الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : الصحافه بالدستور والقانون نبض الشعب وضمير الوطن .

عدم إدراك بعض المسئولين الدور الوطنى والمجتمعى للصحافه منحنى خطر .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أرى من الطبيعى أن يسأل الجميع عن دور الصحافه فى المجتمع ، يتعاظم ذلك عند طرح القضايا ، وتناول مايتعرض له الوطن للتوضيح ، وكذلك عند الإستحقاق الإنتخابى ، والذى من خلال الصحافه يعرف المواطن أدق الأسرار وكافة التفاصيل التى تتعلق بكافة الموضوعات خاصة الأجواء الإنتخابيه تناول وتحليل ، وكذلك تناول المرشحين ، وهذا دور وطنى لم يعد يدركه كثر خاصة بعد هذا الحصار الذى أصبحنا ندركه على موضوعات كثيره فأصبح الحصول على المعلومه صعب المنال ، حتى يكون التناول صادقا ومنطلقه الحقيقه ، كل ذلك بات يجهله كثر حتى بعض المسئولين للأسف الشديد ، الأمر الذى معه كان من الطبيعى تناول تلك القضيه الجوهريه الهامه .
لعلها فرصه للتأكيد أن أحد أهم الأدوار التي تؤديها الصحافة تتمثل في تثقيف وإعلام الشعب ، وإيصال صوتهم في ذات الوقت بالأمانه والصدق للمسئولين ومتخذى القرار ، لأن الصحافه بالدستور والقانون نبض الشعب وضمير الوطن ، وتعمل كوسيط بين أفراد الشعب في المجتمع وبين الحكومة ، ويتم من خلالها مناقشة العديد من القضايا المهمة المتعلقة بهم بالإضافة إلى مشاركتها في إتخاذ القرارت التي تدعم مطالب أفراد المجتمع التي تدعوا إلى العدالة والمساواة ، ويتم هذا الأمر من خلال طرق ووسائل تعتمد على أسس وقواعد خاصة بمهنة الصحافة ، لذا يتعين على جميع المسئولين ، أن يدركوا كل تلك الحقائق ويتفاعلوا معها ، ويجعلونها منطلقا في تعاملاتهم وسياساتهم ونهجهم في الإداره ، ويبتعدوا عن ماأسميه هذا التهريج المتمثل في الترويج بأن الإقتراب من تناول الأداء بالطرح ، أو توجيه النقد يمثل تكدير للسلم والأمن .
لعله من قبيل إفتقاد المعرفه الحقيقيه لمضامين المسئوليه الوظيفيه تأكيد أى مسئول عدم إهتمامه بالكليه بما ينشربالصحافه أو المواقع ، أوما يطرح بالصحف ، والفخر بأنه ليس له حساب على الفيس بوك حتى لايتواصل مع أى أحد من المنتمين للصحافه والإعلام ، وحتى لايشغل باله بما يتم طرحه بحق التابعين له وظيفيا خاصة مايتعلق بشكاوى الناس وصرخاتهم ، فإن كان ذلك لجهل منه بدور الصحافه والاعلام ، وأهميتها فى المجتمع وأنها همزة الوصل بين المسئولين والناس ، وأنه كمسئول يتعين عليه متابعة كل مايطرح ويقع في حدود إختصاصاته الوظيفيه والتفاعل معه والرد عليه ترسيخا للحقائق ، ودرأ لأى محاولات مغرضه تحمل إساءه أو أكاذيب ، يتعين علينا وعلى قادته بل من الواجب على الجميع أن يعرفوه ، لأن القيام بهذا الدور أراه من الواجبات ، أما إذا كان على سبيل الإستخفاف بدور الصحافه والإعلام هنا لابد من وقفه من الزميل العزيز خالد البلشى نقيب الصحفيين ، ورؤسائه التابع لهم فنيا وإداريا هذا المسئول ، لأن هذا النهج يعكس تراجعا خطيرا فى منظومة الإداره الحديثه ، والحكومه الألكترونيه ، والإنطلاق نحو التحديث والسرعه في مواكبة التطورات المذهله التي يشهدها العالم في التكنولوجيا ، وأهمية التفاعل مع مايطرح بالاعلام .
بهدوء ، وإنطلاقا من الإحساس بالمسئوليه ، سأفترض حسن النيه ، وأن أى مسئول يشغل موقع وظيفى رفيع يجهل الدور الوطنى والمجتمعى للصحافه ، لذا أوضح بمنتهى الشفافيه أن الصّحَافَةُ هي المهنة التي تقوم على جمع وتحليل الأخبار والآراء ، والتحقق من مصداقيتها وتقديمها للجمهور، وغالبا ما تكون هذه الأخبار متعلقة بمستجدات الأحداث على الساحة السياسية ، أو المحلية ، أوالثقافية ، أو الرياضية ، أو الاجتماعية ، وغيرها ، كما تلعب الصحافة دورًا مهمًا في الإجراءات التي تنمي المجتمع وتحث على التكافل الاجتماعي التي يدعو بدوره إلى المكافحة من أجل الحصول على العدالة ، والدفاع عن الحق ، من خلال تأثيرها القوي على عقول الأفراد في المجتمع لتمكين مطالبهم الاقتصادية ، والسياسية بتقوية الروابط فيما بينهم وتوحيد كلمتهم وصوتهم .
يتعين أن يعرف كل مسئول فى هذا الوطن الغالى أن الصحافة تساعد أفراد المجتمع على الوصول إلى الأخبار والمعلومات بل وتسرع من عملية سماعها ، ويتم ذلك من خلال دور وسائل الإعلام المختلفة كالتليفزيون ، والراديو، والإنترنت ، وغيرها من الوسائل ، إذّ يقوم الصحفيون بجمع المعلومات في البداية ، ويجرون المقابلات مع الأفراد الذين لديهم معرفة أكثر بالمعلومات الحديثة ، ويقومون بتغطية الأحداث ميدانيًا بالوصول إلى مسرح الجريمة أو الحدث لمقابلة الشهود والمسئولين وتوثيق ما يرونه هناك ، ويجرون التحقيقات ويطرحون الأسئلة المختلفة المثيرة للجدل ، ويتعقبون المعلومات والأشخاص الذين لديهم أي علاقة بالأحداث والأخبار الحديثة لتبليغ أفراد المجتمع بما يدور في مجتمعهم بكل شفافية وصدق .
كما تقوم الصحافة بتثقيف أفراد المجتمع من خلال تقديم إرشادات وتوجيهات تخص كل قضية من القضايا ، عدا عن أنها تقوم بتفسير وشرح الأخبار والأحداث ، بطريقة سهلة وميسره ، بحيث يحصل المتلقي أو القارئ على شروح أساسية وتفسيرات متخصصة للأحداث ، حتى تصل بالفرد إلى مستوى عالٍ من الفهم ، والاستيعاب لما يقرأ ويسمع ، خاصة وأن أفراد المجتمع في حاجه إلى تفسير وشرح الأخبار لعدم تخصصهم بكافة المجالات التي تتناولها الصحافة ، فليس كل الأفراد مثلا على إلمام وعلم تام بالإقتصاد ، أو العلم ، أو القانون وغيرها ، لذلك قد تبدو لهم بعض الأخبار أو الأحداث معقدة ومبهمة ، وهنا يكون دور الصحافة في شرح وتبسيط المعلومات للمتلقي ، إلى جانب الدور الجاد الذي تقوم به الصحافة في تزويد المجتمع بالمعلومات والأحداث والأخبار، وكذلك تتناول جوانب الترفيه والتسلية التي لا بد من تواجدها في كافة المجتمعات ، فهي قادرة على تصميم القصص المصورة المرفهة في الحياة اليومية ، كما تتضمن أخبار الرياضة ، والفنون ، والمسارح ، بالإضافة إلى الهوايات المختلفة التي يميل الأفراد إلى ممارساتها في أوقات فراغهم . يبقى السؤال من المنوط بهم تحقيق تلك الغايات النبيله الإجابه أعضاء نقابة الصحفيين .
الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهوريه عضو مجلس النواب السابق .