جامعة أسيوط تواصل فعاليات الأسبوع الرابع عشر للدعوة الإسلامية
تواصل جامعة أسيوط، لليوم الثالث على التوالي، فعاليات الأسبوع الرابع عشر للدعوة الإسلامية، وذلك اليوم الثلاثاء 18 نوفمبر، تحت رعاية الدكتور أحمد المنشاوي رئيس الجامعة. ويُقام الأسبوع بتنظيم من اللجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية بالتعاون مع الجامعة، تحت عنوان "مفاهيم حضارية"، وبتوجيهات من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وإشراف فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر.
وقد شهد اليوم الثالث ندوة بعنوان "العلم قاطرة الحراك الحضاري"، حاضر فيها كلٌ من: الدكتور صابر السيد محمود، عميد كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر فرع أسيوط، والدكتور إمام الشافعي محمد، عميد كلية البنات الأزهرية بالمنيا، والدكتور يوسف محمد المنسي، عضو أمانة اللجنة العليا للدعوة.
أكد الدكتور أحمد المنشاوي، أن فعاليات الأسبوع الرابع عشر للدعوة الإسلامية تمثل امتدادًا لدور الجامعة في نشر الوعي العلمي والفكري، مشيرًا إلى أن ندوة "العلم قاطرة الحراك الحضاري" تعكس أهمية المنهج العلمي القائم على البحث والابتكار في بناء نهضة الأمم وتعزيز الحراك الحضاري القائم على أسس أخلاقية وقيمية راسخة، مؤكدًا حرص الجامعة على دعم الطلاب وتنمية قدراتهم العلمية والفكرية، وترسيخ العلاقة بين العلم والبناء الحضاري في ضوء التعاون المستمر مع مؤسساتنا الدينية والفكرية الرائدة.
ومن جانبه أوضح الدكتور صابر السيد محمود أن التصور الإسلامي للعلم يقوم على الفهم والنظر والتجريب، واكتشاف سنن الكون وتسخيرها لخدمة الإنسانية، مؤكدًا أن علماء المسلمين عبر التاريخ — ومنهم ابن الهيثم والخوارزمي — وضعوا أسس المنهج التجريبي وأسهموا في تطوير المعرفة الإنسانية. ودعا إلى استعادة هذا الدور الحضاري بروح عصرية تجمع بين العقل والإيمان.
وتناول الدكتور إمام الشافعي محمد العلاقة التكاملية بين العلم والحضارة، مؤكدًا أنه لا يمكن قيام حضارة دون علم يوجّهها، ولا علم يثمر دون أخلاق تحكم مساره وتمنع انحرافه. ودعا إلى تعزيز ثقافة البحث العلمي لدى الشباب وتشجيع الابتكار، وربط العلوم الشرعية بالعلوم الكونية، وترسيخ قيم المسؤولية والأمانة العلمية في مجالات البحث والتطبيق، باعتبارها أساسًا لإعادة بناء الوعي الحضاري ودعم نهضة الأمة ورقيها.
وأشار الدكتور يوسف محمد المنسي إلى أن العلم يمثل بالفعل قاطرة الحراك الحضاري، وأن تقدم الأمم لن يتحقق إلا بعلم نافع ورؤية حضارية واعية تقوم على ثلاث ركائز: منهجية علمية مبتكرة، منظومة أخلاقية منضبطة، ووعي حضاري يجعل العلم أداة للبناء. مؤكدًا أن القرآن الكريم دعا إلى التفكر والتدبر والتعقل في مواضع عديدة، بما يرسخ ثقافة علمية أصيلة تتسع لمستجدات العصر دون أن تتخلى عن قيمها.





















