الدكتورة شاهيناز عبد الكريم تكتب: المتحف المصري الكبير.. صرح حضاري يعانق المستقبل
تعود مصر إلى صدارة المشهد الحضاري العالمي بافتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُعد أكبر مشروع ثقافي وأثري في القرن الحادي والعشرين، ليقدّم للعالم نموذجًا فريدًا يجمع بين عبق التاريخ وروح العصر الحديث في أجمل صورها.
وقد لاقى هذا الحدث استحسانًا عالميًا لافتًا؛ إذ وصفت صحيفة The Guardian المتحف بأنه "أعظم مشروع ثقافي في القرن الحادي والعشرين"، لافتة إلى روعة تصميمه الذي يعكس فلسفة مصر الحديثة في الحفاظ على تراثها. أما شبكة CNN فاعتبرته "أيقونة معمارية عالمية تعيد تعريف تجربة المتاحف"، مؤكدة على تفرده بموقعه أمام أهرامات الجيزة، بينما أشارت Le Monde الفرنسية إلى أنه "تجربة ثقافية متكاملة تسرد قصة مصر بروح معاصرة"، في حين أشادت Reuters بدوره في "نقله لصناعة السياحة الثقافية إلى مستوى جديد".
يضم المتحف بين جنباته أكثر من 40 ألف قطعة أثرية، من بينها كنوز الملك توت عنخ آمون المعروضة بالكامل لأول مرة، إلى جانب قاعات عرض تفاعلية ومركز ترميم يُعد من الأكبر عالميًا، ما يجعله تحفة تجسد الحوار بين الماضي والمستقبل.
هذا الافتتاح ليس مجرد حدث أثري، بل رسالة حضارية تؤكد مكانة مصر كمهد للحضارة الإنسانية ومركز مستمر للإبداع والتنوير. وقد انعكس ذلك في تفاعل مستخدمي مواقع التواصل حول العالم، الذين تداولوا صور الافتتاح وعروض الضوء أمام الأهرامات، وأشاد أحد الرحالة عبر منصة X قائلًا: "لقد زرت متاحف كثيرة، لكن ما رأيته هنا لا يُصدق… إنه فصل جديد في علاقة الإنسان بالتاريخ". فيما كتب أحد المؤثرين الأوروبيين عبر إنستغرام أن المتحف "أجمل مزيج بين الفن والروح والهوية المصرية"، ليتصدر وسم #GrandEgyptianMuseum قوائم الترند في عدة دول خلال ساعات.
إن افتتاح المتحف المصري الكبير في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي يمثل تتويجًا لمرحلة جديدة من النهضة الثقافية، التي تسعى إلى تعزيز الهوية الوطنية ورفع مكانة مصر عالميًا من خلال قوة ناعمة قوامها التراث والفكر والإبداع. فالمتحف ليس مجرد صرح أثري، بل منارة لتعليم الأجيال، وإحياء التاريخ، وبناء المستقبل.
هكذا، تؤكد مصر أنها لا تكتفي باستعادة أمجادها، بلو شاهدًا على قدرتها الدائمة على الإبداع والتجدد.





















