بوابة الدولة
الثلاثاء 17 يونيو 2025 09:50 صـ 20 ذو الحجة 1446 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

مختار محمود يكتب .. المجلس الأعلى لتحنيط الثقافة!

مختار محمود
مختار محمود

دعك من أية شعارات قديمة، في سنوات قريبة أو بعيدة، كانت تبشر بالتمكين للشباب؛ فتلك شعاراتٌ لا يُعوَّل عليها، ويتم اللجوء إليها عند الرغبة في استنفار الشباب واستفزازهم لأمر ما، ولكن عندما يتحقق المراد، فلا تسألن عن "وعد" ولا عن "وفاء".
منذ قليل اعتمد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي التشكيل الجديد للمجلس الأعلى للثقافة؛ حيث ضم التشكيل قامات سامقة في جميع فنون الثقافة ودروبها.
وبغضِّ النظر عن استحقاق هذه الأسماء أو بعضها في أن يتم إدراجها في تشكيل هذا المجلس الذي يُعتبر أكبر هيئة ثقافية في مصر، فإنَّ هناك ملاحظات أظنها جديرة بالاهتمام والتفكر والتدبر في واقع ومستقبل الثقافة في مصر الذي يعاني بؤسًا لا يخفى على بصير أو كفيف، ويمضي من سييء إلى أسوأ!
ابتداءً..فإن المجلس المذكور صدر قرار تأسيسه في العام 1956، تحت اسم: "المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب"، كهيئة مُستقلة مُلحقة بمجلس الوزراء. كان الهدف من إنشاء المجلس تنسيق الجهود الحكومية والأهلية فى ميادين الفنون والآداب. المجلس -بهذه الصورة- كان هو الأول من نوعه على المستوى العربي؛ الأمر الذى دفع العديد من الأقطار العربية إلى أن تحذو حذو مصر وتُشكل مجالس مُشابه، وذلك عندما كان العالم العربي هو من يحاكي مصر وليس العكس.
وبعد عامين أصبح المجلس مُختصًا برعاية العلوم الاجتماعية. وفى العام 1980 تحوَّل المجلس إلى مسماه الجديد والحالي وهو: "المجلس الأعلى للثقافة". يرأس المجلس الأعلى للثقافة وزير الثقافة بصفته، ما يعني أن الدكتورة نيفين الكيلاني هي الرئيس الحالي، فيما يتولى إدارته وتوجيه سياسته والإشراف على تنفيذها الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة.
بحسب الصفحة الرسمية للمجلس، فإنَّ الأمر لم يكن مجرد تغيير فى المسميات، بل تطور فى الدور والأهداف، فقد أصبح المجلس الأعلى للثقافة العقل المخطط للسياسة الثقافية فى مصر من خلال لجانه التى تبلغ ثمانية وعشرين لجنة وتضم نخبة من المثقفين والمبدعين المصريين من مختلف الأجيال والاتجاهات!!
وبالنظر إلى أسماء التشكيل الجديد للمجلس الأعلى للثقافة فسوف تكتشف للوهلة الأولى أنهم يتقاطعون في السن الكبيرة، حيث إن متوسط أعمارهم يتراوح بين 80-90 عامًا، أمدَّ الله في أعمارهم جميعًا ومتَّعهم بموفور الصحة والعافية.
لتكن البداية مع العضو الدائم والأبدي والعريق والعتيق وهو الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي الذي يُكمل عامه الثامن والثمانين خلال أسابيع قليلة. أمَّا الدكتور عبد الرؤوف الريدي فقد أتم عامه التسعين. كما يُلامس الدكتور علي الدين هلال عامه الثمانين. فيما يُتمُّ سعد الدين الهلالي عامه السبعين خلال أشهر قليلة. أمَّا الدكتور مصطفى الفقي ومحمد سلماوي فقد بلغا عامهما الثامن والسبعين. الدكتور مفيد شهاب أتمَّ عامه السابع والثمانين في يناير الماضي، فيما أكملت الدكتورة عواطف عبد الرحمن عامها الرابع والثمانين، والأديب العابر للعصور والأزمنة يوسف القعيد يقترب أيضًا من عامه الثامن والسبعين، فيما أتمت الدكتورة لطيفة محمد سالم عامها الثاني والثمانين في نوفمبرالماضي، كما تكمل الدكتورة درية شرف الدين عامها الخامس والسبعين في مايو المقبل، وتكبرها بعامين الدكتورة مشيرة خطاب، فيما أتمَّ الشاعر الكبير فاروق جويدة عامه السابع والسبعين الأسبوع الماضي.
وبناءً على ما سلف..فهل يستطيع هؤلاء الأكارم المواظبة على حضور جلسات المجلس الموقر ووضع سياسات وبناء خطط واقتراح إستراتيجيات وطرح مبادرات تعيد الحياة الغائبة إلى الهوية المصرية التي تمر بأسوأ ظروفها وأحوالها في السنوات الأخيرة؟ وهل هم قادرون على أن يكونوا العقل المخطط للسياسة الثقافية فعلاً؟
ثمَّ هل يستطيع هؤلاء الأكابر التنسيق بين مهام أخرى مرتبطين بها وبين حضور جلسات المجلس الأعلى للثقافة ذات البدل المادي المحدود؛ لا سيما أن بعضهم منتسبون إلى مجالس عليا أو قومية أو نيابية أخرى؛ فالدكتورة مشيرة خطاب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، والدكتورة سعد الهلالي عضو بالمجلس القومي للمرأة وهو "فرح وسعيد" بذلك، والدكتورة درية شرف الدين برلمانية ذائعة الصيت..وهلم جرَّا.
إن في مصر نحو 30 مجلسًا أعلى، وتبقى الحصيلة مرشحة للزيادة، لايلمس المواطن أثرًا ولا تأثيرًا لكثير منها، فهل هى مجرد محمية أو متحف لتكريم أصحاب الحظوة والرضا السامي، أم إن هناك أهدافًا سامية لها تسمو فوق فكرنا المتواضع؟
ترى أيهما أفضل وأكرم لمصر: مجلس أعلى للثقافة يضم أجيالاً شابة يافعة لا تزال قادرة على العطاء والابتكار والتخطيط، أم مجلس للمسنين والكبار الذين حققوا لأنفسهم كل شيء ولم يعد يغويهم أو يغريهم شيء يسعون وراءه أو من أجله؟
كنا نتطلع إلى تشكيل جديد ومختلف للمجلس الأعلى للثقافة يغسل به سمعته السيئة والرديئة التي اكتسبها في السنوات الأخيرة؛ خاصة فيما يتعلق بـ"جوائز الدولة"؛ بعدما شاعت وانتشرت على نطاق واسع أنباء التربيطات والشللية التي تحكمها وتتحكم فيها، بعيدًا عن أي جدارة أو استحقاق!

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى16 يونيو 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 50.2322 50.3192
يورو 58.1137 58.2243
جنيه إسترلينى 68.2003 68.3234
فرنك سويسرى 61.9081 62.0229
100 ين يابانى 34.8448 34.9148
ريال سعودى 13.3828 13.4095
دينار كويتى 164.1791 164.5439
درهم اماراتى 13.6779 13.7027
اليوان الصينى 6.9956 7.0085

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5514 جنيه 5480 جنيه $108.81
سعر ذهب 22 5055 جنيه 5023 جنيه $99.74
سعر ذهب 21 4825 جنيه 4795 جنيه $95.21
سعر ذهب 18 4136 جنيه 4110 جنيه $81.61
سعر ذهب 14 3217 جنيه 3197 جنيه $63.47
سعر ذهب 12 2757 جنيه 2740 جنيه $54.41
سعر الأونصة 171514 جنيه 170447 جنيه $3384.43
الجنيه الذهب 38600 جنيه 38360 جنيه $761.68
الأونصة بالدولار 3384.43 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى