محمود الشاذلى يكتب .. نعــم .. الصحافه الحره أحد منطلقات التلاحم الوطنى

لأول مره أدرك أن ذكرى اليوم العالمى لحرية الصحافه ليس له صدى ، أو يستشعره أحد ، أو يدرك أن مجرد الإحتفال بذكراه سيضيف جديدا ، وهذا شعور مؤلم بحق أن ينتاب كثر من الممتهنيين لمهنة الصحافه المقدسه ، والمهمومين بالهم الوطنى ، خاصة ونحن فى حاجه للتلاحم الوطنى للتصدى لما يتواتر من وجود محاوله لبناء قاعده أمريكيه بتيران وصنافير لانعرف مدى مصداقيتها ، مما يستلزم أن نكون فى طليعة المتصدين لذلك جنبا إلى جنب مع القاده وكل أبناء الوطن ، إنطلاقا من أن الصحافه صوت الشعب ، وضمير الوطن ونبع الحقيقه ، ومنطلق البناء والتقدم ، شريطة أن يتم التفاعل معها والتعاطى بمسئوليه مع ماتتناوله ، لأنه وتعظيما لقدر الوطن ، وتأكيدا على أنها السلطه الرابعه وصاحبة الجلاله لايمكن لها على الإطلاق أن تكون خادمه ، أو منبطحه حتى ولو إنبطح كثر من المنتسبين لها وأمعنوا فى ترسيخ النفاق ، وهى ومن يمتهنونها يدركون جيدا قيمة الوطنيه ، وأهمية الأقلام الشريفه التى تتمسك بالتأكيد مرارا وتكرارا وبلا ملل بأن مصر العظيمه عصيه على الإنكسار ، وهى وطنا لانقبل بغيره وطنا ماحيينا ، ولانقبل أن يوارى أجسادنا غير ترابها الطاهر ، ولانقبل أن يمسسها أحدا بسوء ماحيينا ، لذا ستظل الغايه والمبتغى والدعوات لرب العالمين أن تكون أعظم بلاد الدنيا ، وشعبها من فضلاء الشعوب .
قولا واحدا إن تهميش الصحافه أو حصارها هو تهميش للوطن ، وحصار للحقيقه ، وتقزيم ما يقدم فى هذا الوطن من عطاء ، لأسباب جوهريه ومنطقيه ، أن عرض أى عطاء أو طرح أى إنجاز على الرأى العام أمر وجوبى ينطلق من أمانة القلم وليس نفاقا ، لأن النفاق تعظيم الصغير وتضخيم الأمور على غير الحقيقه ، أما قصر عرض أى شيىء على أشخاص بعينهم أو مجموعات بعينها ترسخ لحاله من فقدان الثقه أنتجها المديح الزائد ، والتناول الفج ، مع أنه لو تم عرض مايتم هو نفسه بصورة محترمه وموضوعيه سيكون أثرها فى الرأى العام كبيرا ، وفاعلا لأن القلم أمانه ، بل ومن يحمله إنما يحمل رساله مقدسه ، لذا كان من الطبيعى أن نقابة الصحفيين تتصدى لكل المدعين الذين يحاولون الإساءه للوطن ، أو النيل من الأشخاص أو الرموز ، أو حتى المسئولين بصوره لاتمت لنهج الصحافه الشريفه التى تنطلق من الرأى والرأى الآخر فى إطار من الموضوعيه والإحترام والحجه والبيان بأى صله .
لعله من حسن الطالع أن يأتى اليوم العالمى لحرية الصحافه الذى يوافق 3 مايو من كل عام متناغما مع أجواء إنتخابات نقابة الصحفيين ، نقيبا ومجلس نقابة ، كما أنه كان متناغما من قبل مع فعاليات الحوار الوطنى ، لذا يكون من الأهميه تعظيم دور الصحافه كشريك أساسى فى التنميه ، والنهوض بالوطن ، خاصة فى هذا الظرف الدقيق الذى يمر به الوطن دوله وشعب ، وليس من منظور عدائى يهدف إلى تقزيمها ، ودحرها ، وجعل ماسبق وأن أكد عليه مجلس نقابة الصحفيين برئاسة نقيب الصحفيين المحترم خالد البلشى بإعتباره الكيان الشرعى الوحيد المعبر عن الصحفيين دستورا وقانونا من أن الصحافة الحرة ستبقى هي الضمانة الرئيسية لإنجاح أى حوار بوصفها المنصة الرئيسية لأي حوار مجتمعي من خلال قدرتها على نقل هموم المواطنين والتعبير عنهم .
ليفهم من لايفهم ، ولينتبه من أمعن فى شيطنة الصحافه والصحفيين وكل من كان له رؤيه من الناس ، أن نجاح نجاح أى حوار وطنى مرهون بإعادة الحريه للصحافه ملاذا آمنا ، ومنطلقا للإستقرار والتنميه والتقدم الذى ننشده جميعا ، لأنه لاوطن يتقدم بالعمل على تقزيم الصحافه ، وإهانة أصحاب الأقلام ، ومعاملتهم كمجرمين لمجرد أن كان لهم رؤيه لاتعجب ، وقصف أقلامهم ، وتقديم الصفوف من لارؤيه لديهم ولاحتى فهم لما يدور ، ويبقى تحقيق تلك النتائج مرهون بوجود إرادة سياسية حقيقيه ، وقناعه يرسخها إجراءات طمأنه أن الأمر ليس مكلمه بل هو جد خطير يتطلب الطرح الوطنى الحقيقى ، وأن يتوقف أصحاب النهج القائم على شيطنة كل شيىء وأى شيىء إنطلاقا من أوهام حتى نخرج من عنق الزجاجه الذى يستشعره كل الناس ، خاصة وأن هذا النهج فى السابق ثبت اليوم أنه صدر إحباطا ، وأبعد كل أصحاب الآراء السديده ، والخبراء المخلصين ، وأصبحنا نسمع آراء لايليق بعضها بقيمة طارحيها لأنهم يطرحونها إنطلاقا من توجس وليس عمق ، يرسخه طمأنينه ، والصحافه راصده لكل ذلك وناقله ومحلله بل ومن بين ثنايا كل ماترصده وتحلله قطعا يمكن الخروج بمنتج رائع يمكن القول أنه الآليات الحقيقيه للجمهوريه الجديده التى ننشدها جميعا ، يتناغم ذلك كله مع مايطرحه الكتاب الصحفيين من هموم الوطن ومشكلات الناس ، وهى هموم ومشكلات غاصت فى كيان المواطن البسيط الذى أنا وغيرى جزءا من كيانه ، مولدا ، ونشأه ، وواقعا ، وأصبح التفاعل معها ضرورة حتميه لخلق حاله من السكينه والرضا والطمأنينه ، ونزع فتيل الإحتقان الذى يخلفه تناميها .
لعله من الأهمية ونحن نتعايش مع أجواء الإنتخابات المشرفه بنقابة الصحفيين التى خلفت تلاحما للجماعه الصحفيه ، وإدراكا بأهمية التناغم مع الحفاظ على الوطن الغالى ، التأكيد على ضرورة توسيع مساحات الحرية المتاحة للتعبير عن الرأي ، ورفع القيود عن المؤسسات الصحفية والإعلامية بما يُبرز التعدد والتنوع ويساعد على صناعة محتوى صحفي يليق بالمتلقي المصري والعربي ، كما أتمنى أن ينتبه المسئولين ويستجيبوا لما يطرحه الكتاب الصحفيين من مشاكل يعانى منها الناس ، وأن يبتعدوا عن هذا التجاهل البشع لتلك الشكاوى ، والتخلى عن البطىء الشديد فى التجاوب مع مايتم كشفه من فساد ، لأن التجاهل أو البطىء تداعياته مأساويه لأنه يرسخ فى الضمير الجمعى للمواطن أن جميع المسئولين فاسدين مثل التابعين لهم من الموظفين الفاسدين ، وأن المواطنين عبيد لايلتفت إليهم أحد ، فيتنامى لديهم الإحباط ، وهذا بحق الله محض إفتراء وأكاذيب ، لكن رسخه طريقة التعاطى مع كل ذلك ، والذى ينطلق من سلبيه بغيضه ، الأمر الآخر أن سرعة فحص تلك الوقائع حتى لو كان منطلقها مواطن بسيط بالقطع سيكون فيها توضيحا مطلوب ، فإن كان صحيحا يتم على الفور إعلان ماتم من إجراءات رادعه ، وإن كان غير صحيح نوضح للناس كذب مايتم تداوله ، لذا فليس من مصلحة أى رئيس عمل ، أو وزير ، أو محافظ ، غض الطرف عما يعرضه الكتاب الصحفيين ، بل إنها طوق نجاه لهم لأن التفاعل السريع مع الفساد فى مهده يحمى كل هؤلاء أن يطولهم رزاز هذا الفساد إذا توحش رغم أنهم بحق الله ليس لهم علاقه به .