بوابة الدولة
الأحد 4 مايو 2025 03:48 صـ 6 ذو القعدة 1446 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية
غدًا.. لجان ”النواب” تبدأ مناقشات موسعة حول تعديلات الإيجارات القديمة بحضور ٣ وزراء رفع 1634 حالة إشغال في حملات بـ4 أحياء في الإسكندرية البرازيلي فيرمينو أفضل لاعب في دوري أبطال آسيا أمطار غزيرة تغرق عدة مناطق في دمياط وإعلان حالة الطوارئ لأول مرة في تاريخه.. أهلي جدة يتوج بدوري أبطال آسيا بعد فوزه على كاوازاكي فرونتال الياباني الحكومة تعلن استثمارات جديدة بـ 14 مليار جنيه وزيرة البيئة توجه باتخاذ الإجراءات العاجلة لاحتواء تلوث بترولي قرب مدينة أبورديس «البيئة» تتخذ إجراءات عاجلة لاحتواء تلوث بترولي قرب مدينة أبورديس.. وإرسال العينات للفحص جامعة المنصورة تفوز بأول مشروع لبرنامج ماجستير في الشرق الأوسط وألمانيا لذوي الهمم في علم النفس سيدات الأهلي يتوجن بكأس مصر لكرة السلة تظاهرات في مدن وعواصم عالمية تنديدًا بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة رئيس الوزراء يغادر الجابون بعد مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الجابوني بريس نجيما

أمين الزاوي يكتب .. كتاب واحد وثلاثة كتاب عرب عالميين في 14 قرنا من الكتابة!

 أمين الزاوي الأديب والمفكر الجزائري
أمين الزاوي الأديب والمفكر الجزائري

علينا أن نعيد النظر في مفاهيم لغتنا النقدية في الإعلام والجامعة ووسائل التواصل (أ ف ب)

يستعمل مصطلح "الكاتب العالمي" في الثقافة الأدبية والإعلامية العربية، وحتى الأكاديمية، بشكل فج ومغلوط ومخلوط.

فهناك كاتب لم تتجاوز نصوصه، قراءة، حدود قريته أو "دشرته" أو مدينته، ونسمع ونقرأ أوصافاً تُلصق باسمه تشبه تلك التي تستعمل في حق كتّاب عبروا القارات واللغات والأزمنة والصراعات والحروب وظلت نصوصهم قائمة.

علينا أن نعيد النظر في مفاهيم لغتنا النقدية في الإعلام والجامعة ووسائل التواصل، كل هذه الفضاءات أسهمت في توسيع لغة فضفاضة غير موثقة، معطوبة فلسفياً ونقدياً وثقافياً وأدبياً، بالتالي أفسدت الذوق وصبغت نوعاً من الفوضى في الحياة الأدبية والإبداعية.

في تصوري، لقد أنتجت الثقافة الأدبية العربية كلها، وعلى مدى أزيد من 14 قرناً، كتاباً عالمياً واحداً، هو كتاب "ألف ليلة وليلة"، الذي تمكّن من أن يكون جزءاً من ذاكرة الإنسانية في باب الإبداع والقراءة والتأثير، وصناعة الذوق والذكاء الإنسانيين، أما ما بقي من هذه الثقافة الأدبية، فهي كتب وكتابات محلية، كُتبت للاستهلاك المحلي الموسمي من دون أي طموح إنساني عالمي.

يحدث أن تترجم رواية لكاتب عربي أو مغاربي من قبل مؤسسة رسمية، ترجمة تكون عادة نتيجة علاقات وتدخلات شخصية وتبادل مصالح، ترجمة مسلوقة حتى لا أقول رديئة، وتنشر في دار نشر أجنبية لا توزع منها أكثر من "كرتونين" من النسخ ترسل إلى المؤسسة التي دفعت مقابل الترجمة، ولا تقتني مثل هذه الروايات سوى بعض الجامعات الأوروبية التي فيها أقسام للغة العربية واللغات الشرقية، وتوضع بين أيدي بعض الطلبة الذين يدرسون في هذا القسم والذين غالبيتهم من الجاليات العربية، أي "زيتنا في دقيقنا"، وبعدها يحتفل بهذا الكاتب في الإعلام العربي والمغاربي احتفال الكبار، فيمنح كل الألقاب والصفات التي لم يحصل عليها حتى همينغواي أو تولستوي أو ماركيز...

يحدث أن تجري صحيفة، من تلك الصحف التي تملأ الفضاء تلوثاً ثقافياً وأدبياً، مع كاتب نشر كتباً لم تخرج من مدينته أو حتى من بلده، ولم توزع أكثر مما قدمه هو من نسخ هدايا لأصدقائه ومعارفه وطلبته وبعض الصحافيين الذين هم أول خصوم القراءة، وفي الحوار يقدم الكاتب على أنه "عالمي"، مع صورة له في مدينة كنيويورك أو لوس أنجليس أو برلين أو ساو باولو أو دبلن أو لندن...

يحدث أن يحصل كاتب على جائزة مدخولة في قيمتها الأدبية، ثقيلة في قيمتها المادية، فيقدم على شاشات التلفزيون، بعض التلفزيونات التي لوّثت الذوق وأفسدت المعنى، على أنه الكاتب العالمي ويُمنح من الصفات ما لم يسمع بها بروست ولا هنري ميلر.

يحدث أن يدعى كاتب عربي إلى ندوة عالمية، ربما للتذويق وإكمال النصاب، وبعد عودته من هذه الندوة يقدم "لأبناء جلدته" على أنه الكاتب العالمي الذي لولاه لما قامت الندوة ولما أصبحت الأرض كروية.

نحن أمة، في المشرق كما في شمال أفريقيا، عدد الكتاب فيها يفوق عدد القراء، وحتى الكتاب لا يقرؤون لبعضهم البعض، نحن مجتمع يؤسس الثقافة والأدب على أرضية غير صحيحة أصلاً، فلا ثقافة ولا إبداع في غياب الحرية الفردية، بوصفها الطاقة الأولى والأولية لكل كتابة، ولكل كاتب يطمح أن يقدم إضافة نوعية للثقافة الأدبية العالمية، ونحن مجتمع تغيب عنه هذه الحرية.

الكاتب العربي بشكل عام، يتأسس منذ بداية انشغاله بالكتابة على البحث عن طرق لتبرير وجوده ولتمرير نصوصه في مجتمع تغيب عنه الديمقراطية وحرية الرأي واحترام الاختلاف، بالتالي فالكتابة معطوبة منذ نيتها.

المجتمع العربي والمغاربي مجتمع ديني، مجتمع متدين بامتياز على الأقل ظاهرياً، والدين فيه لا يعاش ولا يمارس كحالة فردية، شخصية، بل يفرض كحالة "جمعانية"، حالة "قطيعية"، حالة وراثية، وقد ظل "الدين" بمفهومه السياسي ولا يزال هو الرأسمال الأساسي الذي تستعمله الأنظمة السياسية للقمع والتخويف، كما تستعمله المعارضة للتهديد ضد الكتاب من خلال تحريك الغوغاء في الشارع وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، لا أعتقد بأن مجتمعاً يراقب المبدع من خلال الدين يمكنه أن يفسح المجال للمبدعين للتعبير عن قضايا إنسانية كبرى، كحقوق الإنسان والحريات الفردية وحرية المرأة... هذا الواقع لا يمكنه أن ينتج كاتباً عالمياً.

إن المجتمع المنغلق على نفسه، والذي يهيمن عليه الدين السياسي والقمع السياسي لأنظمة إما عسكرية أو قبلية أو ثيوقراطية، والذي لا ينتج ترجمة عالية إلى لغته من الخيرات الإبداعية والفكرية العالمية، وفي وقتها، هو مجتمع مفصول عن الآخر انفصالاً حضارياً وزمنياً، وبهذا الواقع لا يمكنه أن يسمح بولادة مواهب عالمية.

