بوابة الدولة
الأحد 14 ديسمبر 2025 02:56 مـ 23 جمادى آخر 1447 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية
رئيس أكاديمية الشرطة: قبول 2757 طالبًا بكلية الشرطة للعام الدراسي 2025 / 2026 بعد واقعة ”مدرسة النيل الدولية”.. قرارات صارمة من وزير التعليم رئيس مصلحة الجمارك: التسهيلات الجمركية تدفع حركة التجارة وتعزز تنافسية الاقتصاد المصري ”الإعلاميين الأفروٱسيوي” يوقع اتفاقية تعاون مع مؤسسة روائع الفن بمكة بيراميدز يصل القاهرة اليوم بعد وداعه إنتركونتيننتال وزير الداخلية يعتمد نتيجة قبول دفعة جديدة بكلية الشرطة كرة اليد، مدرب منتخب السيدات يقدم تقريرا فنيا عن المشاركة في المونديال وزير التموين يبحث مع رئيس شركة علام جروب تعزيز الشراكة في إنتاج لب الورق من مخلفات قصب السكر وزير التموين يجتمع مع رؤساء مجالس إدارات شركات المضارب التابعة للشركة القابضة محافظ الجيزة يفتتح أحدث وحدة عناية لحديثي الولادة في مستشفى الشيخ زايد طرح أسماك بأسعار مخفضة بواحة الفرافرة في الوادي الجديد الاتصالات: 1.4 مليون مستفيد من برامج الوعي الرقمي و178 ألف شهادة لموظفي الدولة.

الدكتورة الاعلامية شاهيناز تكتب : في ذكرى رحيله.. محمد فوزي: عبقري سابق لعصره ومبدع لا يتكرر

