بوابة الدولة
الأربعاء 15 أكتوبر 2025 08:15 مـ 22 ربيع آخر 1447 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى فريد إبراهيم يكتب .. بالحسنى .. القلب السليم

الكاتب الصحفى فريد إبراهيم
الكاتب الصحفى فريد إبراهيم

السلامة هى أن يظل الشيء بغير عطب في ذاته ليؤدي مهمته التي تبقي الاشياء على صلاحها وعكس السلامة المرض أي الانحراف عن حالة الشيء قبل أن يصيبه العطب فلا يؤدي مهمته التي وجد من أجلها، والقلب السليم هو القلب الذي لم يتغير في ذاته ولم يتغير في مهمته التي خلقه الله لها ، وفي تفسير ابن كثير: القلب السليم هو الخالي من الدنس والشرك ،وفي لسان العرب السلامة هي البراءة وقوله تعالى : وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما" معناه تسلما "بتشديد اللام" وبراءة لا خير بيننا وبينكم ولا شر وقوله سلام هي حتى مطلع الفجر"أي لا داء فيه ولا يستطيع الشيطان أن يصنع فيها شيئا.
إذن القلب السليم هو القلب الذى ظل على فطرته لم تغيره الأهواء ولا يرده خوف ولا يغريه إغراء ولا يسعى لمأرب شخصي ولم يقع في معصية وليس فيه إلا الله سبحانه مخلصا له مقبلا عليه مطيعا مستسلما لكل ما يقضي به سبحانه .
ذكر القلب السليم في القرآن الكريم مرتان وكلاهما في حديث عن سيدنا إبراهيم: الأول في سورة الشعراء حيث تترى الآيات على لسان ابراهيم الذي يبتهل إلى الله سبحانه وتعالي يبتغى النجاة واصفا يوم القيامة وصفا يبدوا فيه فزعه ولجوئه إلى ربه منه يقول تعالى متمنيا كما توحي الآيات أن يأتي الله يوم القيامة سليم القلب خالصا له :{رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ، وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ، وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ ،وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ، وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ، يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ، إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } [الشعراء] أما الموضع الثاني في سورة الصافات فهو تقرير لله سبحانه بسلامة قلب ابراهيم وباستجابته لدعائه الذي سبق في سورة الشعراء يقول تعالى: {وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ ، إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ،إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ ،أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ ، فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ } [الصافات ]
يقول المفسرون :" يستشف من قوله "ولا تخزني يوم يبعثون "مدى شعوره بهول اليوم الآخر ومدى حيائه من ربه وخشيته من الخزي أمامه وخوفه من تقصيره وهو النبي الكريم ،كما يستشف في قوله تعالى: يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم "مدى إدراكه لحقيقة ذلك اليوم وإدراكه كذلك لحقيقة الإخلاص ..إخلاص القلب كله لله وتجرده من كل شائبة ؛من كل مرض ومن كل غرض وصفائه من الشهوات والانحراف وخلوه من التعلق بغير الله فهذه سلامته التي تجعل له قيمة ووزنا يوم لا ينفع مال ولا بنون.أما الثاني فهو تقرير القرآن بسلامة قلب سيدنا إبراهيم ثم يقدم القرآن الكريم حيثيات سلامة قلب سيدنا إبراهيم . وهي مواجهته لأبيه الذي يصنع الأصنام وكذلك قومه وسؤاله الاستنكاري الذي يضع فيه أمام عقولهم رب العالمين في مواجهة اصنامهم التي يصنع منها بأيديهم . كما نستطيع أن ندرك معنى "سلامة القلب"من ذلك الوصف الذي جعله الله في قرآنه لسيدنا ابراهيم في مواضع كثيرة من الآيات ولماذا خص بذلك ؟
يقول تعالى :" إن ابراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا وما كان من المشركين " ويفسر الشيخ الشعراوي وصف سيدنا ابراهيم بالأمة فيقول لأنه كان يجمع كل صفات الخير التي لا تجتمع إلا في أمة من الناس" وبقية الآية تؤكد على كمال هذا النبي العظيم الذي اتخذه الله خليلا بما تضمنته من تأكيد الصلاح ونفي ما عداه ويقول تعالى :"وإبراهيم الذي وفى" فقد كان وفيا كاملا في إخلاصه وإقباله على الله ووفيا في عمله الذي كلفه به ربه بل كان وفيا لنفسه السويه التى أدركت أن للكون خالقا عظيما فرفض أن تكون هذه الأصنام أحق بالعبادة وبحث باجتهاد ودأب عن هذاالخالق بعقل قضيته الحقيقة رافضا ما شابه أدنى شك من استنتاجاته حتى لجأ لربه الذي يعرف بعقله أنه موجود داعيا أن يهديه إليه فهداه سبحانه وجعله من المرسلين ويقول تعالى:
"وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ۚ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ "
والآية في سياقها تبين مدى توجه وإقبال سيدنا ابراهيم على ربه فهو يحب في الله ويترك في الله مهما كان هذا الذي تركه ومهما كانت عاطفته نحوه وأدبه معه .
إذن القلب السليم يأتي جهاد للنفس يخليها من كل شيء فلا يبقى في القلب إلا الله.

الكاتب الصحفي فريد ابراهيم نائب رئيس تحرير جريده الجمهوريه

مقالات قد تهمك

الكاتب الصحفى فريد إبراهيم ..السيرة المحمدية تحت ضوء العلم والفلسفة

الكاتب الصحفي فريد إبراهيم يكتب.. بالحسنى الاستقامة وعلامات لا تخطيء

الكاتب الصحفى فريد ابراهيم نائب رئيس تحرير الجمهورية يكتب.. بالحسنى لو لم نحارب فى اكتوبر

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى15 أكتوبر 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 47.5947 47.6947
يورو 55.3336 55.4594
جنيه إسترلينى 63.5532 63.7058
فرنك سويسرى 59.4414 59.5960
100 ين يابانى 31.4281 31.5024
ريال سعودى 12.6902 12.7176
دينار كويتى 155.0114 155.4130
درهم اماراتى 12.9576 12.9856
اليوان الصينى 6.6786 6.6928

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 6446 جنيه 6423 جنيه $135.01
سعر ذهب 22 5909 جنيه 5888 جنيه $123.76
سعر ذهب 21 5640 جنيه 5620 جنيه $118.13
سعر ذهب 18 4834 جنيه 4817 جنيه $101.26
سعر ذهب 14 3760 جنيه 3747 جنيه $78.75
سعر ذهب 12 3223 جنيه 3211 جنيه $67.50
سعر الأونصة 200484 جنيه 199773 جنيه $4199.21
الجنيه الذهب 45120 جنيه 44960 جنيه $945.05
الأونصة بالدولار 4199.21 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى