بوليتكو: الاتحاد الأوروبى يترقب فوز اليمينى الشعبوى بابييش بالانتخابات التشيكية

تقترب حركة "أنو" اليمينية الشعبوية بقيادة رجل الأعمال أندريه بابييش من الفوز فى الانتخابات التشيكية، ما يثير المخاوف من أن تتحول البلاد إلى نقطة توتر جديدة داخل الاتحاد الأوروبي.
وبحسب النتائج الأولية التى تم احتسابها فى 90% من الدوائر الانتخابية، تتصدر حركة "أنو" التصويت بنسبة 35%، متفوقة بشكل واضح على تحالف "سبولو" الذى يتزعمه رئيس الوزراء بيتر فيالا والذى يحصل على حوالى 22% من الأصوات.
ومن المتوقع أن تؤكد اللجنة الانتخابية الرسمية النتائج النهائية يوم /الإثنين/ وشهدت الانتخابات منافسة حامية حيث يتنافس 4 آلاف و462 مرشحًا و26 حزبًا على المقاعد، وحتى الآن، بلغ معدل الإقبال على التصويت 68%، وهو الأعلى منذ انتخابات 1998.
ويأتى "حزب العمد والمستقلين" فى المرتبة الثالثة بـ10% من الأصوات، تليها حركة "الحرية والديمقراطية المباشرة" اليمينية المتطرفة بنسبة 8%، وهو انخفاض كبير عن التوقعات السابقة التى كانت تشير إلى 13%.
بينما يحتفظ حزب "القراصنة"، الذى كان جزءًا من الائتلاف الحاكم السابق قبل انسحابه العام الماضي، بنسبة 7%.
ويترقب الاتحاد الأوروبى هذه الانتخابات بقلق، حيث تعهد بابييش بإلغاء دعم الذخيرة لأوكرانيا، ومعارضة خطط حلف شمال الأطلسى (الناتو) لزيادة الإنفاق العسكري، ومواجهة المفوضية الأوروبية فيما يتعلق بالصفقة الخضراء.
ويخشى منتقدو بابييش أن تؤدى عودته إلى السلطة إلى تحول التشيك إلى "حليف" آخر فى الاتحاد الأوروبى على غرار المجر بقيادة فيكتور أوربان وسلوفاكيا بقيادة روبرت فيكو.
وقال وزير الخارجية التشيكى يان ليبافسكى فى تصريح لـ"بوليتكو": "إذا نظرنا إلى تصريحاته وحلفائه فى أوروبا، مثل فيكتور أوربان وما فعله فى المجر، أعتقد أن بابييش سيدفع التشيك إلى هامش أوروبا".
وأضاف ليبافسكي: "لا أريد أن تنتهى التشيك على هامش أوروبا كما حدث مع المجر أو سلوفاكيا".
ومن المرجح أن يواجه بابييش صعوبة فى الحصول على أغلبية مطلقة فى البرلمان التشيكى المؤلف من 200 مقعد، ما يجعله بحاجة إلى دعم برلمانى لتشكيل الحكومة. وقد استبعدت جميع الأحزاب الرئيسية فى البلاد التعاون مع بابييش بعد الانتخابات، ما يضطره للبحث عن خيارات أكثر تطرفًا.
ومن الممكن أن تشمل التحالفات المحتملة لبابييش حزب "السائقون لأنفسهم"، الذى لا يطمح إلى خروج التشيك من الاتحاد الأوروبى أو الناتو، وحزب "الحرية والديمقراطية المباشرة" الذى يتبنى مواقف معادية للاتحاد الأوروبي. هذا الاحتمال أثار قلقًا كبيرًا بين المحللين والمعارضين السياسيين.
ويُعرف بابييش فى بروكسل بشكل كبير بسبب قضية قانونية طويلة الأمد تتعلق بتهمة احتيال على الاتحاد الأوروبى بمبلغ 2 مليون يورو، ما سمح لإمبراطوريته الزراعية "أجروفيرت" بالحصول على دعم مالى مخصص للشركات المتوسطة. وعادت القضية إلى الواجهة الآن، حيث ينتظر بابييش حكمًا من محكمة مقاطعة براغ.
وينفى بابييش ارتكاب أى خطأ، مؤكدًا أن القضية مسيسة. ومع ذلك، قد تشكل هذه القضية عائقًا أمام عودته إلى منصب رئيس الوزراء إذا قرر الرئيس التشيكى رفض تعيينه بسبب تضارب المصالح المتعلق بشركته "أجروفيرت".
وصرح الرئيس التشيكى بيتر بافيل بأنه سيلتقى مع جميع الأحزاب التى تتمكن من دخول البرلمان يوم الأحد المقبل، وستعتمد الحكومة المقبلة على المفاوضات التى ستُجرى بعد إعلان النتائج.
ومع اقتراب الانتخابات من نهايتها، تظل الأنظار مشدودة إلى ما إذا كانت التشيك ستشهد تحولًا نحو سياسات أكثر تشددًا داخل الاتحاد الأوروبى أم ستبقى ضمن الاتجاهات التى تميز الاتحاد الأوروبى حاليًا.