خالد الجندي: العبودية لله وحده.. وحرية السلوك مقيدة بـ”عدم الضرر”
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن الحرية هى جوهر الحياة والكرامة الإنسانية، مشددًا على أن المفهوم الإسلامي للحرية يقوم على معادلة دقيقة تجمع بين العبودية لله والحرية المطلقة مع سواه.
وأوضح "الجندي"، خلال حلقة اليوم من برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع عبر قناة "dmc"، أن البعض قد يرى تعارضًا بين مصطلحي "العبودية" و"الحرية"، مجيبًا على هذا التساؤل بوضوح قائلاً: "أنت عبد لله وحده، وإياك أن تنسى ذلك، ولكنك حر تمامًا في تعاملك مع ما سوى الله".
واستشهد عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمقولة "المنفلوطي" في وصفه للحرية، مؤكدًا أنه لولاها لكانت حياة الإنسان أشبه بحياة اللعب المتحركة في أيدي الأطفال بحركة صناعية، فالحرية هي احترام للنوع الإنساني واحترام لعبودية الإنسان لخالقه.
تقسيم الحرية: عقيدة وسلوك
وقسّم الشيخ خالد الجندي الحرية إلى نوعين رئيسيين لتبسيط المفهوم:
حرية العقيدة: وهي علاقة خاصة وحرة تمامًا بين العبد وربه، ولا يحق لطرف ثالث التدخل فيها، فالله وحده هو من يحاسب على النوايا وما في القلوب.
حرية السلوك: وهي ليست مطلقة، بل مقيدة بقيود المجتمع والقانون والأعراف، وتتغير من مكان لآخر ومن زمان لآخر.
قاعدة "أنت حر ما لم تضر"
وشدد "الجندي" على القاعدة الذهبية "أنت حر ما لم تضر"، محذرًا من استخدام شعار الحرية لتبرير الأفعال المشينة أو الفوضوية. وقال بلهجة حاسمة: "لا يصح أن يقول أحدهم سأسير عاريًا في الطريق العام أو سأقوم بسب فلان أو أهاجم عقيدة معينة بحجة أنني حر".
وتابع الشيخ خالد الجندي: "حرية السلوك تنتهي عندما تبدأ حقوق الآخرين، وهي مقيدة بالحفاظ على الكرامة الإنسانية وعدم إحداث ضرر، مستشهدًا بآيات من القرآن الكريم توضح أن الله هو المطلع على السرائر وهو من يتولى حساب البشر على عقائدهم، بينما السلوك الظاهر يخضع لضوابط المجتمع".
























