بوابة الدولة
الأربعاء 8 مايو 2024 08:04 صـ 29 شوال 1445 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب:” الملافظ سعد ” .. لا دى زلة لسان

الكاتب الصحفى صالح شلبى
الكاتب الصحفى صالح شلبى

الملافظ سعد أصبح مثل شهير وأصبح أكثر شيوعاً عندما استخدمته الفنانة سهير البابلي في مسرحية " ريا وسكينة " لمواجهة عفوية أحمد بدير، وأضاف الناس إليه ما أضافته فأصبح "الملافظ سعد يا عبدالعال"

أصبح هذا المثل يقال للعديد من الفئات منهم المثقف والمتعلم وانصاف المتعلمين الذين لا يدركون إن الكلمة مثل طلقة الرصاص لا يمكن استردادها تخرج دون رجعة.. وجدنا أمثالا شعبية أخرى تحث على انتقاء الكلمات ومنها (اقعد عوج واتكلم عدل) و(لسانك حصانك إن صنته صانك وإن هنته هانك) وغيرها مئات الأمثال التي تصب في نفس المعنى، ناهيك عن الثابت في القرآن والسنة من الآيات والأحاديث التي تلزمنا باختيار أفضل الكلم.

وللاسف عندما تعاتب هؤلاء كلما أوقعهم الغرور والكبر والجهل في خطأ، يكون الرد جاهزاً لم أقصد ذلك ، دى "زلة لسان " لية بس بتكبر الامور، لا لا انت حساس زيادة عن اللزوم، هولاء ،لا يعلمون من قريب أو بعيد إن الكلمة سلاح خطير يجب أن نتعامل معها بكل عناية وحذر حتى لانقتل أحدا ً ما أو تتسبب له بضرر بالغ أو إعاقة نفسية مزمنة، نقول لهولاء علينا أن ننتقي من حروفنا وكلماتنا الأجمل والأنقى والأصفى لأننا نعيش وسط أناس لهم من المشاعروالأحاسيس الرقيقة الكثير والكثير وأن لم نلمسها ظاهرياً فهي موجودة في حنايا ارواحهم .

إن الكلمة الطيبة إذا خرجت من قلب صافٍ صادق أضاءت المكان وغيرت الحياة وفعلت فعلها النبيل ولذلك علينا أن نحصن ألسنتنا من موبقات الكلام ونلجم كلماتنا قبل أن تخرج من أفواهنا فإنها كالرصاص إن خرجت من أفواه البنادق فإنها لا تعود.

إن الأسلوب اللبق والمؤدب له تأثير كبير في نفوسنا، ولانستطيع أن نتقبله، ونجد أن أصحاب الكلام المهذب واللبق في حياتنا دائماً لكلامهم وقع مختلف في أنفسنا، حيث أن كلماتهم تدخل الى قلوبنا بسرعة مباشرة، بعكس الأسلوب الغليظ والكلمات الجارحة لاتستطيع نفوسنا أن تتقبلها حتى وإن كان الكلام في محله!

ومن هنا نؤكد مرة أخرى على ضرورة انتقاء كلماتنا وضرورة التفكير في الكلمة قبل أن تخرج من أفواهنا وتسمعها آذان الناس وتستقر في نفوسهم، فكم من كلمة طيبة كان لها صدى كبيراً وآثاراً رائعة في القلوب، وكم من كلمة خبيثة خلقت العداوة والنفور بين الناس،وكم هناك من أناس تستوطن محبتهم في قلوب غيرهم لكلامهم الطيب وحسن اختيارهم لألفاظهم، وكم هناك من بشر ينفر منهم الآخرون ويتحاشون الجلوس والحديث معهم لسوء انتقائهم لكلماتهم التي تكون كالسهام الجارحة في قلوب غيرهم.

انظروا مثلاً كم تسعد الزوجة عندما تسمع كلمة حانية من زوجها، وكم يسعد الموظف عندما يمتدحه مديره في العمل، وكم يسعد الوالدين من كلمات لطيفة من أبنائهم، وكم يسعد الأصدقاء بجميل الكلام بينهم.

فلننتقي جيداً كلماتنا ولنفكر فيما نقول قبل أن نتفوه بأي كلمة، ولنضع أنفسنا دوماً في مكان الشخص الذي سيسمع كلماتنا ،فإن قبلناها على أنفسنا لنقبلها على الآخرين، وإن لم نتقبلها على أنفسنا فلا داعي للتفوه بها، وصدق من قال " الملافظ سعد "،حقاً ان للكلمات سحر ومعجزات، فإن أحسنا اختيارها كم ستغير وستؤثر في قلوب الآخرين من حولنا، بل وستخلق لهم سعادة قد يظل أثرها طويلاً ولا يزول، فالإنسان دوماً في حاجة الى الكلمة الطيبة، مجرد كلمة أعزائي لاتُكلف الآخرين جهداً ولاوقتاً ولاحتى مال، ولكنها كفيلة بإدخال الفرحة والسرور على قلوب الناس، فتصدقوا بكلماتكم وثقوا أنها ستؤتي أكُلها بعد حين بإذن ربها.

نعم الشخص العاقل الرزين هو من يزن الكلام، ويكون رده مناسباً للسائل والسؤال، وما يصدر من أفواهنا يدل على حجم عقولنا، ومن العبارات المأثورة التى تبين المستوى الفكري والأخلاقي للشخص: (لكل مقام مقال) فاختيارك للوقت والمكان والظروف يدل على فهمك للتعامل وكيفية الخطاب، إلا أن هناك من يلقي ما بداخله فى أي وقت ولأي شخص بصورة غير محسوبة وغير مدروسة ، بينما الصحيح أن يحسب المرء كلماته وينتقي ألفاظه ويزنها قبل نطقها، كما في قول المآثور: «الملافظ سعد».

فإن الإنسان يزداد بهاء ورفعة إذا تكلم فى الوقت المناسب، واختار عبارته بشكل واعٍ منظم...فيجعل الآخر يتقبل الحوار ويسعد بمجالسته ونقاشه، وإن لاحظت أن أحدهم لا يحترم الآخر، فاعلم أنه لضيق العقول فخذ بالحديث الشريف: «خاطبوا الناس على قدر عقولهم»، وإن صعب الخطاب معهم اصبر عند مجالستهم أو انسحب بهدوء.

هنا نؤكد حقيقة لا تحتاج الى أي جدل وهى على حافة الكلمات تمضي المعاني، بعض الحروف تحملّها خيراً، وأخرى تحملها عناءً، على حافة الكلمات تأتي السعادة، وعلى حافتها أيضاً تفور الأعصاب وتسيل الدموع،وللكلمات وقع خاص على الروح قبل الأذن، المبشرة منها بالخير تلقى فسحة في القلب وراحة وفي النفس، والمنذرة المتوعدة أو تلك الكلمات التي تبدو مظلمة سواء تنفر الذات منها وتنهار القلب بين الضلوع وجلاً من تأثيرها. الحديث الشائق مهارة، قوة الإقناع مهارة، تراص الكلمات في جمل مفيدة مهارة، كل هذه أشياء يولد الإنسان بها، لكن بعض الناس ينسى أن يرعاها في صغاره ليكبروا من دونها وتغيب مهاراتهم، وآخرون ينمونها بالتجارب والقصص والقراءة والأشعار والأمثال، يردفونها ويرفعون وجودها في عقول صغارهم، ليكبروا ويصبحوا قلة في هذا الزمن، القلة اللبقة الحديث.

إن مهارة حسن استخدام الكلمات، تجلب السعادة لصاحبها ومن حوله، فالناس يحبون الشخص ذا اللسان الطيب، الذي يسعدهم حديثه وتروقهم كلماته، لكنها عندما تمتزج بصفاء القلب ونقاء السريرة تكون من أحسن الهبات الربانية على الناس. منذ مدة ليست بالقصيرة والألفاظ الطيبة غائبة عن ألسنة الكثيرين، تبدو ردودهم غريبة حتى على الأسئلة الطبيعية.

إن غياب الوعي بأهمية الكلمات التي تصدر من الإنسان يخلق حالة من اللامبالاة بها وبأهميتها وبمن يقولها أيضاً، وللكلمات وقع حتى إن لم تكن قائلها؛ لأن الإنسان الذي يعي أبعاد الحروف لن ينقل كلاماً يجرح شخصاً لآخر حتى لو طلب منه ذلك، وفي قصص الإسلام تروى حكاية عن مرور هارون الرشيد على غلام يقرأ القرآن وفي يده كتاب الله تعالى، فقال له: ماذا تقرأ يا بني؟ فقال الطفل: أقرا «ألم نشرح لك صدرك». فلما نظر هارون الرشيد في المصحف رآه مفتوحاً على قوله تعالى «عبس وتولى» فقال للغلام أتكذب على؟! فقال الغلام -الذي هذبه القرآن الكريم: ما أحببت إلا أن أخاطبك بما أتمنى لك من الله أن يشرح صدرك ويضع عنك وزرك ويجعل لك مع كل عسر يسرين هذا خير من ألقاك بالعبوس.

كثيرون أساءوا اختيار المفردات إما بقصد أو بجهل، وبعضهم لا يستخدم قاعدة لكل مقام مقال، فبالكلمة انتفض الشعب ضد مبارك، وبالكلمة أزاح الإخوان، وبالكلمة جمع السيسي الشعب حوله.. فهل أصبح تأهيل الكثير منا ضرورة؟ والتأهيل المقصود هنا هو كيفية التحدث إلى الاخرين وحسن التصرف تحت أي ظرف والمهارة في اختيار المفردات، أعتقد أن حصول هولاء على دورة تدريبية من هذا القبيل ليست عيبًا، لكن العيب هو العشوائية في اختيار الكلمات والجهل بأدبيات التحدث إلى الاخرين.

كاتب المقال الكاتب الصحفى صالح شلبى رئيس مجلس إدار ورئيس تحرير موقع وقناة بوابة الدولة الاخبارية ونائب رئيس شعبة المحرريين بمجلسى النواب والشيوخ

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى07 مايو 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 47.6623 47.7617
يورو 51.3037 51.4298
جنيه إسترلينى 59.7733 59.9171
فرنك سويسرى 52.5262 52.6648
100 ين يابانى 30.8514 30.9217
ريال سعودى 12.7079 12.7351
دينار كويتى 154.9288 155.4541
درهم اماراتى 12.9760 13.0042
اليوان الصينى 6.6030 6.6179

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,514 شراء 3,537
عيار 22 بيع 3,221 شراء 3,242
عيار 21 بيع 3,075 شراء 3,095
عيار 18 بيع 2,636 شراء 2,653
الاونصة بيع 109,294 شراء 110,005
الجنيه الذهب بيع 24,600 شراء 24,760
الكيلو بيع 3,514,286 شراء 3,537,143
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى