الثلاثاء 19 مارس 2024 04:01 مـ 9 رمضان 1445 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية
مواعيد مباريات منتخب مصر تحت 20 سنة في الدورة الودية الدولية بالجزائر أنغام تطلق ”أكبر قلب” لدعم مرضى القلب من الأطفال مسلسل الكبير أوى 8 الحلقة 9.. مواعيد العرض والقنوات الناقلة الأكاديمية العربية توقع إتفاقية تعاون مشترك مع المركز الإقليمي للتدريب بالقرية الذكية (صور) نقيب الأطباء يطالب بتطبيق اللائحة المالية للتأمين الصحى الشامل لجميع الأطباء اتصالات النواب : الدولة نجحت في ضخ استثمارات كبيرة ستغير وجة الحياة في مصر الحكومة ترخص للمعهد الفرنسي ”جوستاف روسي” بالانتفاع مواعيد منافسات كأس العالم لرفع الأثقال البارالمبي بشرم الشيخ طارق عبد العزيز يهنئ السيسي والقوات المسلحة بالعاشر من رمضان ملحمه غيرت وجة التاريخ النائب محمد رضا البنا: تطبيق زيادة الحد الأدنى للأجور تؤكد انحياز القيادة السياسية للمواطن خلال حملة أمنية بدمياط.. ضبط أسلحة نارية وأكثر من 36 كيلو مواد مخدرة رفع 35 سيارة ودراجة نارية متروكة ومتهالكة من الشوارع بحملات مرورية

البرلماني السابق ماجد طوبيا يكتب.. كيانٌ… أم رقمٌ في وسط الأرقامِ

البرلماني السابق ماجد طوبيا
البرلماني السابق ماجد طوبيا

الكيانُ هو عبارةٌ عن : غرضٌ فى الحياةِ الواقعيةِ مستقلُ الوجودِ.
فالكيانُ هو شيء ملموسٌ يُوجدُ ويتميزُ عن الكياناتِ الأخرى.
كلُ كيانٍ يتألفُ من صفاتٍ خاصة به.
كلُ صفةٍ متعلقةٍ بمجالٍ ما.
وكلُ كيانٍ له خصائصٌ تتشابُه وتختلفُ عن باقي الكياناتِ .

والله سبحانه عندما خلقَ الإنسانَ
أرادَ له أنَ يكونَ لكلِ إنسانٍ كيانٌ مستقلٌ ملموسٌ ومحسوسٌ
يمتلكُ قدراتٍ وصفاتٍ متميزةً في بعضِ المجالاتِ
تُميزه عن الآخرين تجعلُ الآخرين يحتاجون إليه،
وكذلك قدراتٌ وصفاتٌ لدى الآخرين تميزهم، مما يجعلنا فى النهاية يكملُ بعضُنا الآخر .

كلُ كيانٍ يمثلُ قيمةً
وكلما أمتلكَ الكيانُ مجموعةً من الصفاتِ الإيجابيةِ في مجالاتٍ متعددةٍ واستخدمَها وقدمَها إلى الآخرين بشكلٍ إيجابي يساعدهم ليكونوا أفضل .
كلما كانَ هذا الكيانُ له وزنٌ وقيمهٌ وقامةٌ ، تكبرُ وتتنامى وتتعاظمُ
و بقدرِ ما يقدمُ هذا الكيانُ من فكرٍ وجهدٍ وعطاءٍ لأهله و للآخرين ولوطنِه تكون قيمته

ولكنْ من الغريبِ أن العالمَ ينظرُ هذه الأيام إلى الأفرادِ والأشخاصِ ليس ككيانٍ له قيمتُه وحريتُه وكرامتُه واحتياجاتُه وخُصوصياتُه وقدراتُه
بل ينظرُ إليه كرقمٍ
فأنا وأنتَ رقمٌ في التعدادِ السكنى
و أنا وأنتَ رقمٌ قومى معينٌ ومحددٌ
وأنا وأنت عبارةٌ عن رقم فى جواز سفرٍ
وأنا وأنت عبارةٌ عن رقمِ تليفون للتواصلِ .
وأنا وأنتَ ضمن رقمٍ تخرجُ من دفعِه لها رقم في مراحلِ التعليمِ المختلفةِ
ورقمٍ في وثيقةِ الزواجِ ورقمٍ في وثيقةِ الوفاة
أرقامٌ تُولدُ وتعيشُ ترافقنا في رحلةِ الحياةِ وتموتُ وتدفنُ معنا في وقتِ الرحيلِ
ليبدأ من بعدك أشخاصٌ أخرون … بأرقامٍ أخرى وهكذا.

والتحدي هنا
إما أن تقبلَ أنْ تكونَ رقمًا مثلَ بقيةِ الأرقامِ ،
أو أنْ تسعى أنْ تكونَ كيانًا مستقلًا ملموسًا ومحسوسًا
متميزًا بقدراتٍ وصفاتٍ إيجابيهٍ في مجالاتٍ متعددةٍ
تعودُ بالخيرِ والنفعِ على منْ حولَك

فيكون لحياتِك أثرًا إيجابيًا
وتكون لحياتِك لونًا وطعمًا ورائحةً ذكيةً تشيعُ البهجةَ والسرورَ في النفوسِ .
فتترك بصمةً وعلامةً فارقةً في حياةِ منْ ارتبطوا بك
وعاشوا معك وتأثروا بكلامِك وحياتِك ومبادئِك وسلوكِك
وعطائِك

فأن الحياةُ رسالةٌ
والرسالةُ لابد وأنْ يكونَ لها مضمونٌ ومعنى وهدفٌ وتأثيرٌ
بقدرِ ما يكون اجتهادُك وصدقُك وأمانتُك وإخلاصُك ،
بقدرِ ما تتركُ هذه الرسالةَ تأثيرُها بعمقٍ فيمنْ هم حولَك

ولكلِ رسالةٍ مقدمةٍ و مضمونٍ وخاتمةٍ

اهتمْ بكلِ مرحلةٍ من هذه المراحلِ
فلكلِ مرحلةٍ جمالُها وتحدياتُها وأمالُها
لا يمكنُ استرجاعُ الماضي لكنْ يمكنُ الاستمتاعُ بالحاضرِ

عندما تبدأ مرحلةُ المقدمةِ ابذلْ كلَ ما في وسعِك لكى تُعدَ نفسَك أفضلَ إعدادٍ ممكنٍ ، لتتمكن من مواجهةِ المستقبلِ

عندما تتخطى مرحلةَ المقدمةِ إلى مرحلةِ المضمونِ
لا تنظرْ إلى الوراء ، اهتمْ بمضمونِ رسالتِك وكنْ متميزًا……واتركْ أثرًا جميلًا

وعندما تنتهى من كتابةِ مضمونِ رسالةِ حياتِك وتبدأُ فى كتابةِ الخاتمةِ
ركزْ جيدًا في أن تتركَ أعظمَ خاتمةٍ يمكنُ أنْ تسطرُها
فالسطورُ الأخيرةُ هي خلاصةُ القصةِ والخبرةِ والحكمةِ
أكتبها بحروفٍ من نورٍ …. نورٌ يضئُ طريقَ أبنائِك وأحفادِك وأحبابِك

فتصبح بالنسبةِ لهم كيانٌ وذكرى جميلةٌ يفتخرون بها يحبونُها ويحترمونها ويقدرونها يتعلمون منها، فيعلمونها لمنْ حولَهم

احرصْ في حياتك أن تكونَ كيانًا
واياك وأنْ ترضى بأنْ تكونَ رقمًا يُولدُ ويعيشُ ويدفنُ كبقيةِ الأرقامِ ، فلا يشعرُ بك أحدٌ ،فيكون وجودُك مماثلًا لعدمِه وحياتُك مماثلةٌ لموتِك بلا طعمٍ ومعنى و هدفٍ

كن رساله تعلق على جدران الزمان
تخلدها الأجيال
كن كيانًا .

كاتب المقال ماجد طوبيا عضو مجلس النواب السابق

مقالات تهمك:

البرلماني السابق ماجد طوبيا يكتب.. الصراع بين المبادئ والاحتياجات والمصالح اضغط هنا