بوابة الدولة
الأربعاء 26 نوفمبر 2025 05:12 صـ 5 جمادى آخر 1447 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

حازم البهواشي يكتب: الغزالي في ذكرى مولده

حازم البهواشي
حازم البهواشي

غدًا الخميس تمر مائةٌ وخمسةُ أعوام على ميلاد أديب الدعوة وفارسِها فضيلة الشيخ/ ( محمد الغزالي ) _ رحمه الله _ ( ٢٢ سبتمبر ١٩١٧م _ ٩ مارس ١٩٩٦م ).
كان الغزالي في الدعوة أمةً وحدَه، لا يمكن ولو لجاحدٍ أن ينكر ذلك، عاش لها مخلصًا، ومات في ميدانها مدافعًا، أصاب وأخطأ، لكنّ أثرَه باقٍ ودورَه ممتد، ولا يزال فارسُ الدعوة لم يترجل عن فرسه، وإن الدعاة في عصرنا هذا عيالٌ عليه، رغم أننا نفتقد لمن يُقاربه إخلاصًا.
لم يكن أبي _ رحمه الله _ يَمَلُّ من ذِكر الشيخ الغزالي وترديد عباراته التي يحفظها عن ظهر قلب، إذ تتلمذ على يد الشيخ في كلية الشريعة والقانون في النصف الأول من ستينيات القرن الماضي، فما كان مني _ وكنتُ على مشارف الصف الأول الإعدادي _ إلا أن صعدتُ إلى مكتبة منزلنا بقرية سنباط، والتقطتُ أحدَ مؤلفات الشيخ _ التي ربما زادت عن السبعين _، وقرأتُ فلم أفهم شيئًا !! انتظرتُ بفارغ الصبر أن يتحدث أبي عن الغزالي، لأبادره بالقول: ( إنك لا تَمَلُّ من ذكر الغزالي، وقد قرأتُ له، فلم أفهم )!!، فرد سريعًا: ( لأنه مابيكتبش للبهايم اللي زيك، لازم تكون بتفهم لغة وبلاغة، لما ما تعرفش حاجة تعالَ اسأل وأنا أفهمك )!! ومن يومها وقعتُ في غرام مؤلفات الشيخ وأسلوبه، ووعيتُ درسًا آخر، وهو أن حُكمك على الأمور مرهونٌ بمدى وحدود معرفتك، ثم طالعتُ للشيخ يومًا قوله: ( إن الإنسانَ مُخيَّرٌ فيما يعلم، مُسَيَّرٌ فيما لا يَعلم، أي أنه يزدادُ حُريةً كلما ازدادَ عِلمًا ).
ضاق الشيخُ ذرعًا بالتشدد والغلو وضيق الأفق، واعتبر أن ( انتشار الكفر في العالم، يَحمِلُ نصفَ أوزاره مُتدينون بغضُوا اللهَ إلى خَلْقِه بسُوءِ صنيعِهم وسُوءِ كلامِهم )، وأن ( التدين المغشُوش قد يكونُ أنكَى بالأُمم ( أي يَهزمُها ويَغلِبُها ) مِن الإلحادِ الصَّارخ )!! وأن ( مهمة الدين إذا رأى عاثرًا أن يُعينَهُ على النهوض، لا أن يتقدمَ للإجهازِ عليه ).
يقول الغزالي: ( معنى أنني مسلم: أنني أعتنقُ دينًا طبيعيًا، يحترمُ الفِطرةَ البشرية ونوازعَها الطيبة، ويحترمُ العقلَ الإنسانيَّ وأحكامَه المنطقية، ويتوقّعُ الخطأَ ولا يَحْكمُ على مُقترفِه بالموت، بل يُمهدُ له طريقَ التوبة، ويَفتحُ أمامَه أبوابَ الرجاء، ويَلحظُ حُكْمَ القَدَر فِي اختلاف الأديان فيدعُو إلى رأيِه بالحِكمة والموعظةِ الحسنة، ويرفضُ الفتنةَ والقسوة ).
يرى الشيخ أن ( الشباب القوي الذكي ثمرةُ طفولةٍ نجت من الإهمال والضياع وتعهدتها امرأةٌ واعية وأبٌ يقظ ). ( كتاب قضايا المرأة )، وأن ( نجاح النهضاتِ الكبيرة يرجع إلى مقدارِ ما بُذِلَ فيها من جهودِ الشباب وهِمَمِهم، وإلى مقدارِ ما ارتبط بها من آمالِهم وأعمالِهم ). ( كتاب في موكب الدعوة )، وأوجع فؤادَه أن بعضَ الشباب كان يهتم بمسألة هل لمس المرأة يَنقض الوضوءَ أم لا؟!، أشدَّ من اهتمامه بإجراء انتخاباتٍ حرة أو مزورة!!
يقول الغزالي: ( وَصَحَّ أنَّ النبيَّ _ صلى الله عليه وسلم _ قَدَّمَ شَابًّا _ هُوَ أَحْدَثُ مَنْ مَعَهُ سِنًّا _ فَوَلَّاهُ القِيَادَة، لأنَّه كَانَ يَحْفَظُ سُورةَ البَقَرة !! إنَّه لا يَحْفَظُهَا أَحْرُفًا وأَنْغَامًا، وإنَّمَا يَحْفَظُهَا إِلهَامًا وأحْكَامًا، ونُورًا وفُرْقَانًا، وهَكَذَا تُبْنَى الأُمَم ).
كانت نظرةُ الغزالي للمرأة نظرةً مستنيرة، وقد أخبرني أبي أنه في محاضراته، كان ينعى على الأزهر أنه تأخر في تعليم البنات، وكان يقول: ( لي خمسٌ من البنات، وهن يذهبن إلى الجامعة في لباس محتشمة )، يقول الشيخ: ( ولكِنَّ الحِفَاظَ على العِـرض لا يتمُّ بعقليةِ السَّجَّان .. فالبَوْنُ بَعِيد بين تكوينِ العقلِ والضمير بالعِلم والتقوى، وبين حَبْسِ الأجسَاد فى قفصٍ مِن حديد. والإسلامُ قادَ المَرأةَ إلى المسجد لتسمعَ الدرس، وتسجُدَ لربِّها، وبذلك صقلَ رُوحَها وفِكْرَها، وفي المسجد كانت ترى الإمام، وربما علّقتْ على ملابسِه، وكانت ترى المُدرّس، وربما ناقشتْ ما يقول. أما عقليةُ السَّجَّان فأساسُها أنَّ المرأةَ لا تَرَى ولا تُرَى، وإذا كان المسجدُ مظنَّةَ ذلك فلا ذهابَ إلى المسجد!!! وهذا هو الإسلامُ فى فلسفةِ السَّجَّان ).
اتفق الغزالي مع الإمام محمد عبده ( ١٨٤٩م _ ١٩٠٥م ) في أن الجهادَ التربوي أقربُ مناهج الإصلاح للصواب، وفي تقديم العمل التربوي الجماهيري على العمل السياسي الضيق، ولعل هذا هو سبيل الإصلاح الحقيقي.
أحسب أن الغزالي يحتاج إلى دراسات أسلوبية وبلاغية ودعوية، وأن الدعاة إن لم ينهلوا من فكره، فحَرِيٌّ بهم أن يعتزلوا الدعوة !!
يقول الغزالي: ( إن الفجرَ سيطلعُ حتمًا، ولئن يطوينا الليلُ مكافحين أشرف من أن يطوينا راقدين )!!
رَحِمَ اللهُ الشيخ الغزالي.

كاتب المقال حازم البهواشي

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى25 نوفمبر 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 47.7718 47.8718
يورو 55.0761 55.2009
جنيه إسترلينى 62.6813 62.8173
فرنك سويسرى 58.9921 59.1448
100 ين يابانى 30.5427 30.6144
ريال سعودى 12.7364 12.7638
دينار كويتى 155.4919 155.8681
درهم اماراتى 13.0062 13.0352
اليوان الصينى 6.7404 6.7553

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 6360 جنيه 6325 جنيه $132.81
سعر ذهب 22 5830 جنيه 5800 جنيه $121.74
سعر ذهب 21 5565 جنيه 5535 جنيه $116.21
سعر ذهب 18 4770 جنيه 4745 جنيه $99.61
سعر ذهب 14 3710 جنيه 3690 جنيه $77.47
سعر ذهب 12 3180 جنيه 3165 جنيه $66.40
سعر الأونصة 197820 جنيه 196750 جنيه $4130.78
الجنيه الذهب 44520 جنيه 44280 جنيه $929.65
الأونصة بالدولار 4130.78 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى