطاطس والفراولة والموالح، تأتي من مزارع تعتمد على أنظمة الزراعة المستدامة والذكية، مشيرًا إلى أن إنتاجية الفدان في البيوت المحمية تفوق أضعاف الزراعة التقليدية مع الحفاظ على الجودة.
وفيما يتعلق بالأمن الغذائي، أوضح أن الاكتفاء الذاتي يمثل ركيزة أساسية، لكنه لا ينفصل عن سلاسل الإمداد الخارجية والتمويل. وضرب مثالًا باليابان التي تلجأ لاستيراد محاصيل علفية اعتمادًا على دخلها الصناعي والتكنولوجي.
وأضاف أن مصر تسير على محورين متوازيين، الأول مضاعفة المساحات المزروعة لتحقيق الاكتفاء الذاتي، والثاني تصدير الفائض من محاصيل مثل الموالح والفراولة والبطاطس واستخدام عائداته في استيراد محاصيل علفية وزيتية.