بوابة الدولة
الأربعاء 26 نوفمبر 2025 10:24 صـ 5 جمادى آخر 1447 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : التجربه الحزبيه تاريخ عظيم وواقع متردى ومستقبل مظلم فهل من منقذ .

محمود الشاذلى
محمود الشاذلى

الوطن يمر بمرحلة فيصليه فى تاريخه ، تتعلق بواقعه السياسى والحزبى الذى لم يسجل أنه تعرض لها من قبل ، تلك المرحله تجاوزها ليس مستحيلا ، شريطة تعظيم الأمانه والصدق ، والحديث بصراحه ، وطرح القضايا التى تتعلق بتلك القضيه بموضوعيه ، وتناولها على أسس سليمه ليس فيها غموض ، أو منطلقها يتسم بالخداع ، والتضليل ، والأمانى المستحيلة ، وأن يكون هناك مخلصين يخضعون كل رأى يتعلق بتلك القضيه للدراسه والتحليل ، وإستخلاص النتائج منها للتفاعل معها ، وجعلها واقعا فى الحياه ، دون ذلك نكون كالذى يضحك على نفسه ويخدع ذاته فيجد نفسه فى هوة سحيقه .

إنطلاقا من تلك الغايه النبيله يشير واقع الحال إلى أن الأحزاب السياسيه باتت فى مهب الريح ، والمنظومة الحزبيه باتت مهدده بالزوال المجتمعى ، والإندثار الوجودى ، خاصة بعد أن إنحدرت التجربة الحزبيه وتهاوت ، ولأول مره فى التاريخ السياسى للوطن ومنذ إنشاء الأحزاب السياسيه فى مصر ، ندرك أن الأحزاب أصبحت عديمة الجدوى بلا أى فاعليه ، وبابا لدخول البرلمان لأصحاب رؤوس الأموال ، ورجال الأعمال ، وسيدات المجتمع الراقى فيما كان يسمى فى السابق هوانم جاردن سيتى ، لكن بلغه عصريه ، تتناسب مع المناطق الراقيه المستحدثه ، ويتصدر مشهدها البهوات وساكنى الكمباونتات ، بالمجمل أصبحت للوجاهة والتكسب لمن خرجوا على المعاش من أصحاب المناصب الرفيعة ، كشف عن هذا الوضع المأساوي ماتم رصده بشأن الإنتخابات البرلمانيه ، وما يتعلق بإختيار المرشحين ، والذى إكتنفه عوار شديد شديد طال كيان الأحزاب أنفسهم ، وأعمالهم ، وضعف شديد سيطر على منظومتهم ، بل وإنحراف شديد لأداء تلك المنظومه الحزبيه ، الأمر الذى معه باتت عظيمة الجدوى مجتمعيا وسياسيا ووجوديا .

عمق ذلك هذا الإضطراب الذى طال الأحزاب السياسية جميعها ، وذلك على خلفية ماتم رصده من وقائع كارثيه تتعلق بالملايين التى كانت ثمنا لمقعد بالبرلمان ، والتى كان من نتيجتها تلك الإستقالات الجماعيه من تلك الأحزاب ، التى تصدرت القائمه الإنتخابيه المطلقه ، المسماه بالوطنيه ، والتى هى بمثابة قرار تعيين بالبرلمان ، لعدم وجود قائمه منافسه لها ، وبالدقه إقصاء القائمه المنافسه لها ، تزايد المشهد كارثيه منذ إعلان القبض على رئيس حزب ، ونجله ، وبعض قيادات الحزب ، لتحصلهم علي مبالغ مالية كبيره من الأعضاء بحجة تقديمهم للترشح للبرلمان ، حتى وإن تردد أنه تم تسوية الأمر ، والتصالح بينهم في النيابة العامة ، لكن تظل القضية تمثل إنحدارا خطيرا للحياة الحزبية ، والسياسة تستلزم ضبط إيقاع وفورا ، لعل ذلك يساهم فى إنقاذ مايمكن إنقاذه .

قولا واحدا .. الواقع الحزبى فى مصر الآن أهدر تاريخا طويلا للأحزاب السياسيه ، يرجع لعام 1907 بدء الظهور الأول للأحزاب في بداية القرن العشرين ، وصولًا إلى فترة الملكية التي شهدت تعددًا حزبيًا ، لكن مع هيمنة الإحتلال والتدخل الأجنبي ، وبعد ثورة 1952 تم حل الأحزاب وإقامة نظام الحزب الواحد ، وعادت الحياة الحزبية في مصر رسميًا عام 1977 ، لكن ظل الحزب الوطني الديمقراطي مهيمنًا على الساحة السياسية حتى ثورة 2011 ، والتي تبعها ظهور أحزاب جديدة في ظل نظام سياسي متعدد الأحزاب ، حتى تجاوز عدد الاحزاب الآن المائه ، يتصدر مشهدهم بالكاد ثلاثة أحزاب لكل منه مرجعيه مجتمعيه ، وباقى الأحزاب أصبحت كومبارس بما فيهم الأحزاب التاريخيه .

الخلاصة .. أن مايزيد على مائة حزب هو عدد الأحزاب الآن جميعهم مجرد ديكور ، والغايه من ذلك أن يقال أن لدينا أحزاب ، جميعها أحزاب وصيفه لثلاثة أحزاب يفتخر من فيها أنهم ينتمون لحضن السلطه الدافىء ، ويستحوذون على مقاعد البرلمان التى باتت للوجاهة الإجتماعيه ، تلك الأحزاب تحولت لمكان فخيم يلتقى فيه الوجهاء ، والقيادات الذين يتملكهم الأنا ، وعشق الذات ، ويتعاملون على أساس أنهم أسياد الشعب ، لذا بات من الطبيعى ألا ندرك مواطن بسيط ، أو شخص ينشد الخدمه العامه يقترب من مبنى تلك الأحزاب ، أو يسمح له بمجالسة البهوات ، حتى مؤتمراتها أصبحت تعقد فى القاعات المكيفه بالأماكن الراقيه والفخيمه ، ويطلق فيها العبارات الطنانه الرنانه ، وأصبحت المؤتمرات الشعبيه التى كانت تعقد فى الشوارع والساحات يحتضنها الناس جزءا من التاريخ وبالأدق زمنا مضى وولى .

ألف باء عطاء حزبى وجود لجان نوعيه داخل تلك الأحزاب ، تضم متخصصين ، وخبراء ، ومبدعين ، يناقشون قضايا الوطن ، ويبحثون عن مخرج لمشاكل الناس ، ويقوموا بإعداد الدراسات المتخصصه تلك التى تتعلق بقضايانا الحياتيه ، بل كان بالأحزاب زمان يتم تشكيل حكومات ظل يبدع فيها المنوط بهم ذلك ، ويتسم تناولهم لما يتعلق بتخصصهم بالعمق الشديد ، الٱن تلك الأحزاب أصبحت سمك لبن تمر هندي ، لادراسات ، لاإبداع ، لارؤيه ، جميعها أصبح يقتصر الأداء بها على الحديث الفخيم الذى لاجوى ولاطائل منه ، من يقول بغير ذلك ويزعم وجود تلك اللجان فاليقل لى نتاج عمل تلك اللجان ، وماهى مساهماتهم فى القضاء على المشكلات ، ودورهم فى التصدى للأزمات .

مرجع تلك الرؤيه كونى أحد المحللين السياسيين بحكم تخصصى الصحفى فى الشئون السياسيه والبرلمانيه والأحزاب ، وأحد الصحفيين الرواد بنقابة الصحفيين بعد أن تجاوزت عامى الأربعين فى بلاط صاحبة الجلاله ، ونائب بالبرلمان ، وممارس للعمل السياسى منذ عام 84 والذى فيها رغم أننى كنت شابا إلا أننى كنت أجالس الزعماء ، والقادة فى القلب منهم فؤاد باشا سراج الدين الزعيم التاريخى ، والقيمه الكبيره الدكتور وحيد رأفت ، وإبراهيم باشا فرج ، والدكتور نعمان جمعه ، والدكتور عبدالحميد حشيش ، وعلى سلامه ، وطلعت رسلان الذى صفع وزير الداخليه زكى بدر بالبرلمان عندما تطاول على قادة الوفد ، أحزاب كانت تخرج قيادات ، وتفرز مبدعين ، الٱن لايستطيع عضو الحزب أو لمجرد التفكير أن يقابل قياده حزبيه ويجلس معها على مائدة حوار ، أحزاب فيها قيادات حديثى عهد بالسياسه لايستطيعوا أن يفرزوا جيل ثانى وثالث من القيادات الحزبيه ، لأنهم أنفسهم غير مؤهلين ، فتم إسناد الأمر لمراكز متخصصه تقوم بإعداد القيادات السياسيه الكيوت ، دون إدراك أن الممارسه والعطاء والإحتكاك هم من يفرزوا القيادات الشعبيه والحزبيه وليس الدراسات والمحاضرات والندوات .

خلاصة القول .. التجربه الحزبيه تاريخ عظيم ، وواقع متردى ، ومستقبل مظلم ، فهل من منقذ . نعــم هناك منقذ لكن لتحقيق ذلك يتعين على هؤلاء جميعا ، وراسمى سياسات تلك الأحزاب أن يفيقوا ، ويغادروا تلك الأماكن الفخيمه ، وينزعوا الكرافتات التى يرتدونها ، وينتقلوا إلى الناس عبر بساطه فى التنقل لاعبر سيارات فخيمه يصل قيمة السياره بالملايين للقاء بسطاء غلابه مهمشين ، هم المكون الرئيسى للوطن ، وأصل هذا الشعب ، ليس لديهم ثمن رغيف الخبز ، ويلتحموا بالناس ويلتقوهم فى الشوارع والطرقات ، ويجالسوهم على المصاطب ، ويلتحموا بالجماهير فى كل مكان ، خاصة فى الأزقه ، والحوارى ، ويقتربوا منهم بجد قبل أن نصل لمنعطف خطير يدرك معه الناس جميعا أن زوال تلك الأحزاب هو المنطلق الحقيقى للتقدم والإزدهار .

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى25 نوفمبر 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 47.7718 47.8718
يورو 55.0761 55.2009
جنيه إسترلينى 62.6813 62.8173
فرنك سويسرى 58.9921 59.1448
100 ين يابانى 30.5427 30.6144
ريال سعودى 12.7364 12.7638
دينار كويتى 155.4919 155.8681
درهم اماراتى 13.0062 13.0352
اليوان الصينى 6.7404 6.7553

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 6360 جنيه 6325 جنيه $132.81
سعر ذهب 22 5830 جنيه 5800 جنيه $121.74
سعر ذهب 21 5565 جنيه 5535 جنيه $116.21
سعر ذهب 18 4770 جنيه 4745 جنيه $99.61
سعر ذهب 14 3710 جنيه 3690 جنيه $77.47
سعر ذهب 12 3180 جنيه 3165 جنيه $66.40
سعر الأونصة 197820 جنيه 196750 جنيه $4130.78
الجنيه الذهب 44520 جنيه 44280 جنيه $929.65
الأونصة بالدولار 4130.78 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى