أستاذ طب نفسى: جريمة الإسماعيلية تكشف خطورة غياب المشاعر الطبيعية لدى الأطفال

أكد أستاذ الطب النفسى، الدكتور محمد المهدى، أن جريمة الإسماعيلية التى ارتكبها طفل يبلغ من العمر 12 عامًا ضد زميله تُعد مؤشرًا خطيرًا على تصاعد ما يُعرف بجرائم الأطفال، مشيرًا إلى أن الظاهرة بدأت تتزايد فى السنوات الأخيرة حيث أصبح الجانى والمجنى عليه فى العديد من الحالات من فئة الأطفال.
وقال المهدى، خلال مداخلة مع الإعلامية عزة مصطفى ببرنامج الساعة 6 الذى يذاع على قناة الحياة، أن الطفولة فقدت بعضًا من سماتها الطبيعية مثل البراءة واللطف والعاطفة، موضحًا أن الطفل المتهم فى هذه الجريمة كان يتحدث بهدوء شديد دون أن يظهر عليه أى إحساس بالندم أو الألم، وهى سمة تتكرر فى بعض الشخصيات الإجرامية التى تفتقد المشاعر الطبيعية مثل التعاطف أو الإحساس بالذنب.
وأضاف أن أخطر ما فى هذه الحالة هو غياب المشاعر الإنسانية من البداية، ويمكن للأسرة اكتشاف ذلك مبكرًا من خلال ملاحظة سلوك الطفل فى تعاملاته مع إخوته أو أصدقائه، فإذا أبدى استمتاعًا بإيذاء الآخرين أو لم يُظهر أى تعاطف تجاههم، فهذه مؤشرات تستدعى الانتباه والتدخل النفسى المبكر.
وأشار المهدى إلى أن أحد الأسباب الرئيسية وراء مثل هذه الجرائم هو ما يُعرف بالتعلّم بالنمذجة، إذ يتأثر الأطفال بما يشاهدونه فى أفلام العنف أو ألعاب الفيديو التى تمجّد القاتل وتُظهر الجريمة فى صورة بطولة، محذرًا من أن أغلب ألعاب الفيديو الحديثة تتسم بالعنف الشديد وتغرس لدى الأطفال مشاعر الإعجاب بالدمار والقتل.
وأكد فى ختام حديثه أن التوعية الأسرية ضرورية للكشف المبكر عن هذه السلوكيات غير الطبيعية، داعيًا أولياء الأمور إلى مراقبة المحتوى الذى يتعرض له أبناؤهم وتوجيههم نفسيًا وسلوكيًا لحمايتهم من الانزلاق إلى مثل هذه الجرائم المروعة.