الدكتورة الاعلامية شاهيناز
الدكتورة الاعلامية شاهيناز

في ذاكرة الفن المصري والعربي، قلما يسطع نجمٌ يملك القدرة على الجمع بين الصوت، واللحن، والريادة، والجرأة، والتجديد في آنٍ واحد. هذا النجم كان محمد فوزي؛ الفنان الشامل الذي تخطى حدود الزمان، وترك أثرًا عميقًا في وجدان الأجيال، لم تُمحِه السنون، ولم تُضعف بريقه المتغيرات.
ولد محمد فوزي عام 1918 في قرية كفر أبو جندي بمحافظة الغربية، لكنه لم يكن مجرد ابن قرية، بل كان ابنًا للفن، منذ أن تشكّل وعيه الأول، حين داعبت أنغام الريف أذنه، فاختار أن يجعل من صوته بوابة للجمال، ومن ألحانه جسرًا بين القلوب. نشأ في بيتٍ متواضع لكنه عامر بالمواهب، إذ ضمت أسرته الكبيرة الفنانة هدى سلطان، غير أن فوزي خطّ لنفسه مسارًا متفرّدًا، لا يشبه أحدًا ولا يتكرر.
فنان شامل... تجاوز حدود الموهبة
لم يكن محمد فوزي مجرد مطرب أو ملحن، بل كان حالة فنية متكاملة، تتجسد فيها الرؤية، والوعي، والابتكار. امتلك صوتًا دافئًا مميزًا، وروحًا مرحة نقلها إلى ألحانه، فجعل من الغناء متعة خالصة، ومن الموسيقى تجربة إنسانية تلامس القلب.
امتد عطاؤه ليشمل عشرات الأغاني التي شكّلت وجدان العرب، ولحّن لنجوم عصره مثل شادية، ليلى مراد، عبد المطلب، وغيرهم، فكان لكل لحن بصمة لا تُشبه سواها. ورغم أنه عاصر عمالقة الطرب، إلا أن فوزي انفرد بلونه، وأثبت أن التجديد لا يلغي الأصالة، بل يُعيد تقديمها بروح أكثر حياة.
رائد أغنية الطفل.. أول من خاطب براءة الصغار
من أروع ما يُحسب لهذا الفنان الكبير، أنه أول من أدرك أهمية غناء الطفل، في وقتٍ لم تكن هذه الفئة تحظى باهتمام يُذكر في الساحة الفنية. فغنّى "ذهب الليل"، و"ماما زمانها جاية"، و"كان وإن"، ليزرع في وعي الأجيال حب الموسيقى، والانتماء، والإحساس بالجمال.
بأسلوبه السلس، نجح فوزي في أن يجعل من الأغنية أداة تربوية، تدمج بين المرح والمعنى، وتُعبّر عن روح وطنية مبهجة لم تعرف الشعارات الجوفاء، بل خاطبت الطفل بلغة القلب.
رؤية إنتاجية وطنية تسبق زمنها
في خطوة ثورية، أسّس محمد فوزي عام 1958 شركة "مصر فون"، كأول شركة مصرية خالصة لإنتاج الأسطوانات، تنافس الشركات الأجنبية وتدعم الفن الوطني. ورغم إمكانية وضع اسمه على الشركة، آثر أن يُسميها "مصر"، في موقف وطني صادق، قلّما نراه.
ولأن المبدع الحر لا يُساوم، رفض فوزي الانصياع للسلطة أو استغلال فنه للترويج السياسي، وهو ما كلّفه كثيرًا، إذ تعرّض للتهميش، ثم تأميم شركته في ظل مناخ سياسي لم يُنصفه، ليُصبح مثالًا للفنان الذي دفع ثمن استقلاله وإيمانه بفنه الحر.
المرض والنهاية الحزينة
لم يكن فوزي يُدرك أن المرض الذي تسلل إلى جسده سيحمل اسمه لاحقًا. أُصيب بمرض نادر لم يُشخّص طبيًا آنذاك، فبدأت حالته في التدهور السريع. انخفض وزنه إلى الحد الذي صدم جمهوره، وراح جسده يتآكل أمام عينيه، دون أن يفقد ابتسامته أو إيمانه.
وبينما كانت ثروته قد نُهبت، وعمله صودر، وبلاده قد همّشته، صدر له قرار بالعلاج على نفقة الدولة، بعد فوات الأوان. وسافر إلى ألمانيا، ليعيش أيامه الأخيرة هناك، بعيدًا عن وطنه، الذي طالما تغنى له وآمن به.
وفي 20 أكتوبر 1966، أسدل الستار على حياة محمد فوزي، وهو في عز عطائه، وعنفوان إبداعه، عن عمر لم يتجاوز الـ48 عامًا. لكنه لم يرحل كما يرحل الآخرون... بل ترك وراءه إرثًا خالدًا من الألحان، والأغاني، والمواقف، والتاريخ الفني الذي لا يموت.
لقد كان محمد فوزي فنانًا لا يُشبه سواه، صادقًا في مشاعره، متفرّدًا في فنه، سابقًا لعصره بخطوات. لم يكتفِ بأن يكون صاحب صوت جميل، بل كان ملحّنًا عبقريًا، منتجًا وطنيًا، ورائدًا لأغنية الطفل، ومجددًا في الموسيقى العربية بأسلوب لم يجرؤ عليه كثيرون في زمنه.
كان خفيف الظلّ عميق الروح، لا يلاحق المجد بل يصنعه، ولا ينتظر الاعتراف بل يفرض حضوره على الزمن والذاكرة.
ورغم رحيله المبكر، بقي أثره خالدًا، تُردّد أغانيه كل الأجيال، ويقف تاريخه شاهدًا على مرحلة كان فيها الفن أداة للارتقاء لا وسيلة للزيف.
ويبقى السؤال مطروحًا بصدق:
هل سنجد يومًا خليفة لمحمد فوزي؟
هل سيأتي فنان يملك كل تلك الطاقات المتجمعة في شخص واحد: الصوت، واللحن، والرؤية، والإنسانية؟
أم أنه، كما هي الحال مع أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم، سيظلّ فوزي استثناءً نادرًا في تاريخ الفن، لا يُكرر، ولا يُعوّض؟
في كل الأحوال، فإن محمد فوزي لم يكن مجرد فنان مرّ مرور الكرام، بل صفحة مضيئة في كتاب الفن العربي، لا تُطوى، ولا تُنسى.

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى11 ديسمبر 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 47.4843 47.5837
يورو 55.6278 55.7538
جنيه إسترلينى 63.5672 63.7194
فرنك سويسرى 59.6162 59.7635
100 ين يابانى 30.4973 30.5690
ريال سعودى 12.6534 12.6805
دينار كويتى 154.7829 155.1575
درهم اماراتى 12.9279 12.9564
اليوان الصينى 6.7275 6.7419

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 6560 جنيه 6535 جنيه $138.32
سعر ذهب 22 6015 جنيه 5990 جنيه $126.80
سعر ذهب 21 5740 جنيه 5720 جنيه $121.03
سعر ذهب 18 4920 جنيه 4905 جنيه $103.74
سعر ذهب 14 3825 جنيه 3815 جنيه $80.69
سعر ذهب 12 3280 جنيه 3270 جنيه $69.16
سعر الأونصة 204040 جنيه 203330 جنيه $4302.37
الجنيه الذهب 45920 جنيه 45760 جنيه $968.27
الأونصة بالدولار 4302.37 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى