بوابة الدولة
الأحد 14 ديسمبر 2025 09:52 مـ 23 جمادى آخر 1447 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية
السيطرة على حريق مصنع فى مدينة 6 أكتوبر دون إصابات مديريه العمل باسيوط تعقد ندوه العنف ضد المراه مدرية الصحة بأسيوط: عام 2025 يرسم نموذجاً وطنياً للتحول في جودة الرعاية الصحية مستشفى رمد أسيوط يحصد المركز الأول في ”الحقن” والثاني في ”المياه البيضاء مدير تعليم أسيوط يتابع الانضباط المدرسى بمدرسة ناصر الثانوية ويوجه ورش الذكاء نقابة المهن الموسيقية تنعي شقيقة الزعيم عادل إمام الجمعية العمومية للجنة البارالمبية تعتمد الميزانية وجدول الأعمال بالأجماع وزارة الاتصالات تنظم جلسة حوارية حول تنمية القدرات الرقمية للعاملين بالدولة مع نواب المحافظين وقيادات الإدارات الحكومية للتحول الرقمي بالتعاون مع GIZ الكرملين: بوتين وأردوغان بحثا معًا قضايا حساسة للغاية خلال اجتماعهما في تركمنستان صحة الشرقية تطلق شارة بدء الحملة التنشيطية لخدمات تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية «صندوق تحيا مصر» يطلق «أسبوع الخير» بالأقصر لدعم 10 آلاف أسرة| صور ضبط المتهمين بالتشاجر وإصابة 8 أشخاص في الجيزة

الدكتورة غادة صقر تكتب : ”يا دنيا دوخينا، بس ارحمينا!”

الدكتورة غادة صقر
الدكتورة غادة صقر

في يوم مشرق وعادي، وسط حرارة الأسعار اللاهبة وزحمة الأسواق، قررت المطربة عفاف راضي أن تلقي مناجاة خاصة للحكومة والتجار، وقفت أمام المرآة، نفضت غبار الماضي عن أغنيتها الشهيرة، وبدأت في تحوير كلماتها لتصبح رسالة مليئة بالحنان... على أمل أن تهدئ من نار الأسعار، بصوتها العذب تقول: "يهديك يرضيك، يهديك يرضيك الله يخليك!"، وكأنها تخاطب الأسعار بنفسها، لكن الريح تاخدها وتجري بها بين رفوف المحلات، وهي تتخبط بين الأسعار اللي وصلتلـ 400 جنيه للكيلو اللحمة، آه يا عفاف، لو كنتِ تعرفين ما الذي يحدث في جيوب الناس، كنتِ ستغنين: "الله يخليك...حن علينا هدي علينا شوية!"

وبينما كانت عفاف تصارع الأسعار، خرجت شيرين من وراء الستار لتكمل القصة، شيرين بطريقتها المتدفقة قالت: "آه يا دنيا الله... الدنيا حالها كدا!" ولفيت بينا يا دنيا ودوختينا الأسعار عمالة تجبنا شمال ويمين ، زى ما نكون فى دورة أكروبات! مش هنقول "دوخينا" بس، لأ، ده إحنا بنلف زي العجلة بتاعة الملاهي، وبدون ضمان إننا هنوصل لمحطة آمنة.

اللحمة والبانية والليمون ؟ خلاص بقت قصة واحلام من الخيال، والأسماك اللي كانت في يوم من الأيام "أكلة الغلابة"، بقت تنافس الكافيار في السعر.

مع ارتفاع الاسعار لم يتمالك الفنان القدير" توفيق الدقن" مع تلك اللحظات الفارقة من تاريخ الامة الا أن يوجة رسالة صادمة و تحذيرًا واضحًا لكل من الحكومة والتجار: "ألو، يا حكومة، ألو يا تجار، فين الرحمة؟ فين الإنسانية؟". الرجل فعلاً كأنه بيتكلم باسم الملايين، مش مجرد فنان، ده أصبح "المتحدث الرسمي باسم الناس اللى بقوا غلابة وجيوبهم الفاضية". والجملة القاتلة اللي قالها كانت كافية توجع القلوب: "الأسعار بقت جريمة، واللي حاصل ده مش ممكن " الدقن " يسكت علية ومعاة محمود المليجى !" ، وكأن الفنان عادل إمام قاعد في زاوية المسرح بيراقب الوضع عن قرب، وفجأة، بص للكاميرا وقال بعيونه اللي مش بتعرف تكدب: "هو في إيه هو حصل اية ؟ بتعملوا في الناس كده ليه؟"، كلمة واحدة منه كفاية تخلي أي حد يحس إنه داخل على مشهد من فيلم تراجيدى مع موسيقى كئيبة، لأن الوضع فعلاً بقى كابوس، الناس بتنام تحلم إنها هتصحى تلاقي الأسعار رجعت زي أيام الأبيض والأسود، لكن بتصحى تلاقي الكابوس مستمر، واللحمة بقت حلم بعيد المنال.

ونقف هنا للحظة مع الكوميديا السوداء في مشهد من الفيلم الكلاسيكي "لو كنت غني" للفنان الراحل عبد الفتاح القصري، اللي طلب علاوة من مديره عشان يواجه الأسعار اللي كانت بتغلي وقتها، ويقول بلساننا جميعًا: "ما يصحش كل شيء يغلى تمنه والبني آدم يفضل زي ما هو، لازم يغلى مع السوق!"، وكأنه بينادي بمطلب حقيقي: إذا كل حاجة بقت غالية، ليه البشر مابيزدوش؟ ليه المرتبات واقفة في مكانها؟

القصري كان بيجسد اللحظة اللي إحنا عايشينها دلوقتي، وكأنه شايف المستقبل الأسود اللي جاي. الأيام اللي اللحمة بقت فيها بـ400 جنيه، والسوق بقى غابة الناس فيها غلابة مجرد أرقام مش قادرة تلحق "الزمن اللي بيجري بيهم".

عارفين لو كان الفنان القدير عبد المنعم مدبولي عايش معانا في أيام الغلاء دي، كان هيقف على المسرح بملامحه الحزينة اللي كلها رومانسية حنين، ويقول بصوته الشجي: "كان ياما كان يا سادة يا كرام، كان الزمان فيه لحمةعند الغلبان والفقير... والرطل كان بقرشين صاغ "، وبعدين يقف شوية، يأخذ نفس عميق، ويكمل بابتسامة حزينة: "أما دلوقتي... اللحمة بقت زي الحلم المستحيل اللي بنشوفها في متعلقة، وما حدش يقدر يقرب منها!"

عبد النعم مدبولى يكمل المشهد التراجيدى- يطلع منديله من جيبه، يمسح دمعة نازلة وهو يقول: "زمان كنا بنشتري كيلو اللحمة كده ومفيش خوف ولا توتر، دلوقتي الواحد بيدخل الجزار كأنه داخل يعاين شقة في الزمالك... ينظر، يتأمل، وبعدين ينسحب بهدوء".

وبين جملة وجملة، تلاقيه بيقول بنغمة شجن: "يا ريت اللحمة ترجع تاني، ويا ريت زمان الطيبة يرجع معاه... بس اللي راح، مش جاي تاني، يا عين يا ليل!"

لكن مسك الختام كان من الفنان مظهر أبو النجا، اللي كعادته رد على أسعار اللحمة والجزارين وتجار الليمون بسخريته المعهودة: "يا حلاوة!"، يا مظهر، فعلاً، الحلاوة اللي بنتذوقها دلوقتي هي حلاوة "النار اللي مولعة في كل حاجة". كأن الأسعار بقت زي النار اللي مش بتعرف رحمة، وبتحرق كل شيء حواليها، حتى الأمل اللي كان باقي في جيوبنا.

إحنا بنعيش في زمن كوميديا سوداء، مفيش حاجة أكتر سخرية من إنك تخرج السوق تشتري علبة جبنة، وترجع محمل بديون زي اللي اشترى عربية! الأسعار بقت مش بس أرقام، دي بقت سكاكين بتقطع فينا، وكل فنان، من عفاف لشيرين لعادل إمام، شايفين المشهد بس بطريقتهم.

طب لو قلنا أن كوكب الشرق السيدة أم كلثوم والعندليب عبد الحليم حافظ لسة عايشين كانوا غنوا إية ،لو أم كلثوم كانت لسة عايشة وشافت نار الأسعار مولعة في جيوب الناس، مفيش شك إنها كانت هتحول إحدى أغانيها الشهيرة لمناجاة للحكومة والتجار، كان ممكن نسمعها بتقول في صوت مليان شجن:

"عايزنا نرجع زي زمان .. قول للزمان ارجع يا زمان.. بس الأسعار دي تهدى شوية يا زمان .. رجعوا اسعار اللحمةزى زمان .. رجعوا للناس الأمان!"

أم كلثوم بقدرتها الفذة على التعبير عن مشاعر الناس، كانت هتقول الكلام ده وهي بتحس بألم كل مواطن، وكأنها بترثي حال الشعب اللي الأسعار كانت بترفعه على جسر الأحلام وتمزقه في النهاية، الأغنية بدل ما تكون قصة حب، كانت هتتحول لقصة معاناة من نار الأسعار، وهي بتقول:"فات وضاع المعاش... وسابني الحلم وراح والسوق ولّع.. وكل يوم جرح وجراح!"

أما عبد الحليم حافظ، صاحب الصوت اللي دايمًا كان بيعبر عن الحب والحزن في نفس الوقت، مكنش هيسكت أكيد كان هيرجع يغني للناس أغنية جديدة بعنوان " خسارة خسارة فراق العزايم خسارة خسارة فراق الطواجن خسارة خسارة فراق اللحم الضانى ، هنسمعه بيغني بمرارة وهو بيصف حال الناس اللي بقت بتعافر:وهو بيناجى الحكومة والتجار- "قولوا قولوا الحقيقة الأسعار بقت نار والعيشة بقت جحيم ونار،كان الحب زمان حلو وبسيط دلوقتي اللحمة بقت حلم بعيد!"

عبد الحليم كان هيكون صوت الناس اللي بتحلم بالحياة الكريمة، واللي شايفة الأسعار بقت زي فيلم رعب طويل ملوش نهاية. كان هيغني بصوت مليان إحساس: "حبيبتي نار الأسعار خدتى كل الأحلام والجيوب بقت فاضية زي قلب مليان ملام!"

وكان هيسأل الحكومة بصوته الرقيق، زي ما سأل الحبيبة في أغانيه القديمة: "ليه الأسعار بقت جراح؟ ليه اللحمة بقت مستحيل؟
نفسي أفهم، ونفسي أعيش بدل ما أحلم بالعليل!"

في النهاية، أم كلثوم وعبد الحليم كانوا هيتحولوا لصوت الشعب، وبدل ما يغنوا عن الحب والجمال، كانوا هيغنوا عن الأسعار اللي بقت بتحرق جيوب الناس، وتحول حياتهم لحالة من الكوميديا السوداء .

كاتبة المقال الاستاذة الدكتورة غادة صقر الاستاذ المساعد للاعلام بجامعة دمياط وعضو مجلس النواب السابق

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى14 ديسمبر 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 47.4346 47.5346
يورو 55.6882 55.8103
جنيه إسترلينى 63.4105 63.5822
فرنك سويسرى 59.5912 59.7243
100 ين يابانى 30.4380 30.5080
ريال سعودى 12.6401 12.6674
دينار كويتى 154.5604 155.0428
درهم اماراتى 12.9147 12.9437
اليوان الصينى 6.7231 6.7379

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 6560 جنيه 6535 جنيه $138.32
سعر ذهب 22 6015 جنيه 5990 جنيه $126.80
سعر ذهب 21 5740 جنيه 5720 جنيه $121.03
سعر ذهب 18 4920 جنيه 4905 جنيه $103.74
سعر ذهب 14 3825 جنيه 3815 جنيه $80.69
سعر ذهب 12 3280 جنيه 3270 جنيه $69.16
سعر الأونصة 204040 جنيه 203330 جنيه $4302.37
الجنيه الذهب 45920 جنيه 45760 جنيه $968.27
الأونصة بالدولار 4302.37 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى