بوابة الدولة
الخميس 11 ديسمبر 2025 09:29 مـ 20 جمادى آخر 1447 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية
وزارة الاتصالات والأكاديمية العسكرية المصرية.. شراكة لإعداد جيل رقمي قادر على المنافسة عالميًا حالة الطقس.. سحب ممطرة على هذه المناطق وتحذيرات من سيول وضربات برق ورعد الوطنية للانتخابات تصعد مرشحا لخوض الإعادة فى حدائق القبة بدلا من المرشح المتوفى يونسيف: 9300 طفل داخل دائرة سوء التغذية الحاد بقطاع غزة| فيديو الفريق كامل الوزير يكشف خطة الدولة لدعم صناعة الحديد ورفع دخول الأسر في قفط | فيديو وزارة التعليم توافق على زيادة المصروفات السنوية للأنشطة بالمدارس الخاصة رئيس الوزراء يبحث مع رئيس بلومبرج جرين شراكات في الأمن الغذائي والدوائى للمرة الثانية.. محمد رمضان يغني رسميًا لـ كأس أمم أفريقيا القبض على سائق محافظ الدقهلية لتورطه فى الإتجار بالعقاقير المخدرة بشرى تكشف للمرة الأولى سبب انفصالها عن زوجها خالد حميدة «هما كده» أغنية جديدة لمصطفى كامل ويطرحها السبت نقابة المهن التمثيلية تشيد بقرار الرئيس السيسي بعد التكفل بعلاج كبار الفنانين

المستشار محمد سليم يكتب : الوهم الجميل

المستشار محمد سليم
المستشار محمد سليم

في زمنٍ تداخلت فيه الحقائق مع الأوهام، وتبدلت فيه المفاهيم بين ما يُرى وما يُخفى، لم يعد الوصول إلى الحقيقة أمرًا يسيرًا. الحواس تخدع، والعقول تُزيّن، والمشاعر تُضلل. من هنا تأتي هذه السطور محاولة لتأمل السؤال الأزلي: هل ما نراه هو حقًا ما هو كائن؟

من يظن أنه يرى الحقيقة بعينيه، فليتذكر أن الشمس لا تدور حول الأرض كما توهمنا أعيننا! بين الوهم والحقيقة مساحة رمادية يعيش فيها الإنسان منذ الأزل… وفيها نكتشف كل يوم أننا نعرف أقل مما نظن.

ما نراه في الواقع ليس دائما هو الحقيقة،حتى ما نراه رأي العين و نلمسه لمس اليد، فنحن نرى الشمس بأعيننا تدور كل يوم حول الأرض، و مع ذلك فالحقيقة أن العكس هو الصحيح، و الأرض هي التي تدور حول الشمس.
و نحن نرى القمر في السماء أكبر الكواكب حجما، مع أنه أصغرها حجما، ونحن نلمس الحديد فنشعر بأنه صلب متدامج، مع أنه في الحقيقة عبارة عن ذرات منثورة في فراغ مخلخل، و بين الذرة و الذرة كما بين نجوم السماء بعدا، و ما يخيل لنا باللمس أنه صلابة و تدامج هو في الحقيقة قوى الجذب المغناطيسي الكهربائي بين الذرة و الذرة، نحن نلمس القوانين بأصابعنا و ليس الحديد.

و نحن ننظر إلى السماء على أنها فوق، و الأرض على أنها تحت، مع أنه لا يوجد فوق و لا تحت، و السماء تحيط بالأرض من كل جوانبها، والهرم بالنسبة لنا شيء لا يمكن اختراقه، مع أنه بالنسبة للأشعة الكونية شفاف كلوح الزجاج، ترى من خلاله و تنفذ من خلاله، وصقيع القطبين الذي نظن أنه غاية في البرودة هو بالنسبة لبرودة أعماق الفضاء جحيم ملتهب.
و ما تكتب عنه الجرائد بالإجماع على أنه بطولة قد يعلم البطل نفسه أنه كان غشاً من التزييف تشترك فيها كل الإرادات، و يصبح الحكم على الأمور بظاهرها سذاجة لا حد لها.

و في الحقائق التاريخية يكتب المؤرخون في كل عصر و من ورائهم السلطة، و تكتب أقلامهم ما يريد الأقوياء أن يقولو، و ما أصعب الوصول إلى الحقيقة.

إن الوصول إلى المريخ أسهل من الوصول إلى حقيقة أكيدة عن حياة وردة تتفتح كل يوم عند نافذتك،بل إن الوصول إلى أبعد نجم في متاهات الفضاء أسهل من الوصول إلى حقيقة ما يهمس في قلب امرأة على بعد شبر منك.
بل إن عقولنا تزين علينا حتى عواطفنا نفسها، فنظن أن حب المجد يدفعنا و الحقيقة أنه الغرور و حب الذات، و نظن أن العدالة هي التي تدفعنا إلى القسوة في حين أن الذي يدفعنا هو الحسد و الحقد.

من الذي يستطيع أن يقول.. لقد أدركت الحقيقة؟ من الذي يجرؤ أن يدعي أنه عرف نفسه؟ ليس من باب التواضع أن نقول، الله أعلم، وإنما هي الحقيقة الوحيدة الأكيدة في الدنيا، إننا نجهل كل الجهل حتى ما يجري تحت أسماعنا و أبصارنا.

و برغم جهلنا يتعصب كل فريق لرأي، و قد يتصور كل واحد أنه امتلك الحق، فراح ينصب المشانق و المحارق للآخرين،ولو أدركنا جهلنا و قدرنا لانفتح باب الرحمة و الحب في قلوبنا، و لأصبحت الحياة على الأرض جديرة بأن نحياها، فمتى نعرف أنا لا نعرف؟!

أن الله يدبر لك الأصلح،كم مرة شعرت أن العالم أغلق أبوابه أمامك؟ أن كل خططك وأحلامك تبخرت فجأة؟ في تلك اللحظات، حين يغلبنا اليأس، قد يغيب عن بالنا أن وراء كل منع وحاجز، حكمة أكبر، وأن الله يدبر لك الأصلح.

الأصلح قد لا يكون ما تريده أنت الآن، فقد ترفض قلبك خسارة أو فشلًا، بينما في الواقع، هذه الخسارة هي حماية لك من طريق أضيق، أو بداية لفرصة لم تكن لتراها أبدًا، كل تأجيل يحمل في طياته رحمة، وكل رفض يحمل هداية، وكل ألم يسبق فرجًا لم تتخيله.

الإنسان بطبيعته يريد التحكم في كل شيء، يريد أن يسرع الأحداث ويقودها كما يشاء، لكنه حين يهدأ ويؤمن بأن هناك من يدبر له، عندها فقط يشعر بالسلام. الطمأنينة الحقيقية تأتي عندما ندرك أن ما يحدث ليس عبثًا، وأن ما نراه اليوم خسارة، قد يكون غرسًا لمستقبل أجمل.

ثق بأن كل شيء سيأتي في وقته، وأن كل منع ليس عقابًا، بل حماية، وأن كل فشل لم يكن إلا طريقًا لتعلم درس أعظم، وأن كل قلبٍ تحطمه الحياة، سيجد يومًا سببًا يبتسم له.

في نهاية المطاف، الثقة بأن الله يدبر لك الأصلح تمنحك القوة لتصبر، والجرأة لتواصل، والراحة لتعيش كل يوم وأنت مطمئن بأن ما كتبه الله لك هو الأفضل، حتى وإن لم تره الآن بعينيك، تذكر دائمًا: الحياة ليست ما نصنعه نحن وحدنا، بل ما يقدمه لنا القدر، وما يختاره لنا الله. وما يبدو اليوم نهاية الطريق، قد يكون بداية لحياة لم تحلم بها.

كاتب المقال المستشار محمد سليم عضو المحكمة العربية وعضو اللجنة الدستورية والتشريعية بمجلس النواب السابق

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى11 ديسمبر 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 47.4843 47.5837
يورو 55.6278 55.7538
جنيه إسترلينى 63.5672 63.7194
فرنك سويسرى 59.6162 59.7635
100 ين يابانى 30.4973 30.5690
ريال سعودى 12.6534 12.6805
دينار كويتى 154.7829 155.1575
درهم اماراتى 12.9279 12.9564
اليوان الصينى 6.7275 6.7419

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 6495 جنيه 6475 جنيه $137.58
سعر ذهب 22 5955 جنيه 5935 جنيه $126.11
سعر ذهب 21 5685 جنيه 5665 جنيه $120.38
سعر ذهب 18 4875 جنيه 4855 جنيه $103.18
سعر ذهب 14 3790 جنيه 3775 جنيه $80.25
سعر ذهب 12 3250 جنيه 3235 جنيه $68.79
سعر الأونصة 202085 جنيه 201375 جنيه $4279.17
الجنيه الذهب 45480 جنيه 45320 جنيه $963.05
الأونصة بالدولار 4279.17 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى