بوابة الدولة
الأربعاء 4 يونيو 2025 08:16 صـ 7 ذو الحجة 1446 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية
أوكرانيا تضرب العمق الروسي بطائرات مسيرة... فهل اقترب شبح الحرب العالمية؟ مسئول إيراني يكشف موقف طهران من الاتحاد الإقليمي لتخصيب اليورانيوم وزارة الزراعة: توفير اللحوم البلدى بأسعار أقل من السوق بنسبة 20% زوجة تلاحق زوجها بالطلاق بسبب إصرار والدته على الاستحواذ على راتبها رادار المرور يلتقط 1098 سيارة تسير بسرعات جنونية فى 24 ساعة الأرصاد تحذر: رياح مثيرة للأتربة وشبورة فى طقس اليوم الأربعاء 4 يونيو 2025 الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب : الدكتور خالد عبد الغفار اختيار نابع من إدراك رئاسي عميق برلمانية تشارك فى وقفة تضامينة مع غزة فى جنيف أهالي دار السلام يشيدون بجهود النائب أحمد قورة في إطلاق خدمة نقل مرضى الغسيل الكلوي محمود الشاذلى يكتب : نعــم .. لدينا أزمة أخلاق والإنتخابات خير شاهد . السعودية تمنع التصوير ورفع الأعلام السياسية والمذهبية والهتافات بالمـشاعر المقدسة إنفانتينو يهنئ ممدوح عيد بدورى الأبطال.. ويؤكد مشاركة بيراميدز فى كأس العالم 2029

الكاتب الصحفى ممدوح عيد يكتب : حين تحترق المدرجات – وجوه العنف في ملاعب الكرة ” سلسلة التعصب الكروي (٢ - ٦ )

الكاتب الصحفى ممدوح عيد
الكاتب الصحفى ممدوح عيد

هذه المقالة هي الثانية ضمن سلسلة "التعصب الكروي"، التي نتناول فيها جذور الظاهرة، مظاهرها، ودروب الخروج منها نحو تشجيع ناضج مسئول .

في لحظة هدف، تنقلب الفرحة إلى فوضى. صافرة حكم تُطلق، فيعلو الصراخ وتُقذف الزجاجات، مشجعون يركضون داخل الملعب، مقاعد تُكسر، أعلام تُحرق، وشتائم تتطاير في الهواء كأنها رصاص. كيف تحوّلت المدرجات، التي كانت يومًا مسارح للحماس النبيل، إلى جبهات تُعلن فيها الحرب باسم الألوان؟

العنف في الملاعب ليس حادثًا معزولًا، ولا سلوكًا طائشًا من قلة قليلة، بل هو مظهر صارخ من مظاهر التعصب الكروي الذي تسلّل إلى قلب اللعبة، وغيّر طبيعة التشجيع من مشاركة وجدانية في انتصار وهزيمة، إلى حالة من التوتر الجماعي تُفجرها أقل شرارة.

المفارقة المؤلمة أن الملاعب كانت تُسمّى "ملاذ الشعوب"، المكان الذي يتساوى فيه الجميع: غني وفقير، موظف وعامل، طالب وأستاذ. الجميع يشجع ويغني ويرقص، يتقاسم المشاعر والذكريات. لكن في مشاهد كثيرة اليوم، يتبدّد هذا المعنى، ويحل محله وجه قبيح: جمهور يهدد، ولاعب يُضرب، وحكم يُلاحَق، ومذيع يُتهم بالخيانة لأنه أثنى على فريقٍ لا يُعجب جمهورًا معينًا.

ما الذي يدفع شخصًا إلى خوض معركة جسدية لأن فريقه خسر؟
ما الذي يجعل شابًا يشتبك مع جاره أو صديقه أو حتى أخيه لأن الحكم لم يحتسب ركلة جزاء؟
ولماذا تتحوّل "مباراة" إلى ساحة طوارئ يُنقل منها المصابون والقتلى أحيانًا؟

الإجابة ليست في المباراة، بل فيما هو أعمق منها.

إن التعصب حين يصل إلى درجة الغليان، لا يحتاج إلى مبرر ليشتعل. المباراة تصبح مجرد فرصة. والمستفز ليس الهدف ولا الحكم ولا الخصم، بل ذلك الغضب الكامن، الذي لم يجد له متنفسًا في الحياة اليومية. كثيرون يدخلون المدرجات وهم محمّلون بتراكمات القهر الاجتماعي والاقتصادي. وحين تهتز الشباك، يهتز معها التوازن الداخلي، ويخرج المكبوت دفعة واحدة، في صورة شتائم أو عنف أو شغب.

في حالات كثيرة، يكون العنف منظمًا. مجموعات من المشجعين تخرج إلى الملعب وقد جهّزت نفسها للمعركة: أقنعة، مفرقعات، شعارات نارية، ونيات عدوانية واضحة. هذه ليست عفوية، بل هي نتاج بيئة تغذي الكراهية، وتكرّس فكرة أن "الآخر عدو"، لمجرد أنه لا يشجع نفس الفريق.

وفي حالات أخرى، يكون العنف "مبرَّرًا" لدى البعض، لأنهم يرونه نوعًا من "الرد"، أو "الكرامة"، أو "استعادة الحقوق". فإذا خسر الفريق، أو ظُلم – بحسب رؤيتهم – يصبح التكسير والعنف والغضب سلوكًا مشروعًا، وربما "بطوليًا".

الأخطر من كل ذلك، أن هذا السلوك بدأ يخرج من الملاعب إلى الشوارع، ومن المراهقين إلى الكبار، ومن الحاضرين إلى المتابعين خلف الشاشات. أصبحت مشاجرات التشجيع تقع في المقاهي، وفي البيوت، وعلى منصات التواصل الاجتماعي. وصرنا نسمع عن أب يضرب ابنه لأنه شجع الفريق الآخر، وعن زميل طُرد من العمل لأنه عبّر عن رأيه في مباراة.

لقد فقدنا التوازن.

نحن لا نتحدث عن مجرد مشاجرة بين حفنة مشجعين متحمسين، بل عن ثقافة تتسلل، وأجيال تتربى على أن "الفريق هو الدين، والمدرج هو المعركة، والمشجع المختلف هو العدو".

الكرة، كما قلنا سابقًا، بريئة من كل هذا. لكنها تُستَخدَم كقناع تُخفي تحته المجتمعات قلقها واحتقانها وانقسامها. ومن المؤسف أن تجد من يبرر هذا العنف باسم الانتماء، أو يصفه بأنه "دفاع عن الشرف الكروي"، وكأن الشرف يُقاس بعدد الأهداف أو لون القميص.

يبقى السؤال:
إلى متى نظل نُصفق لفريقنا ونُحطّم مجتمعنا في الوقت نفسه؟
وهل يمكن أن تعود المدرجات مرة أخرى إلى مكانها الطبيعي؟ مكان للحب، لا للكراهية، وللفرحة، لا للفوضى؟

ربما... إذا بدأنا نرى في الخصم "شريكًا في اللعبة"، لا عدوًا في معركة.
كاتب المقال مدير تحرير جريدة الجمهورية

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى03 يونيو 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 49.6289 49.7289
يورو 56.5323 56.6512
جنيه إسترلينى 66.9891 67.1340
فرنك سويسرى 60.4125 60.5637
100 ين يابانى 34.6740 34.7463
ريال سعودى 13.2308 13.2589
دينار كويتى 161.8632 162.2423
درهم اماراتى 13.5114 13.5401
اليوان الصينى 6.9026 6.9174

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5366 جنيه 5337 جنيه $107.81
سعر ذهب 22 4919 جنيه 4892 جنيه $98.83
سعر ذهب 21 4695 جنيه 4670 جنيه $94.33
سعر ذهب 18 4024 جنيه 4003 جنيه $80.86
سعر ذهب 14 3130 جنيه 3113 جنيه $62.89
سعر ذهب 12 2683 جنيه 2669 جنيه $53.91
سعر الأونصة 166892 جنيه 166004 جنيه $3353.30
الجنيه الذهب 37560 جنيه 37360 جنيه $754.68
الأونصة بالدولار 3353.30 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى