بوابة الدولة
الجمعة 26 أبريل 2024 03:13 مـ 17 شوال 1445 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية
نقيب الفلاحين يحذر من وصول سعر الثوم إلى 100 جنيه في الأسواق مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة حسم طرفي نهائي دوري أبطال أفريقيا إعلامي يكشف عن موعد مباراة الزمالك ودريمز الغاني بعد بدء التوقيت الصيفي ضبط مخدرات بقيمة 3 ملايين جنيه خلال حملات أمنية فى سوهاج والشرقية بأسلوب التسلق.. ضبط عصابة تسرق المساكن بالقاهرة مقتل سيدة فى مشاجرة بالأسلحة بسبب خلاف على حد أرض زراعية بأسيوط تعليق مفاجئ من رمضان صبحي : الحصول علي الدوري يتطلب عوامل كثيرة ارتفاع أسعار الذهب مع بداية تعاملات اليوم الجمعة 26 أبريل تدريب المدربين TOT” برنامج تدريبي يطلقه مركز تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس والقيادات بجامعة أسيوط التموين تطلق نظامًا جديدًا لصرف المقررات مايو المقبل أحمد أبو السعود أول أردني يتأهل للأولمبياد في الجمباز: حققت أعلى علامة بكؤوس العالم ولن اكتفي بالمشاركة الشرفية ضبط 1320 علبة سجائر بدون فواتير قبل بيعها بالسوق السوداء فى الأقصر

الكاتب الصحفي طه خليفة يكتب.. الكويتي (الغشيم).. وأم كلثوم (العظيمة) .. و(غرزة الحشيش)!

الكاتب الصحفي طه خليفة
الكاتب الصحفي طه خليفة

عبدالله النفيسي، أستاذ العلوم السياسية الكويتي، يعتبر أن أم كلثوم حولت مصر والمنطقة إلى (غرزة حشيش)!.
هكذا قال، بكل غشومية، وانغلاق عقل، وتبلد مشاعر، وغياب للفهم الدقيق للحالة التي كانت تصنعها (الست) في حفلاتها الشهرية.
من لا يحب الفن، ومن لا يفهم الفن، ومن لا يستمتع بالإبداع الفني، لن يكون قادراً على التعبير الصحيح عن معنى ومغزى الفن، ودوره وأهميته وتأثيره على البشر، وحتماً سيُهزي بكلام فيه جهالة، كالذي قاله الأكاديمي الكويتي.
قبل تفنيد هزل وسخافة (غرزة الحشيش)، فإن أم كلثوم تفوقت على الحكام، والزعماء والقادة، وعلى جامعة الدول العربية، ونجحت بالطرب الأصيل الذي تشدو به، وهى على قيد الحياة، في تجميع العرب من الخليج إلى المحيط على قلب رجل واحد، يهيمون حباً وشوقاً في أيقوناتها الغنائية؛ طرباً وصوتاً متفرداً، وكلمات منتقاة رائعة، ولحناً يحرك الطير على أغصان الشجر، قبل أن يجعل البشر يعيشون حالة من الوجد الصافي.
هكذا كانت أغنية واحدة لكوكب الشرق، تقوم بصهر المشاعر العربية في بوتقة واحدة، فتؤلف القلوب، وتوحد العقول على الهيام بها، والارتقاء بالذوق، والارتفاع بالنفس، عبر الفن النبيل.
وهكذا كان الفيلم المصري قِبلة المُشاهدة للعرب.
وهكذا كان المسرح المصري الذي يأتي إليه عربٌ من بلادهم خصيصاً للتفاعل معه في الواقع.
وهكذا القوى الناعمة المصرية التي دخلت كل بيت عربي، وكل بيت يتحدث العربية، أينما كان مكانه على وجه الأرض.
عبدالله النفيسي السياسي المتقلب، صاحب الآراء الغريبة، والمواقف المزاجية المتغيرة، والذي لا يتحقق شيئ من نبوءاته وتحليلاته الخيالية، لم يفهم الحالة الكلثومية النادرة عربياً، التي لم تتكرر بعد رحيلها، فلم يجتمع العرب على فنان كما اجتمعوا هذا الكوكب اللامع، وعلى موعدها الشهري الثابت لتصدح بالجديد، وتعيد القديم بناء على طلب الملايين.
وهى، بعد 47 عاماً من رحيلها، لا تزال تتربع على عرش الطرب الأصيل العتيد دون منازع.
وتتميز أم كلثوم عن غيرها من أساطين الغناء أن جمهورها يشمل كل طبقات وفئات وشرائح المجتمعات العربية، من قمة الهرم الاجتماعي حتى أسفله، ومن قاعدته حتى أعلاه، دون استثناء.
الإنسان البسيط محدود التعليم والثقافة، أو بدونهما، لا يستمع لأغانيها بالعامية المصرية فقط، ويهيم عشقاً بها، إنما يُنصت لقصائدها باللغة العربية الفصحى، ويكرر الأبيات معها، ويغنيها مع نفسه، وهذا أمر عجيب يرتبط بالظاهرة الكلثومية وحدها في تاريخ الغناء العربي، وإذا كان عبدالوهاب غنى قصائد أيضاً، إلا أن جمهوره، وجمهور هذه القصائد، لا يتسم بالعمومية والشمول، كما في حالة (الست) العظيمة.
الزعم بأن أم كلثوم حولت مصر والمنطقة إلى (غرزة حشيش)، إدعاء كاذب وفارغ، وهو لفظ ووصف قبيح صفيق، ونزول بالجمال والبهاء إلى قاع مستنقع آسن، وهذا يعكس نفساً لا تشعر بالجمال، ولا تراه، ولا تفكر فيه، فتأتي عبارات صاحبها جاهلة قاحلة تثير الأسى على من تعلم في مدارس ومعاهد وجامعات راقية، لكن ثقافته وأفكاره ورؤاه وخبرته في الحياة تخاصم الذوق الرفيع.
ما فائدة أن يتعلم النفيسي في أرقى مدرسة أجنبية خاصة في مصر، وهى كلية فيكتوريا بالأسكندرية، وهى اختيار صفوة المصريين والعرب، ثم يذهب للجامعة الأمريكية في بيروت لدراسة العلوم السياسية، ثم يُعد الدكتوراة في بريطانيا، ويقوم بالتدريس في جامعات كويتية وإماراتية وبريطانية، ويزور كثير من دول العالم، ويفوز بعضوية مجلس الأمة الكويتي، ما فائدة كل هذا وما تأثيره على العقل عندما يتعامل مع الفن المحترم بهذه الجلافة والثقافة الصحراوية.
بافتراض أن نفراً من مستمعي أم كلثوم كان يدخن (الحشيش)، أو يتناول (مشروبات)، خلال حفلاتها الشهرية، ما مشكلة الفنان هنا؟، هل هو مسؤول عن جمهوره، خاصة عندما يكون بهذا الاتساع غير المسبوق؟.
وبدون أم كلثوم، فهذا النفر موجود؛ يدخن ويشرب، اليوم وبالأمس، وسيظل موجوداً، فما المشكلة أيها النفيسي يا من تريد إحداث صدمة، لكنها صدمة جوفاء غبية لا تليق بأكاديمي يعتبر نفسه مفكراً، لكنه يشطح أكثر مما يُنتج ويصنع أفكاراً تقود الكويت والعرب والإنسانية إلى الأمام.
هل تُسأل أم كلثوم لأن بعض محبيها كانوا يدخنون (الحشيش)، خلال استمتاعهم بطربها وشدوها، والتدخين - إذا حصل - كان يتم حيث يتواجدون، وليس في المسرح الذي تغني فيه، تدخين المسرح كان السجائر فقط، وحسناً أنه فيما بعد صارت هذه الآفة ممنوعة في المسارح والسينمات والحفلات والأماكن العامة التي يرتادها الناس.
كلام النفيسي تعميم لا يليق بتلميذ يدرس علوم سياسية، وليس أستاذاً جامعياً في هذا العلم، أستاذ يميل إلى الكلام في الفضائيات أكثر مما يُنتج دراسات وأبحاث وأفكار تعالج قضايا السياسة العربية والدولية.
ومن العجيب أنه لم يجد في تاريخ ومسيرة طربية طويلة فريدة غير دجل وتخريف يتصوره هذا الأكاديمي المشغول بسفاسف الأمور، وتحقير الفن العتيد، لم يجد في التراث الزاخر لكوكب الشرق (أراك عصي الدمع) لـ أبي فراس الحمداني، و(سلوا قلبي) لـ أمير الشعراء أحمد شوقي، ولا (رباعيات الخيام) للشاعر الفارسي عمر الخيام، وقد ترجمها أحمد رامي، ولا (الأطلال) للدكتور إبراهيم ناجي، ولا (أقبل الليل) لـ أحمد رامي، ولا (ثورة الشك)، و(من أجل عينيك عشقت الهوى)، للأمير عبدالله الفيصل، ولا (أغداً ألقاك) للشاعر السوداني الهادي آدم، ولا (هذه ليلتي وحلم حياتي) للشاعر اللبناني جورج جرداق.
لم يجد في هذه المسيرة قصائدة مُغناة من الشعر القديم والحديث، لم يجد مدائح نبوية، وأشواق إلى حج بيت الله الحرام، لم يجد (الثلاثية المقدسة) لـ صالح جودت، ولا (وُلد الهدى فالكائنات ضياء) لـ شوقي، ولا (القلب يعشق كل جميل) لـ بيرم التونسي، ولا (حديث الروح) للشاعر الباكستاني الكبير محمد إقبال، ولا غيرها من القصائد والمقطوعات الدينية الروحية التي لو اكتفت بها أم كلثوم لجعلتها مطربة عظيمة، ووضعتها على القمة.
هذا قليل من كثير من تراث وتاريخ يحتشد بـ لآلئ نادرة، وركزنا على الأغاني الصعبة، وهى القصائد والأشعار مما نفترض أن أمثال النفيسي من البعيدين عن الفن قد تستميلهم وتحرك أحاسيسهم وشجونهم وعقولهم، فهى إبداعات ذات جوهر روحي وفكري وثقافي يعانق السماء، لكن صاحبنا مشغول بالحشاشين وغرزهم فقط.
الفن الخالد إحساس وذوق وجمال ورقي وأفق وعقل متسع منفتح وفهم ووعي وإدراك، ومن لا تتوفر لديه واحدة من هذه الصفات، أو يخاصم الحياة، أو يكون منظوره للفنون سوداوياً، فلن يجد في أسطورة أم كلثوم إلا خيال مريض حول (غرزة حشيش).
من حقه أن يتكلم ويتحدث وينتقد، لكن ليس على طريق (الغرزة) والجالسين فيها وهم مغيبون عن الوعي ويهزون ويتكلمون بما لا ينفع ولا يليق ولا يستقيم مع النفس السوية، والعاطفة الطبيعية، والمشاعر الإنسانية.
أم كلثوم لم تساهم في نشر ثقافة (التحشيش)، ولا دور لها في تغييب العقل والوعي، وإذا كان حصل هذا، فهو مسؤولية الأنظمة التي احتكرت السلطة والأوطان، وتصرفت فيها أرضاً وشعباً ومقدرات كما تشاء، فمسخت الإنسان، وجعلته عاجزاً عن الفعل، بعد سلب إرادته، لتقرر نيابة عنه، وتفرض نفسها وصية عليه.
وهنا خدمت أم كلثوم الشعوب المقموعة المقهورة المهزومة بسلطة التخويف، وتخويف السلطة، فمنحتهم وقتاً ممتعاً يغوصون فيه بوجدانهم في عوالم الحب والجمال، ويسبحون في فضاءات لا نهائية من النشوة بعيداً عن قسوة الحياة، وبطش السلطة، وأعين المخبرين والمتطفلين.
فن أم كلثوم فيه انتشال للنفس المُتعبة المُجهدة المُرهقة من مطالب الحياة وفقرها وحرمانها وجوعها وقسوتها وضغوطها وأزماتها وصراعاتها وتكميمها وقمعها إلى التنفس بعمق، صوتاً عذباً، وموسيقى حالمة، وكلمات شجية.
أم كلثوم هى قُبلة الحياة لمن يحبون الحياة.
رحم الله (الست)، وغفر لها، وأسكنها جنان الخلد.

كاتب المقال الكاتب الصحفي طه خليفة مدير تحرير جريدة الاحرار اليومية

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى24 أبريل 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 47.8463 47.9463
يورو 51.1285 51.2498
جنيه إسترلينى 59.5064 59.6356
فرنك سويسرى 52.3253 52.4404
100 ين يابانى 30.8706 30.9371
ريال سعودى 12.7563 12.7836
دينار كويتى 155.3249 155.7001
درهم اماراتى 13.0251 13.0558
اليوان الصينى 6.6030 6.6170

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,526 شراء 3,549
عيار 22 بيع 3,232 شراء 3,253
عيار 21 بيع 3,085 شراء 3,105
عيار 18 بيع 2,644 شراء 2,661
الاونصة بيع 109,650 شراء 110,361
الجنيه الذهب بيع 24,680 شراء 24,840
الكيلو بيع 3,525,714 شراء 3,548,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى