الطفيليون في التراث العربي- من هم!!!!

الطفيليون، في التراث العربي ،هم المتهافتون على الموائد، بدون دعوة، والمتكالبون على، الولائم، من غير ان يعزمهم اهلها.
عدتهم في ذلك سماكة جلد الوجه، وبرادة الدم، والتنازل عن الكبرياء،واسقاط الكرامة.
فلا، يأنفون من التوبيخ ولا يزعلون من، البهدلة، ولا تجرحهم الإهانة، ولا يوجعهم الاستخفاف بهم وازدراؤهم.
وقد جاءت نصائح مؤسس، الطائفة الطفيلية الى أتباعة من الطفيليين:-
اذا، دخل أحدكم عرساً فلا يتلفت تلفت المريب، وعليه ان يتخير، أفضل الامكنة في المجالس، واذا دخل الى حفل عرس، فليمض ولا ينظر في عيون الناس، حتى يظن اهل المرأة انه من اهل الرجل ويظن اهل الرجل انه من أهل المرأة واذا كان البواب،وقاحاً فأبدؤوابه، وكلموه بلهجة الامر والنهي دون ان تغلظوا له القول، لكن تمرجحوا,, بين النصيحة والادلال!!
انتهى,, كلام طفيل.
وقال كبار الطفيليين: ليس في الارض عود اكرم من ثلاثة اعواد,, عصا موسى وخشب منبر خليفة المسلمين وخوان الطعام.
ونقش وجيه من وجهاء بني طفيل وهو ابو العرنين الطفيلي على خاتمه,, اللؤم شؤم,, ويروى ان طفيلياً مر على قوم وعندهم وليمة فاقتحم عليهم المجلس واتخذ له مكاناً بينهم فأنكروا تصرفه واستهجنوا فعلته وقالوا,, موبخين ساخرين:
لو تأنيت ،أو وقفت حتى يؤذن لك او يُبعث اليك او تُدعى,.
فقال: انما اتخذت البيوت ليدخل فيها ووضعت الموائد ليؤكل عليها، وما حملت هدية حتى أتوقع الدعوة،والحشمة قطيعة، وطرحها صلة ، ولقد دعينا الى ان نصل من قطعنا ونعطي من حرمنا
ومن أشهر الطفيليين أشعب الطماع,, سئل يوماً ما هو أقصى طمعك قال مانظرت الى اثنين يتناجيان الا ظننتهما يأمران لي بصلة.
وأشعب هو رمز الطمع في التراث العربي حتى قيل اطمع من أشعب.
مر اشعب على رجل يصنع طبقاً فقال له سألتك الله ان توسعه فقال الصانع وما شأنك به فقال لعل صاحبه يهدي الي به الطعام!!
وساوم رجلاً يبيع الاقواس,, فقال له ان القوس بدينار فقال اشعب:
والله لو انها ترمي طائراً في السماء ويقع مشوياً بين رغيفين مادفعت فيها دينارا!!
ومن طرائفهم ان طفيلياً سئل اثنان في اثنين كم تساوي فقال اربع رغفان! وشم احدهم رائحة طعام عند اهل بيت ووجدهم اغلقوا الباب دونه فتسلق الجدار ونزل عليهم قائلاً منعتوني من الارض جئتكم من السماء!
ومن نكتهم ان احدهم رأى جماعة يأكلون فجلس معهم دون معرفة فقالوا له موبخين.
هل تعرف احدا منا؟! .... فأشار الى الطعام وقال هذا!!
اما اكثرهم استماتة في تطبيق الدستور الطفيلي فقد اقتحم المائدة على جماعة وقال في شفحة ودناعة ماذا تأكلون، فقالوا، نأكل سماً فقال، الحياة بعدكم حرام!!
ولهم في الحرص حكاية ان احدهم كان يعشق فتاة ويظهر لها شدة الحب والهوى الى ان سألته يوماً ان يقرضها نصف درهم فانقطع عنها وكلما رآها في طريق سلك طريقاً آخر فما كان منها الا ان صنعت له نشوقاً وأقبلت عليه به فقال ماهذا؟ قالت نشوق صنعته لهذا الخوف الذي فيك فقال اشربيه انت للطمع الذي فيك فاذا انقطع طمعك انقطع خوفي
هذا، جزء بسيط من تاريخ التطفل والدناعة في التراث العربي.
اما في الحاضر فان لهم ايضاً اخبارهم وحكاياتهم.
ولعل المتوافدين والمتوافدات على الاعراس ببراقعهن لا احد يعرفهم او يعرفهن هو امتداد لهذه الفئة فهل نستطيع ان نؤرخ لهم ونكتب عنهم بالاسم كما كتب السالفون.