إن المجتمع الذي يراقب حاويات الكتب الأجنبية المستوردة بدقة وهلع أكثر ما يراقب حاويات المخدرات، هو مجتمع لا يمكننا أن نتوقع ظهور كاتب عالمي فيه، وحتى تلك المواهب المتميزة التي تظهر بين الحين والآخر، وهي تعيش كما تعيش بعض النباتات بين شقوق جدران إسمنتية، لا يمر عليها زمن حتى تنتحر بطريقة أو أخرى، انتحار الصمت، انتحار المسخ أو انتحار الهجرة حيث العيش في حالة من الاستنفار السياسي والأيديولوجي الذي لا يساعد على الكتابة الإبداعية.

هذا المجتمع بهذا الوضع لا يمكنه أن ينتج كاتباً مثل بروست أو همينغواي أو بلزاك أو دوستويفسكي أو تولستوي أو بول أوستر أو فوينتس أو بورخيس...

صحيح، إن كثيرين من الكتاب العالميين كتبوا في ظل أنظمة ديكتاتورية أوروبية أو أميركو - لاتينية، لكنهم ظلوا في كتاباتهم مرتبطين بفلسفة الكتابة قبل الأيديولوجيا، ويبدو لي أيضاً أن الديكتاتوريات في العالم تختلف عن الديكتاتوريات في العالم العربي وشمال أفريقيا، فالديكتاتوريات العربية يقوم التكميم فيها على القمع الديني "المقدس" والقمع البوليسي "الممنوع".

هناك حالة استثنائية واحدة، فالكتاب العرب والمغاربيون الذين يكتبون بالفرنسية أو الإنجليزية استطاع كثيرون منهم أن يتحولوا إلى ما يمكن أن نطلق عليه مصطلح: كاتب عالمي، من أمثال آسيا جبار وأمين معلوف والطاهر بنجلون ونور الدين فرح...

أما الكتاب باللغة العربية، فأعتقد، وعلى مدى 14 قرناً من الكتابة، لم تنتج الثقافة العربية الأدبية سوى ثلاثة كتاب عالميين هم: جبران خليل جبران ونجيب محفوظ وأدونيس، أما البقية فيظلون كتاباً محليين لا يتعدى تأثيرهم حدود قراهم أو مدنهم أو في أبعد الحالات بلدانهم، ولا تمثل كتاباتهم أي تأثير في القارئ العالمي في السويد أو اليابان أو الولايات المتحدة الأميركية أو الصين أو روسيا ولا تشكل إضافة إلى المخيال الإنساني.

كاتب المقال أمين الزاوي كاتب و روائي و مفكر يكتب باللغتين العربية و الفرنسية أستاذ كرسي بجامعة الجزائر المركزية ترجمت رواياته إلى ثلاث عشرة لغة

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى30 أبريل 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 50.7467 50.8467
يورو 57.7243 57.8432
جنيه إسترلينى 67.7823 67.9362
فرنك سويسرى 61.4813 61.6398
100 ين يابانى 35.4822 35.5621
ريال سعودى 13.5288 13.5562
دينار كويتى 165.5736 165.9541
درهم اماراتى 13.8150 13.8441
اليوان الصينى 6.9838 6.9984

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5297 جنيه 5274 جنيه $104.18
سعر ذهب 22 4856 جنيه 4835 جنيه $95.50
سعر ذهب 21 4635 جنيه 4615 جنيه $91.16
سعر ذهب 18 3973 جنيه 3956 جنيه $78.13
سعر ذهب 14 3090 جنيه 3077 جنيه $60.77
سعر ذهب 12 2649 جنيه 2637 جنيه $52.09
سعر الأونصة 164760 جنيه 164049 جنيه $3240.30
الجنيه الذهب 37080 جنيه 36920 جنيه $729.25
الأونصة بالدولار 3240.30 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى