الاتحاد الأوروبى يطلق ميثاق المتوسط لتعزيز التعاون الإقليمى مع شركائه

أطلقت المفوضية الأوربية، والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، اليوم، استراتيجية جديدة لتعزيز الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ودول جنوب المتوسط، تحت عنوان: ميثاق البحر الأبيض المتوسط.. بحر واحد، ميثاق واحد، مستقبل واحد.
ويهدف الميثاق إلى بناء فضاء متوسطي مشترك مزدهر وآمن، يقوم على الملكية المشتركة والإبداع والمسؤولية المتبادلة، من خلال مبادرات عملية تستهدف تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط وخارجهما.
ويركز الميثاق على ثلاثة محاور، أولهم الإنسان، حيث يركز هذا المحور على التعليم العالي، التدريب المهني، تمكين الشباب والمجتمع المدني، التنقل، الثقافة، السياحة والرياضة، كما سيتم إطلاق الجامعة المتوسطية كمشروع رائد يربط الطلاب من مختلف دول البحر المتوسط، وتوسيع برامج التعليم الفني والتدريب المهني، إلى جانب دعم التراث الثقافي والفنانين، وتعزيز السياحة المستدامة.
أما المحور الثانى فيتضمن تحديث العلاقات التجارية والاستثمارية، وتعزيز الطاقة النظيفة، ومرونة المياه، والاقتصاد الأزرق والزراعة، والترابط الرقمي والنقل.
كما سيتم إطلاق مبادرة الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة T-MED ومبادرة StartUp4Med لدعم الابتكار وريادة الأعمال، إلى جانب تعزيز سلاسل التوريد في مجالات الصحة والزراعة والموارد الحيوية.
ويأتي المحور الثالث ليشمل تعزيز التعاون في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة، وتحسين القدرة الإقليمية على التصدي للأزمات، وتبني نهج شامل لإدارة الهجرة.
وسيتم إنشاء منتدى إقليمي يجمع الاتحاد الأوروبي ودول جنوب المتوسط لمناقشة قضايا الأمن والسلام، مع التركيز على مكافحة تهريب المهاجرين وتعزيز إدارة الحدود.
ولا يقتصر الميثاق على دول جنوب المتوسط فقط، بل يفتح الباب أمام التعاون مع الخليج، وأفريقيا جنوب الصحراء، وغرب البلقان، وتركيا، ويهدف إلى تعزيز الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والخليج.
ومن المقرر أن يطرح الميثاق لاعتماده سياسيًا في نوفمبر 2025، تزامنًا مع الذكرى الثلاثين لعملية برشلونة، وسيتم تحويل المبادرات المقترحة إلى خطة عمل تنفيذية في الربع الأول من عام 2026، بمشاركة الدول الشريكة، والمنظمات الإقليمية، والمجتمع المدني، ومنظمات الشباب.
ويعد هذا الميثاق ثمرة عملية تشاورية موسعة شارك فيها شركاء من جنوب المتوسط، ودول الاتحاد الأوروبي، وممثلون عن المجتمع المدني، والقطاع الخاص، والجامعات، ومراكز الفكر.
ويأتي كامتداد لعملية برشلونة التي انطلقت عام 1995، وأجندة المتوسط لعام 2021، بهدف الانتقال بالشراكة إلى مرحلة أكثر تنسيقًا وفعالية.