محمود محيي الدين: مصر تتبنى مبادرة لإنشاء منتدى للمقترضين لمواجهة تحديات الديون الدولية

أكد الدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل التنمية والمدير التنفيذي بصندوق النقد الدولي، أن مصر تتبنى بقوة مبادرة لإنشاء منتدى للمقترضين على غرار "نادي باريس" للدائنين، يهدف إلى تبادل المشورة الفنية وتعزيز التعاون المالي بين الدول المدينة، بما يسهم في تقوية أصواتها داخل المؤسسات المالية الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، فضلاً عن العمل على توفير تمويلات ميسرة أو تخفيض المنح للدول الأكثر تعثراً، وفي مقدمتها الدول الإفريقية الفقيرة.
وأوضح محيي الدين، في لقاء خاص مع الإعلامية دينا سالم عبر قناة القاهرة الإخبارية، أن أزمة الديون العالمية لها حلول فنية سليمة وقابلة للتطبيق سياسياً، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة وضعت 11 مقترحاً عالمياً وإقليمياً للتعامل مع هذه الأزمة، غير أن نجاحها يتوقف على قدرة الدول على تحسين إدارة ديونها وتعزيز الاعتماد على الاستثمارات الخاصة بدلاً من التوسع في الاقتراض.
وأشار إلى أن مصر بدأت بالفعل التفكير في تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص في عدد من المشروعات الكبرى مثل المطارات، مؤكداً أن مشاركة القطاع الخاص تمثل خياراً عملياً لحل معضلة الديون وجذب استثمارات محلية وإقليمية ودولية.
وفي سياق متصل، تناول محيي الدين الجدل الذي أثارته تصريحاته الأخيرة بشأن الاقتصاد المصري، موضحاً أن بيانات البنك الدولي تظهر أن الناتج المحلي الإجمالي لمصر بالدولار الثابت شهد تراجعاً خلال الفترة من 2015 حتى 2022، قبل أن يبدأ في التحسن منذ 2022 وحتى 2024.
وشدد على ضرورة الاعتماد على بيانات دقيقة وتصحيح الإحصاءات المحلية لضمان شفافية المؤشرات الدولية، لافتاً إلى أن العبرة ليست فقط بنمو الناتج المحلي الرقمي، بل بمدى تحوله إلى نمو نوعي يخلق فرص عمل جديدة، ويعزز الإنتاج والصادرات، ويرتبط بواقع النشاط الاقتصادي الفعلي، بما في ذلك القطاع غير الرسمي.