أستاذ طب نفسى لـ مصر تستطيع: رخصة الزواج ضرورة لمواجهة الأمية التربوية
حذّر الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، من ظاهرة الأمية التربوية التي أصبحت منتشرة في المجتمع، حيث يدخل الأزواج إلى الحياة الزوجية ويتحولون إلى آباء وأمهات دون أي تدريب أو تأهيل مسبق لمسؤوليات الزواج وتربية الأبناء.
جاء ذلك خلال حواره مع الإعلامي أحمد فايق في برنامج مصر تستطيع، المذاع على قناة دى ام سي حيث شبه الدكتور المهدي هذه الظاهرة بإعطاء سيارة لشخص لا يملك رخصة قيادة، قائلاً: "نتوقع أن يتسبب في كارثة، وهذا ما يحدث بالفعل في كثير من الأسر. الآباء والأمهات يجربون في أولادهم، مما قد يخرج لنا شخصًا طبيعيًا أو قد يؤدي إلى كارثة إنسانية".
غياب التأهيل وراء تضارب الأساليب التربوية
وأشار المهدي إلى أن غياب التأهيل يؤدي إلى تضارب الأساليب التربوية، فتجد من يتبنى الشدة المفرطة، ومن يميل إلى التساهل الزائد، ومن يتقلب بين الأسلوبين، مما يخلق حالة من الحيرة لدى الأطفال ويؤثر سلبًا على تكوين شخصياتهم.
واقترح الدكتور المهدي تطبيق نموذج "رخصة الزواج"، مستشهدًا بتجربة ماليزيا الناجحة في هذا المجال.
وأوضح: "في ماليزيا، عندما ارتفعت نسبة الطلاق إلى 32%، اعتمدوا وثيقة 'رخصة الزواج' التي تستلزم خضوع المقبلين على الزواج لبرنامج تدريبي مدته 6 أشهر لتأهيلهم لمسؤوليات الحياة الزوجية وتربية الأبناء. قد يرى البعض أن المدة طويلة، لكن المسؤولية أكبر وأخطر."
التربية منهج متكامل
وأكد المهدي أن التربية منهج متكامل ومترابط له قواعده العلمية، وأن تنشئة طفل عملية معقدة تتطلب وعيًا ومعرفة، فهي تختلف تمامًا عن تربية حيوان أليف. وشدد على أن الطفولة الإنسانية فترة ممتدة ومليئة بالتفاعلات المعقدة التي تهدف في النهاية إلى بناء إنسان سوي، وهو ما يستلزم إعدادًا جيدًا للوالدين.
واختتم حديثه بالدعوة إلى ضرورة تبني برامج تأهيلية إلزامية للمقبلين على الزواج لمواجهة "الأمية التربوية" وضمان بناء أسر مستقرة وأجيال قادرة على مواجهة تحديات المستقبل.





















