الكاتب الصحفى عبدالناصر محمد يكتب : أهالى الشرابية يطالبون بالقصاص ل ” حسن ” .. شهيد لقمة العيش

نؤمن بكل يقين بأن الموت حق على كل فرد منا وأمر فرضه المولى عز وجل علينا جميعا لم يستثنى منه ملك أو سلطان أو صاحب جاه أو نفوذ .. وحتما سوف يتجرع الجميع مرارته الأغنياء والفقراء كل على حد سواء .. كما أوصانا المولى عز وجل بالقصاص من كل من يقتل نفس بريئة بدون حق.
اليوم يقام سرادق عزاء فتى الشرابية المكافح الذى راح ضحية الغدر والخيانة والخسة والوضاعة ، وهو الشاب " حسن محمد عبد الواحد " ١٧ سنة بعد أن شيعت جنازته أمس حيث خرجت أهالى منطقة الزاوية الحمراء لتوديعه الى مثواه الأخير .
حرص حسن منذ نعومة أظافره على السير فى كل الطرق المشروعة بحثا عن لقمة العيش والحلال .. نشأ يتيما للأب وساعدته أسرته وبخاصة عمه " حلمى عبدالواحد " فى شراء توك توك له للعمل عليه وإدخار ما يمكن إدخاره ليبنى مستقبله.
فى الساعات الأولى من يوم الأحد الماضى السادس من شهر يوليو الجارى ركب معه بعض الأشخاص المجهولين لتوصيلهم ونظرا لأنه دؤوب فى رحلة البحث عن مستقبل باهر فضل ممارسة عمله فى هذه التوصيلة على العودة للمنزل والخلد إلى النوم ، وهو لا يدرى ماذا تخبأ له الأقدار وما الذى يضمره هؤلاء الركاب فى نفوسهم تجاهه.
سار حسن معهم بالتوك توك وبعد إبتعاده عن منطقة الشرابية ظهرت النوايا الخبيثة من جانب الركاب حيث أشهروا أسلحتهم البيضاء فى وجهه ليترك لهم ماكينة التوك توك وفى هذه اللحظة استرجع عناء عمله الشاق الذى ادخر منه حتى استطاع شراء هذه الماكينة بمساعدة أسرته تلك الماكينة التى أصبحت مصدر رزقه وبرجولة إبن البلد ظل متمسكا بالتوك توك كالجندى الذى يتمسك بسلاحه حتى الموت .. ظل حسن يقاوم كل الضغوط التى يمارسها اللصوص تجاهه بكل شجاعة وإستبسال غير مبالى بكل عمليات التهديد التى يمارسها هؤلاء الأوغاد ضده والذين بدأوا فى تنفيذ تهديداتهم ووجهوا له طعنات قاتلة فى أماكن متفرقة من جسده النحيل الذى كان يستقبلها وهو مازال متماسكا بآخر أمل للحفاظ على التوكتوك إلى أن شاء القدر أن يقضى أمرا كان مفعولا ليسقط حسن مدرجا فى دمائه الطاهرة لينضم الى مواكب الشهداء فى جنة الخلد.
لم يتوان ولم يدخر جهدا فى الحفاظ على مصدر أكل عيشه وسنده فى الحياة بل ظل بطلا حتى ذُهقت روحه النقية مدافعا عن حقوقه.
تم العثور على جثمان الشهيد فى زمام محافظة القليوبية ولازالت الأجهزة الأمنية فى مديريتى القاهرة والقليوبية تكثف جهودها لضبط الجناة فى هذه الواقعة المأساوية التى هزت وجدان جميع أهالى منطقة الزاوية الحمراء البلد التابعة لحى الشرابية حيث مسكن أهل الضحية .. الجميع يطالب بالقصاص من السفاحين القتلة الذين إرتكبوا تلك المجزرة الشنعاء ويناشدون اللواء محمود توفيق وزير الداخلية بتكثيف الجهود الأمنية لسرعة ضبط الجناة.
كاتب المقال الكاتب الصحفى عبدالناصر محمد مدير تحرير بوابة الدولة الإخبارية والخبير المالى والإقتصادى