بوابة الدولة
الخميس 1 مايو 2025 07:08 مـ 3 ذو القعدة 1446 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

العالم الآثارى الدكتور محمد شبانة يكتب : مقام الولاية عند الصوفية بين الحقيقة والخرافة ( ٢ )

العالم الآثارى الدكتور محمد شبانة
العالم الآثارى الدكتور محمد شبانة

وجهـــة نظرنـــا الشخصيـــة فــي ذلك: يُمكن أن أُدلي بدلوي في هذه القضايا الشائكة من خلال محورين كالتالي:
المحور الأول: جُزافية إطلاق الألقاب الدينية الصوفية والفقهية: يصادفنا في كثير من الأحيان نقوش كتابية, أو نصوص تاريخية نلحظ فيها كماً هائلاً من الألقاب التفخيمية المُسْبَغة على شخصيات صوفية ودينية, وغني عن البيان أن نذكر أن كثيراً ممن يقومون بتأليف المدح والثناء في مراثٍ مُعتَبرة لم يلتزموا بمعايير وضوابط فجاءت ألقاب من قبيل ولي, قطب, قطب الوقت, قطب الإسلام, غوْث الآنام, تاج العارفين...الخ مُستَخدمة استخداماً جُزافياً, وكذلك الحال بالنسبة للعلماء وفقهاء الدين فنجد ألقاباً من قبيل شيخ الإسلام, شيخ شيوخ الإسلام, شيخ مشايخ الإسلام...الخ مُستَخدمة بطريقة لا تختلف عن مثيلاتها الصوفية, والحقيقة أنه ليس كل رجل صالح هو عارف وولي, كما أنه ليس كل ولي وعارف هو قطب أو قطب الأقطاب وتاج العارفين, وبالتبعية ليس كل شيخ مجتهد ذاع صيته ولا عالماً موسوعياً صنّف بعض المصنفات الدينية يكون هو شيخ الإسلام أو شيخ شيوخ الإسلام وما شابه من ألقاب, وإنما وضح لي من خلال اطلاعي وقراءاتي أن ثمة خلطاً واضحاً حيال هذه المفاهيم وخاصةً في استخدام المصطلحات بشكل مُرسَل فيه إطلاق وعمومية, وكانت مثل هذه الألقاب المُغالى فيها لدى كثير من الصوفية والعلماء سببها الغلو في الاعتقاد وكانت تدور في فلَك دائرة التمجيد الضيقة والمُقتَصَرة على أسرة الفقيد وتلاميذه ومريديه ومحبيه وهي دائرة ضيقة لها مطلق الحرية في اختيار ما يحلو لها من صفات لوصف فقيدها فيُوصف بالقطب أو العارف أو شيخ الإسلام أو غيرها من الألقاب التفخيمية التمجيدية حتى وإن نحت في كثير من الأحيان نحو الغلو أو المغالاة في التمجيد والتفخيم مما يُخرجها من الإطار المُحَقَّق الدقيق للمصطلح, وبالتالي فإن هذا لا يعني بالضرورة أن هذا الشخص قد حصل على هذا المقام أو نال تلك المرتبة, أو تلقب بهذا اللقب, أو حتى وصل إلى ذلك المنصب؛ لأن "شيخ الإسلام" كان كما رأينا منصباً, ومن هنا أؤكد على ضرورة أن يتوخى الباحث في هذه المسألة الحذر ويتحلى بالاحتراز العلمي, وضرورة مراعاة أن ما يُطلق من ألقاب بعضها في محله وبلا مُغالاة ولا مبالغة (خاصةً إذا كانت لواحد من الأقطاب اللامعين الذين لا يُشك في مقامهم ولا يُطعن وقد ثبتت لهم هذه المرتبة بلا جدال وبلا مُدافعة), وبعضها الآخر – وهو الأكثرية – كان على سبيل إحاطة الشخصية بهالات من القداسة الناتجة عن الغلو في الاعتقاد والثناء داخل دائرة معارف تلك الشخصية أو مُحبيها المقربين.
المحور الثاني: إشكالية معيارية "الولاية" أو "القطبية" بين التراث الصوفي والحقائق الذوقية النورانية: يدور هذا المحور حول كيفية معرفة الولي أو القطب الحقيقي وما هي معيارية الولاية أو القطبية؟
الحقيقة أن المطلع على التراث الصوفي المكتوب, والسامع للتراث الشفهي من أرباب الطرق الصوفية يجد هذه الإشكالية بأجلى صورها حينما يحاول أن يُخْضِع "الولاية" أو "القطبية" لمعيارية محددة, في الوقت الذي يحارب كثير من مُتشددي الدين التصوف قاطبةً ويعتبرونه – إن اعتدلوا في رأيهم وحكمهم عليه – خروجاً عن الطريق القويم وكتاب الله وسنة رسوله, ونحن هنا لسنا في مجال إصدار الأحكام على أي منهما هو "الفرقة الناجية" في الإسلام وهل التصوف هو الطريق القويم أم "التسلُف" أم الوسطية الأزهرية وأم وأم...الخ؟
لكن المُدقق في التراث الصوفي يجد أن كثيراً من معارفه وعلومه سواء المكتوبة أو الشفهية يمكن تصنيفها من كونها حقائق وعلوم معيارية ثابتة إلى أحوال وأذواق ومواجيد لا تثبت على حال؛ ذلك أن كثيراً من الإرث الصوفي يُمكن في رأيي أن يُصنف في "علم الفولكلور" بحيث ينبغي دراسته دراسة أنثروبولوجية وافية تحلل كل عنصر من العناصر وتقف على كل مصطلح ويكون الجانب العملي فيها طاغياً على الجانب النظري الذي قُتل بحثاً, فإننا نرى وبكل إطمئنان أن كثيراً مما يُنسب الآن إلى التصوف عبارة عن ترسيبات ثقافية مصدرها اللاشعور الجمعي الصوفي (أو العقل الباطن الجمعي الصوفي) والمُختزنة في ضمير الطوائف والفرق والطرق الصوفية على اختلافها جيلاً بعد جيل بحيث ينبغي أن يُفهم في هذا الإطار؛ فقد اختلطت الحقائق بالأساطير وبات الوقوف على حقيقة نورانية أصيلة ثابتة يعرفها كل ذي قدم راسخ في العلم, وكل ذي حال ربَّاني لا يتطرق إليه شك, وكل صاحب مقام سامٍ بات من الصعوبة بمكان وإنني أرى أن تفسير ذلك كله راجع من خلال تجربتي العملية إلى ثلاثة أسباب رئيسة: أولها هو طريقة تلقي الصوفي (الولي أو القطب) نفسه للعلوم والتي قد يشوبها نقص وتشوه للحقائق الإلهية النورانية, وثانيها هو أن فئة كثيرة من المتصوفة أو المستصوفة أو المتطفلين على التصوف ظنوا أن التجارب الروحانية والممارسات السيميائية والتي هي ضرب من السحر ليس إلا ظنوا أنها عبارة عن أحوال ومواجيد وأذواق وارتشاف للمعرفة وتلقي للعلوم الإلهية تلقياً لا يشوبه شائبة وهذا كلام عارٍ من الصحة؛ فينبغي أن يقر في أذهاننا وتُلْقى البصيرة في روعنا أنه إذا كان كثير من الصوفية الحقيقيين أصحاب تجارب روحانية فليس كل ذي تجربة روحانية هو صوفي مُصطفى من الله وليست مكاشفاته هي حقائق لا يتطرق إليها شك يتلقاها من لدن عليم خبير.

كاتب المقال العالم الآثارى
الدكتور محمد شبانة

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى30 أبريل 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 50.7467 50.8467
يورو 57.7243 57.8432
جنيه إسترلينى 67.7823 67.9362
فرنك سويسرى 61.4813 61.6398
100 ين يابانى 35.4822 35.5621
ريال سعودى 13.5288 13.5562
دينار كويتى 165.5736 165.9541
درهم اماراتى 13.8150 13.8441
اليوان الصينى 6.9838 6.9984

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5314 جنيه 5286 جنيه $103.50
سعر ذهب 22 4871 جنيه 4845 جنيه $94.87
سعر ذهب 21 4650 جنيه 4625 جنيه $90.56
سعر ذهب 18 3986 جنيه 3964 جنيه $77.62
سعر ذهب 14 3100 جنيه 3083 جنيه $60.37
سعر ذهب 12 2657 جنيه 2643 جنيه $51.75
سعر الأونصة 165293 جنيه 164404 جنيه $3219.06
الجنيه الذهب 37200 جنيه 37000 جنيه $724.47
الأونصة بالدولار 3219.06 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى